ألغاه النازيون قبل 86 عاماً.. ألمانيا تقرِّر العودة إلى نظام تهجئتها الصوتي “شديد اليهودية”

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/12/04 الساعة 13:14 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/12/04 الساعة 13:14 بتوقيت غرينتش
ميركل ورئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نتنياهو - رويترز

قالت صحيفة The Guardian البريطانية الخميس 3 ديسمبر/كانون الأول 2020، إن ألمانيا قررت إلغاء جدول تهجئتها الصوتي الذي كان النظام النازي قد اعتمده قبل 86 عاماً، وإعادة الاستعانة مؤقتاً بالنسخة الأقدم والتي ألغاها النازيون بحجة أنها كانت "شديدة اليهودية". 

تشير الصحيفة إلى أنه في عام 1934 تبنى النازيون جدول التهجئة المعتمد، بعد "تطهيره" من جميع الأسماء اليهودية فيه، كجزء من حملة النظام النازي لرفض كل ما يتصل باليهود في الحياة الألمانية، والتي بلغت ذروتها مع الهولوكوست. 

ما الذي تغير بالفعل؟: أشارت الصحيفة إلى أن النظام النازي قد استبدل بالأسماء ذات الأصول اليهودية أسماء إسكندنافية، مثل "صامويل" Samuel، لتمثيل كيفية نطق حرف ٍS، أصبحت Siegfried، وكلمة "زكريا" Zacharias التي استخدمت للإشارة إلى نطق حرف Z تحولت إلى كلمةَ Zeppelin، وأُبدل باسم "ديفيد/داود" David الخاص بحرف D إلى اسم Dora. 

وكان التفضيل وقتها هو أن تحل أسماء إسكندنافية محل الأسماء اليهودية، وحيث لا يمكن العثور على أسماء مناسبة، مثل الحال مع حرف N (في الأصل المُلغى "ناثان" Nathan)، كان يُختار بدلاً منه اسم كائن أو اسم مكان، مثل "نوردبول" (القطب الشمالي) Nordpol في الحالة المذكورة. 

بحسب الصحيفة، فقد استعانت الأبجدية الجديدة بـ"ألفبائية التهجئة الصوتية الدولية" كمكافئ دولي، وتم تسجيل القائمة رسمياً لدى "المعهد الألماني للتوحيد القياسي" (DIN)، المسؤول عن تنظيم وتوحيد القياسات الخاصة بكل شيء من حجم الكراسي إلى مشابك الورق، تحت الرقم المعياري 5009.

دعوات سابقة: كان مايكل بلوم، وهو محقق في معاداة السامية بولاية بادن فورتمبيرغ (منصب استُحدث مؤخراً في 13 ولاية بجميع أنحاء البلاد للتصدي للهجمات المتزايدة ضد اليهود في ألمانيا)، هو من قاد حملة متمهلة للتخلص من النسخة النازية لنظام التهجئة، وقال إن حقيقة بقائها في مكانها لفترة طويلة هي دليل في حد ذاته على "عقلية معادية للسامية وعنصرية عميقة الجذور" في ألمانيا. 

وفي حديث مع إذاعة Deutschlandfunk، استدلَّ بلوم بحالة حرف N، حيث إحلال "نوردبول" Nordpol محل اسم "ناثان" Nathan، والذي ما زالت الألمانية المعاصرة تستخدمه حتى اليوم، مشيراً إلى أن ذلك يعبر عن مدى تسرب هذه الفكرة النازية إلى عمق اللغة والتفكير الألماني، إذ إن "نوردبول" (القطب الشمالي) كان يُنظر إليه في الأيديولوجية النازية على أنه الموطن الأصلي للعنصر الآري. 

وقد دعا بلوم إلى العودة إلى إصدار ما قبل عام 1934، أو ما يسمى بجدول تهجئة "فايمار"، الذي من الأرجح أن يستمر قيد الاستخدام حتى خريف عام 2022 فحسب، وبعدها من المتوقع أن يجري تسجيل نسخة محدثة من نظام التهجئة لدى "المعهد الألماني للتوحيد القياسي" والتي على الأرجح ستعتمد على أسماء المدن. ومع ذلك فإن بلوم أصر على التحول في حد ذاته كان "بادرة رمزية مهمة".

وقال بلوم: "إن مقصدي ألا نستمر ببساطة في استخدام النسخة التي قدمها النازيون تلقائياً، وهي النسخة التي حذفت الأسماء اليهودية".

تأييداً لتلك الخطوة، قال رئيس "المجلس المركزي ليهود ألمانيا"، جوزيف شوستر، إنه يرحب بمبادرة بلوم وإنه قد "حان الوقت لتحرير الألمان من لغة النازيين وآثارها".

أما كليمنس شويندر، أستاذ الإعلام الذي اضطلع بدراسة جداول التهجئة لعقود طويلة، فقال لصحيفة Die Welt، إن حقيقة أن الناس ما زالوا يستخدمون كلمات مثل "سيغفريد" Siegfried [و"سيغفريد" قاتل التنين هي أسطورة جرمانية، استخدمتها الدعاية النازية للإشارة إلى سمات الصحة والفحولة للرجل الآري الألماني، وإلى حادثة قتله على يد المحارب البرغندي "هاجن" Hagen على الشرور الكامنة في العناصر الإثنية "غير الجرمانية"] تُظهر أن 12 عاماً من الحقبة النازية لا يزال تأثيرها حاضراً".

تحميل المزيد