فتحت السلطات اللبنانية تحقيقاً في مقتل مسؤول سابق بالجمارك، في حدث وصفه سياسي بارز بأنه "حدث مريع"، إذ قال مصدر أمني لوكالة "رويترز" للأنباء، إنه تم العثور على جثمان العقيد منير أبو رجيلي في منزله، الأربعاء 2 ديسمبر/كانون الأول 2020، مصاباً بضربة في الرأس، بمنطقة قرطبا على بُعد 40 كيلومتراً شمال شرقي العاصمة بيروت.
ماذا وراء مقتله؟
السياسي الدرزي البارز وليد جنبلاط، تساءل عن دوافع الجريمة، على حسابه الشخصي بموقع "تويتر"، الخميس 3 ديسمبر/كانون الأول، إذ أثار علامات استفهام حول ما إذا كانت لمقتل أبو رجيلي صلة بانفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس/آب والذي أسفر عن مقتل نحو 200 شخص ودمار قطاعات كبيرة من العاصمة.
كما كتب جنبلاط: "ماذا وراء مقتل العقيد منير أبو رجيلي رئيس مكافحة التهريب سابقاً في الجمارك اللبنانية. هل هذا الحدث المريع كان لتعطيل أي تحقيق جدي في قضية الانفجار بمرفأ بيروت؟".
لكن مصدراً كبيراً بوزارة الداخلية قال: "لغاية الآن لم يُستدل على أي رابط بين المرفأ وجريمة القتل".
مسيرة أبو رجيلي
تضمنت محطات مسيرته المهنية رئاسة شعبة المكافحة البرية في بيروت، ورئاسة شعبة الجمارك بالمطار، ورئاسة شعبة التخطيط والتنظيم في المجلس الأعلى للجمارك، بحسب سيرة ذاتية أرسلها جوزيف خليل، وهو محامٍ وقريب لأبو رجيلي.
في هذا السياق، قال المصدر إن أبو رجيلي لم يتم استدعاؤه للاستجواب في التحقيق بانفجار بيروت ولم يخدم في المرفأ.
كما قال خليل، إن العائلة كانت تنتظر نتائج التحقيق.
تحقيقات معطلة
جدير ذكره، أنه مضت أربعة أشهر على الانفجار، وما زال اللبنانيون ينتظرون النتائج النهائية للتحقيق، بعد وعد من السلطات بفتح تحقيق شامل وسريع.
كما دعا الرئيس ميشال عون، الشهر الماضي، إلى تسريع وتيرة التحقيقات.
وكان أول تحذير يتعلق بالشحنة التي انفجرت في مرفأ بيروت، جاء من العقيد الراحل بالجمارك اللبنانية جوزيف سكاف عام 2014.
كما تعتقد عائلة سكاف أن رحيله عام 2017 لم يكن وفاة طبيعية؛ بل كان جريمة قتل، ربما تكون مرتبطة بمسيرته المهنية الطويلة كضابط جمارك يحارب الإجرام وتهريب المخدرات.
إحباط عام
بعد أكثر من ثلاثة أشهر من الانتظار، ازداد شعور اللبنانيين بالإحباط وبالتخبط السياسي، في بلد يتهاوى اقتصاده بعد أعوام من سوء الإدارة والفساد.
إذ يجتاح الغضب الكثير من اللبنانيين، لا سيما الذين فقدوا منازلهم أو ما زالوا يعملون على إصلاحها منذ انفجار الرابع من أغسطس/آب؛ نظراً إلى عدم إعلان نتائج التحقيق في ملابسات الانفجار حتى الآن.
جان كوبيس، منسق الأمم المتحدة الخاص في لبنان، كان قد كتب على تويتر في 13 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي: "مئة يوم على الكارثة الوطنية التي تمثلت في انفجار مرفأ بيروت، مئة يوم من التحقيقات بمشاركة خبرات دولية مهمة، ورغم ذلك لا وضوح بعد ولا محاسبة ولا عدالة".
كما أطلع كوبيس مجلس الأمن بالأمم المتحدة على الوضع في لبنان، مشيراً إلى الضبابية المحيطة بالتحقيق رغم المناشدات والالتماسات المتعددة من المواطنين لإجراء تحقيق حيادي.