طلب الرئيس الأمريكي المنتخب، جو بايدن، 3 ديسمبر/كانون الأول 2020 من كبير خبراء الفيروسات بالولايات المتحدة، الدكتور أنطوني فاوتشي الاستمرار في وظيفته بعد تسلمه منصب الرئيس في 20 يناير/كانون الثاني المقبل كما طالب بايدن الأمريكيين بارتداء الكمامات الطبية لـ100 يوم للسيطرة على الفيروس.
بايدن قال في تصريحات أدلى بها خلال مقابلة أجرتها معه شبكة "سي إن إن" الأمريكية إنه طلب ذلك من فاوتشي الذي يعتبر عضواً مهماً في خلية عمل البيت الأبيض المعنية بمواجهة فيروس كورونا المستجد(كوفيد-19).
بايدن قال إنه طلب من فاوتشي أن يظل في نفس الدور الذي لعبه مع الرؤساء العديدين السابقين، وطلب منه أن يكون مستشاراً طبياً رئيسياً له أيضاً، وأن يكون جزءاً من فريق مكافحة كوفيد – 19.
مضيفاً الرئيس المنتخب أن رون كلاين، كبير الموظفين الجديد، يعرف فاوتشي جيداً وكان يتحدث إليه "طوال الوقت".
من جانبه، لفت فاوتشي إلى أنه تحدث إلى بايدن بشكل شخصي وخلال المكالمة الهاتفية، قال بايدن إنه سيكون ممتناً لو بقي فاوتشي لمواصلة مكافحة الوباء. فيما أضاف فاوتشي أنه بالطبع سيسعد بالبقاء في منصبه وتقديم المشورة للإدارة الأمريكية الجديدة.
كما كشف البروفيسور أنه عقد اجتماعاً لمدة ساعة في البيت الأبيض، الخميس، مع فريق مراجعة الرئيس المنتخب جو بايدن.
مضيفاً أن اللقاء كان جيدًا، وأنها "الطريقة التي يجب أن تعمل بها عملية الانتقال". كما أشار فاوتشي إلى أنه من بين الموضوعات التي ناقشوها توزيع اللقاح وحالة الوباء.
100 يوم بالكمامة: أما عن القناع الطبي والذي لطالما رفض الرئيس المنتهية ولايته ترامب ارتداءه فقال بايدن إنه ينوي أن يطلب من الأمريكيين، في يوم توليه منصبه، وضع أقنعة لمدة 100 يوم.
وقال إنه يجب "وضع قناع لمئة يوم وليس إلى الأبد، وأعتقد أننا سنرى انخفاضاً كبيراً في عدد الإصابات بالفيروس، محذراً من الوضع الوبائي في البلاد.
وفي حديثه عن حفل تنصيبه كرئيس للولايات المتحدة قال بايدن إن حضور الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته حفل تنصيبي لا يهمني شخصياً، إنما أهميته تكمن بالحفاظ على عرف الانتقال السلمي للسلطة.
الشخصية الأكثر ثقة: كما أشار بايدن إلى أنه سيحصل على لقاح كورونا وسيتناوله علناً، إذا قال فاوتشي إنه "آمن"، لينضم بذلك إلى مواقف الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.
فاوتشي يعتبر الشخصية الأبرز والأكثر ثقة عند الأمريكيين فيما يتعلق بفيروس كورونا، وعمل كمستشار طبي رئيسي لفريق كورونا التابع للإدارة الجديدة.
إلا أن الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، دونالد ترامب، لمّح في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، إلى نيته طرد فاوتشي من منصبه بحسب صحيفة الإندبندنت البريطانية.
أزمة ترامب وفاوتشي: وعلى مدى الأشهر الماضية، ساءت العلاقة بين ترامب والخبير البارز في "خلية مكافحة كورونا"، لتبلغ ذروتها مع إجراء الأخير مقابلة مع صحيفة "واشنطن بوست"، حذّر فيها من "سير الولايات المتحدة في الاتجاه الخاطئ بشأن مكافحة كورونا".
إذ بدا ترامب مُصرّاً على التخلص من خبير الأمراض المعدية، أنتوني فاتشي، الذي يظهر بشكل شبه يومي إلى جانبه، إذ لم يكتفِ الرئيس بمعارضة تصريحات الخبير الأمريكي، بل انخرط أيضاً في حملة لإقالته.
وأعاد ترامب نشر وسم على تويتر يدعو لإقالة الدكتور أنتوني فاوتشي بعد أن قال أكبر خبير للأمراض المعدية في البلاد إنه كان من الممكن إنقاذ أرواح لو اتخذت البلاد إجراءات الإغلاق مبكراً خلال تفشي فيروس كورونا المستجد.
سبق أن أعاد الرئيس الجمهوري من قبل نشر تغريدات تنتقد مسؤولين أو خصوماً له بدلاً من أن ينتقدهم بشكل مباشر. وأثارت إعادة نشر الوسم تكهنات بأن صبر ترامب تجاه الخبير الشهير قد بدأ ينفد وقد يقيله بالفعل.
كما سبق أن تعرض الخبير الأمريكي لتهديدات من قِبل بعض المتعاطفين مع الرئيس دونالد ترامب، بل وصل بهم الأمر لاتهام فاوتشي بالعمالة.
مخالفة توجهات ترامب: برز دور فاوتشي على مستوى البلاد في قيادة مكافحة الوباء. وناقضت تصريحاته رؤية ترامب وقام بتصحيح الرئيس في أمور علمية خلال الأزمة بما شمل مدى فاعلية هيدروكسي كلوروكين، وهو دواء قديم مستخدم في معالجة الملاريا، في التغلب على كوفيد-19.
سأل برنامج "ستيت أوف ذا يونيون" على "سي.إن.إن" فاوتشي عن تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز وثّق تحذيرات مبكرة وصلت للبيت الأبيض عن الفيروس المستجد. وأقر فاوتشي بأن تطبيق إجراءات العزل مبكراً كان من شأنه إنقاذ أرواح، لكنه حذر من أن عدداً من العوامل تتدخل في الأمر.
كما قال: "بالطبع كان من الأفضل أن يكون لديك بداية مبكرة استباقاً للأحداث لكن لا أعتقد أنه يمكنك القول إننا وصلنا لما نحن فيه الآن بسبب عامل واحد فقط.. الأمر معقد للغاية".
اتهموه بالعمالة للدولة العميقة!: يقف فاوتشي الذي يتولى إدارة المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية الحكومي إلى جانب ترامب خلال إطلالاته اليومية من البيت الأبيض لإطلاع الأمريكيين على مستجدات مكافحة الفيروس.
كما حظي فاوتشي بسمعة طيبة؛ لأنه قدم معلومات واضحة وصريحة تستند إلى حقائق حول الجائحة التي أودت بحياة 5.100 أمريكي حتى الآن.
لكن الطبيب، البالغ من العمر 79 عاماً، تعرَّض للهجوم على وسائل التواصل الاجتماعي من قِبَل المحافظين بعد مخالفته آراء أكدها ترامب حول الفيروس، خاصة بعد أن عارض فاوتشي بشكل علني خطة ترامب التي سقطت لاحقاً لتخفيف قيود الإغلاق بحلول 14 إبريل/نيسان، مقللاً من أهمية الترويج لعقاقير مضادة للملاريا، مثل هيدروكسي كلوروكين والكلوروكين، باعتبارها علاجاً لفيروس كورونا.
كما اتهم أنصار ترامب فاوتشي بأنه عميل لـ "الدولة العميقة" التي تحاول تقويض إدارة الرئيس. لكن فاوتشي تجاهل أسئلة حول أمنه في وقت مبكر الخميس. واعتبر في تصريح لشبكة "سي بي إس نيوز" أن هذا "حقاً نوع من الجنون. نحاول ألا نعير اهتمامنا لهذه الأمور ونركز فقط على المسؤولية والوظيفة التي لدينا. هذا هو الشيء الأهم".