تسلمت إسرائيل، الأربعاء 2 ديسمبر/كانون الأول 2020، أكثر سفنها الحربية تطوراً، ووصفت السفينة "شيلد" ألمانية الصنع بأنها حصن أمان لمنصات الغاز بالبحر المتوسط، وذلك في وقت يتصاعد فيه التوتر مع طهران، بسبب اغتيال عالم نووي إيراني كبير.
والسفينة من طراز ساعر-6 ورست في ميناء حيفا، ومن المقرر وصول ثلاث سفن من الطراز نفسه العام المقبل، ليرتفع عدد سفن الصواريخ التي تنشرها البحرية الإسرائيلية إلى 15 سفينة، وعلى الرغم من أن هذه السفن صغيرة فإنها تنفذ مهام في مناطق بعيدة يصل مداها إلى البحر الأحمر والخليج.
أهداف تل أبيب
ترغب إسرائيل أيضاً في حماية حقول الغاز الطبيعي البحرية القريبة من لبنان، عدوها القديم الذي تجري معه محادثات حدود بحرية بوساطة أمريكية، لكنها لم تثمر شيئاً حتى الآن.
إذ قال الرئيس الإسرائيلي رئيوفين ريفلين خلال مراسم تسلم السفينة في الميناء: "إن الاكتشاف السارّ لحقول الغاز قبالة ساحل إسرائيل جعل من الضروري وضع خطة توفر غطاء حماية".
البحرية الإسرائيلية ترى في جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران خطراً على حقول الغاز، خاصة بعد أن توعدت طهران بالرد على قتل العالم النووي الإيراني الكبير محسن فخري زادة، في حادثة وقعت يوم الجمعة واتهمت إيران، إسرائيل بالمسؤولية عنها.
أهداف إيرانية
في تصريح لوكالة "رويترز" للأنباء، قال مسؤول أمني إسرائيلي، إن الإيرانيين "يبحثون عن أهداف (مهيبة) كهذه يمكن ضربها بقليل من الخسائر، مما يعني، حسبما يأملون، الحد من فرصة التصعيد".
وأضاف: "السؤال هو ما إذا كان حزب الله سيوجه ضربة الآن؟".
على الرغم من أن حزب الله هدد منصات الغاز من قبل، فإنه قال إن قرار الرد على مقتل فخري زادة في يد إيران. وحثت بيروت "كل الأطراف" على ضبط النفس.
اغتيال العالم الإيراني
لم تؤكد إسرائيل مسؤوليتها عن الاغتيال ولم تنفها، فيما يأتي مقتل فخري زادة في وقت تترقب فيه المنطقة تغيُّر حظوظ إيران مع انتقال الرئاسة الأمريكية من دونالد ترامب إلى الرئيس المنتخب جو بايدن الأكثر ميلاً إلى الدبلوماسية.
وكتب عاموس يادلين وعساف أوريون من معهد دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب، أن توقيت ضربة فخري زادة ربما "تزامن مع تراجع خطر توجيه رد هجومي إيراني كبير في الأجل القريب، في ضوء مخاوف بطهران من رد فعل هجومي قاسٍ من جانب إدارة ترامب ورغبة إيرانية في تسهيل استئناف التواصل مع إدارة بايدن".
بخلاف سفن الصواريخ الإسرائيلية السابقة، ستكون السفينة ساعر-6 مزودة بقدرات إلكترونية لاعتراض صواريخ كروز وكذلك نسخة بحرية من منظومة القبة الحديدية لإسقاط الصواريخ.
وقال مسؤول كبير بالبحرية، إن هذه القدرات احترازية في مواجهة صواريخ ياخونت سوفييتية الصنع وصواريخ خليج فارس إيرانية الصنع، التي تعتقد إسرائيل أنها جزء من ترسانة الأسلحة لدى حزب الله.