كشف موقع قناة الجزيرة القطرية، الأربعاء 2 ديسمبر/كانون الأول 2020، أن الساعات القادمة قد تشهد "انفراجة" في الأزمة الخليجية المستمرة منذ 2017، عندما أعلنت السعودية والإمارات والبحرين إضافة إلى مصر مقاطعة قطر.
موقع الجزيرة نقل عن "مصادر خليجية"، أن هناك حراكاً نشطاً ومباحثات تجري في هذه الأثناء، قد تفضي إلى نتائج مهمة بشأن الأزمة الخليجية.
انفراجة متوقعة في الأزمة الخليجية
"الانفراجة" التي تحدثت عنها المصادر الخليجية، تأتي تزامناً مع زيارة جاريد كوشنر، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، للخليج حيث التقى أمير قطر ومن المنتظر أن يتوجه بعد ذلك إلى السعودية.
إذ قالت وكالة الأنباء القطرية، الأربعاء، إن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، بحث مع كوشنر تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط.
وفق بيان للديوان الأميري القطري، استقبل الأمير تميم، كوشنر بالعاصمة الدوحة، في إطار زيارة غير محددة المدة يجريها الأخير لقطر. وبحث الجانبان "القضايا الإقليمية والدولية، لاسيما تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط".
كما استعرضا علاقات التعاون الاستراتيجية بين قطر والولايات المتحدة، دون تفاصيل أكثر.
بينما لم يذكر البيان القطري تفاصيل أكثر بشأن زيارة كوشنر، غير أن وسائل إعلام أمريكية قالت إن زيارة صهر ومستشار ترامب، لقطر تأتي في إطار "تأمين مزيد من الاتفاقات الدبلوماسية في الشرق الأوسط قبل مغادرة البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني المقبل".
كوشنر يتوجه إلى السعودية بعد لقاء أمير قطر
من المقرر أن يتوجه كوشنر أيضاً إلى السعودية، إذ نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عن مسؤولين أمريكيين وخليجيين (لم تسمّهم)، قولهم إن "كوشنر سيلتقي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، في مدينة نيوم (شمالي المملكة)".
إذ رجح المسؤولون أن تبحث لقاءات كوشنر في قطر والسعودية عدة قضايا، أبرزها الأزمة الخليجية وحلّ الخلافات بين دول عربية وقطر، وتطبيع العلاقات مع إسرائيل، إضافة إلى النفوذ الإيراني بالمنطقة.
كما ذكرت الصحيفة أن دول الحصار خففت سراً مطالبها الـ13، مشيرة إلى أن السعودية أبدت استعداداً أكبر لإيجاد أرضية مشتركة لحل الأزمة.
يُذكر أن دولة الكويت أدَّت دور الوسيط منذ بداية هذه الأزمة الخليجية؛ في محاولة لرأب الصدع الخليجي.
قبل نحو أسبوعين من الآن، أكد وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أن بلاده ترحب بالحوار القائم على احترام السيادة، معتبراً أنه ليس هناك رابح من الأزمة الخليجية.
فيما قال مستشار الأمن القومي الأمريكي، روبرت أوبراين، في تصريحات متزامنة، إن إدارة الرئيس ترامب ترغب في حل الأزمة قبل مغادرتها المحتملة للبيت الأبيض.
"هدية" محمد بن سلمان لإدارة بايدن
قبل ذلك، قالت صحيفة "فايننشيال تايمز" الأمريكية، يوم 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، إن المملكة العربية السعودية كثفت جهودها لحل نزاعها المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات، مع قطر بعد الهزيمة الانتخابية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وذلك حسب مصادر وصفتها بـ"المطلعة على المحادثات".
حسب تقرير للصحيفة، فإن هذه الخطوة يُنظر إليها على أنها إنهاء للحصار المفروض على الجارة الغنية بالغاز من قِبل دول الخليج، وأنها محاولة من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لكسب ود إدارة بايدن الجديدة.
أقام الأمير محمد، الحاكم الفعلي للمملكة، علاقات وثيقة مع البيت الأبيض في عهد ترامب، ودعم الرئيسُ وليَّ العهد في الوقت الذي تكافح فيه الرياض أسوأ أزمة دبلوماسية منذ عقود، بعد أن قتل عملاء سعوديون جمال خاشقجي قبل عامين.
لكن يجب أن تكون الإدارة الجديدة للرئيس المنتخب، جو بايدن، أكثر برودة تجاه الأمير الشاب الذي أثار انتقادات واسعة النطاق من الديمقراطيين بشأن مقتل خاشقجي، وحرب السعودية في اليمن، واحتجاز عشرات النشطاء ورجال الأعمال وأفراد العائلة المالكة.
في السياق نفسه، اعتبر مستشار للسعودية والإمارات أن ذلك يعتبر "هدية لبايدن"، وأضاف أن الأمير محمد بن سلمان "يشعر كأنه في مرمى النيران" بعد فوز بايدن الانتخابي، ويريد صفقة مع قطر "للإشارة إلى استعداده لاتخاذ إجراء".
في الجهة المقابلة، قال علي الشهابي، المحلل السعودي المقرب من الديوان الملكي، إن القادة السعوديين كانوا "منفتحين على طرح هذه القضية"، لعدة أشهر.
المتحدث نفسه صرح أيضاً بأنهم "عمِلوا لبعض الوقت على إغلاق كثير من الملفات الساخنة، ومن الواضح أن هذا هو الملف (الأزمة الخليجية)". ويعتبر الخلاف مع قطر من أسهل المشاكل التي يجب على الأمير محمد حلها.