وثائق مسربة “تورط” الصين! بكين أخفت الحقائق بشأن فيروس كورونا وأساءت التعامل معه

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/12/01 الساعة 11:57 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/12/01 الساعة 11:57 بتوقيت غرينتش
سكان من مدينة ووهان خلال سفرهم منها بعد إنهاء إغلاق المدينة (أرشيف) - رويترز

كشفت وثائق مسربة أن الصين عمدت إلى إخفاء العدد الفعلي لحالات الإصابة بفيروس كورونا، منذ أن ظهر الوباء لأول مرة في مقاطعة ووهان، لينتشر بعد ذلك في جل بلدان العالم، متسبباً في مئات الآلاف من الوفيات وملايين الإصابات، بينما ينتظر العالم بدء عملية التلقيح.

صحيفة The Independent البريطانية أشارت في تقرير لها، الثلاثاء 1 ديسمبر/كانون الأول 2020، إلى أن الصين سجلت حالات كوفيدـ19 أقل من أعداد الحالات الفعلية بأكثر من النصف، وقللت من خطورة الفيروس ولم تتمكن من تشخيص الحالات في المراحل الأولى من الجائحة بسرعة، وفقاً لوثائق مسربة.

إخفاء الصين معلومات حيوية

تُظهر مجموعة من الكشوفات في 117 وثيقة داخلية من مركز مقاطعة خوبي لمكافحة الأمراض والوقاية منها، حصلت عليها شبكة CNN، كيف أخفى الحزب الشيوعي الصيني معلومات حيوية فيما كان العالم يجاهد لاحتواء الفيروس سريع الانتشار.

في 10 فبراير/شباط، سجلت الصين علناً 2,478 حالة مؤكدة جديدة فيما سجلت سراً 5,918 حالة جديدة، بفارق 139%.

بينما في 17 فبراير/شباط، سجلت الصين علناً وفيات جديدة في مقاطعة خوبي، التي يعتقد أن الجائحة بدأت في عاصمتها ووهان، عند 93 حالة فيما سجلت سراً 196 حالة، بفارق يزيد عن الضعف.

غير أنه في 7 مارس/آذار، سجلت الصين علناً إجمالي أعداد الوفيات في مقاطعة خوبي عند 2,986 حالة فيما سجلت سراً 3,456 حالة.

التأخر في الإعلان عن فيروس كورونا

تعطينا هذه الوثائق نظرة معمّقة على تعامل نظام الرعاية الصحي الصيني مع الجائحة بين أكتوبر/تشرين الأول عام 2019 وأبريل/نيسان عام 2020.

إذ إنه في شهر مارس/آذار بالقرب من ذروة الجائحة، احتاجت السلطات الصينية ما يقرب من 23.3 يوماً -أكثر من ثلاثة أسابيع- من بداية ظهور الأعراض حتى تأكيد إيجابية حالات فيروس كورونا.

بينما وجدت مراجعة لأدوات الفحص انعدام فعاليتها في الكشف عن كوفيد-19، فيما أجبر نقص معدات الحماية الشخصية مسؤولي الصحة على جعل الفيروس غير نشط قبل الفحص.

كما قالت الوثيقة، وفقاً لتقرير شبكة CNN: "الفحص بأثر رجعي على العينات المبكرة … وجد أن أغلب العينات، التي أظهرتها أدوات فحص سارس سلبية، إيجابية مع فيروس كورونا الجديد".

جاء أيضاً في الوثيقة: "الشركات الخاصة التي تعاقدت مع مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها استخدمت الكواشف والسوائل البسيطة التي تعيق عمل بعضها، وتُظهر نتائج سلبية خاطئة".

ربما تعمدت الصين إخفاء ذلك!

أظهرت الوثائق أيضاً تفشياً لم يُفصَح عنه للإنفلونزا منذ ديسمبر/كانون الأول عام 2019 في مقاطعة خوبي، وكان أشد في ييتشانغ وشياننينغ منه في ووهان. وأظهرت البيانات الداخلية زيادة بنسبة 2.059% عن عام 2018 لم يُعلن عنها مسبقاً.

بينما لم ترد وزارة الخارجية الصينية ولجنة الصحة الوطنية ولجنة الصحة في خوبي على ما كشفت عنه هذه الوثائق حين اتصلت بها شبكة CNN.

قال يانتشونغ هوانغ، الباحث البارز في الصحة العالمية في مجلس العلاقات الخارجية للشبكة: "كان من الواضح أنهم ارتكبوا أخطاء -ليست تلك الأخطاء التي تحدث حين تتعامل مع فيروس جديد فحسب- بل وأخطاء بيروقراطية ذات دوافع سياسية في طريقة تعاملهم معه".

كما أضاف أنه كان لذلك عواقب على مستوى العالم. لا يمكنك أبداً ضمان الشفافية بنسبة 100%. الأمر لا يتعلق فقط بأي إخفاء متعمد، بل أنت مقيد أيضاً بالتكنولوجيا وغيرها من المشكلات المرتبطة بفيروس جديد.

دعوة "لعدم تسييس" التحقيق في مصادر كورونا

الكشف عن الوثائق الصينية يأتي في ظل الاتهامات التي وجهها الغرب، خاصة أمريكا، للصين بالتسبب في انتشار فيروس كورونا، بينما حاولت منظمة الصحة العالمية الدفاع عن بكين.

إذ حث المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس، الإثنين 30 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، الدول على عدم تسييس عملية تتبع مصادر فيروس كورونا المستجد؛ لأن ذلك يضع عوائق أمام معرفة الحقيقة.

كما قال في إفادة صحفية يومية: "نحن بحاجة لأن نعرف أصل هذا الفيروس، لأن ذلك يمكن أن يساعدنا على منع حدوث موجات تفشّ في المستقبل". وتابع: "لا يوجد شيء يجري إخفاؤه. نريد أن نعرف أصل الفيروس، وذلك كل شيء".

كما أن شبكة Fox News الأمريكية نشرت في 16 أبريل/نيسان 2020، في تقرير حصري لها، أن فيروس كورونا ليس سلاحاً بيولوجياً استخدمته الصين، بل هو جزء من خطط بكين للبرهنة على جهودها في مجال اكتشاف الفيروسات ومحاربتها، وأنها لا تقل قوة بل ربما تتفوق على الولايات المتحدة، مضيفة أن فيروس كورونا انطلق من مختبر ووهان أثناء عملية لاختبار فيروس تخللها خطأ ورط العالم وليس في أسواقها، كما كان شائعاً في بداية انتشار الفيروس. 

أما صحيفة Washington post فكشفت أن برقيات دبلوماسية من الخارجية الأمريكية حذرت واشنطن في عام 2018 من مخاوف بشأن إجراءات السلامة المُتبعة في مختبر أبحاث بمدينة ووهان الصينية، وهو نفس المختبر الذي قالت فوكس نيوز إن انطلاقة الفيروس كانت منه.

تحميل المزيد