نشرت صحيفة Haartez الإسرائيلية تقريراً عن صعوبة اندماج الطلاب العرب مع الطلاب اليهود في الجامعات الإسرائيلية، ومن بين هؤلاء هيثم النبري، طالبٌ بكلية الخدمة الاجتماعية في السنة الثالثة بكلية سابير الأكاديمية.
الصحيفة قالت إن النبري يمكنه أن يعد على يدٍ واحدةٍ المرات التي تعاون فيها في إعداد ورقة بحثية مع رفاقه اليهود. يقول هيثم: "في العمل الجماعي، لطالما قدمت الورقة مع صديقٍ بدوي. لقد أردت العمل مع طلاب آخرين، لكن لم يطلب مني أحد". لكن هيثم لم يحاول المبادرة بأي مشروعاتٍ مشتركة. "لماذا؟ لأنني أخشى أن يقولوا (لا)، وهذا سيُصيبني بشعور سيئ".
هيثم يرى أن الطلاب اليهود يخافون من أن مستواه الضعيف في العبرية سيؤثر على مستوى كتابته؛ ما سيؤدي إلى حصوله على درجة نهائية أقل في النهاية.
النبري ليس وحده، فقد وجدت دراسة شاملة- هي الأولى من نوعها- أُجريت على أكثر من 5 آلاف طالب يهودي وعربي من 12 مؤسسة أكاديمية مختلفة، أن العديد من العوائق تحول دون تعاون الطلاب اليهود مع العرب في دراساتهم.
الدراسة أجراها مركز aChord للسيكولوجيا الاجتماعية بالجامعة العبرية في القدس، وتناولت الدراسة الحافز لدى أعضاء المجموعات للتعاون في المشروعات الجماعية ومعرفة بعضهم بعضاً، وكذلك مسائل الأنماط العنصرية والإحساس بالانتماء في المؤسسات الأكاديمية عند اليهود والعرب.
هديل أبو عويدة، طالبة بقسم التربية في كلية أحفا الأكاديمية، قالت: "حين بدأت أدرس في الحرم الجامعي، كنت أخشى التحدث إلى الطلاب اليهود. أفهمهم جيداً حين يتحدثون بالعبرية، لكن يصعب عليَّ التحدث بها. كنت أخشى أنهم لن يفهموا ما أردت قوله، ولن يفهموني على نحوٍ صحيح. ماذا إن قلت شيئاً مسيئاً لهم بالخطأ دون قصد؟".
تتزايد نسبة الطلاب العرب في المؤسسات الإسرائيلية للتعليم العالي تزايداً مستمراً في الأعوام الماضية، بل المجالات. في العام الأكاديمي الماضي، مثَّل العرب 18% من الطلاب في مرحلة ما قبل التخرج. وهذا يُساوي تقريباً نسبة العرب من إجمالي السكان ويُظهر زيادة في النسبة عن بداية العقد، حين كان الطلاب العرب 11% فقط. وفي الدراسات العليا، يمثل الطلاب العرب 15% من الطلاب. لكن العرب يمثلون 7% فقط من المرشحين لنيل درجة الدكتوراه، وهذا أقل بكثير من نسبة العرب من سكان إسرائيل.
رغم هذه الزيادة الكبيرة في الطلاب العرب بمؤسسات التعليم العالي، تشير هذه الدراسة إلى أن الطلاب اليهود والعرب نادراً ما يتعاون بعضهم مع بعض في دراساتهم، وأن حافزهم للتواصل اجتماعياً مع أقرانهم لم يزد كثيراً، على مدار الأعوام الماضية. وقال 15% فقط من اليهود إنهم غالباً ما يشاركون في مشروعات جماعية (مثل الأوراق البحثية في الندوات والمهام الأكاديمية الأخرى) مع طلاب عرب، بالمقارنة بـ60% قالوا إن التعاون قليل إلى منعدم. وكما هو متوقع نظراً إلى صغر أعدادهم، قال 37% من الطلاب العرب إنهم تعاونوا مع اليهود كثيراً، ومع ذلك قال ثلثهم إن التعاون مع الطلاب اليهود قليلٌ إلى منعدم.
الأستاذ إران هالبرين، مدير aChord، قال إن وجود الطلاب بعضهم إلى جانب بعض في الحرب شرط مهم لكنه غير كافٍ. ويكمل: "كنا نظن في الماضي أنك إذا وضعت أناساً من جماعات متنازعة في المكان نفسه، فستتحسن علاقتهم ببعضهم بمعجزة ما، لكن أبحاث السيكولوجيا الاجتماعية تكشف أن هذا ليس صحيحاً".