تدفّق آلاف العراقيين، الإثنين 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2002، إلى مدينة الناصرية في جنوب البلاد، بعدما قضى مواطن متأثراً بجروحه في صدامات جرت الأسبوع الماضي، بين محتجين مناهضين للحكومة، ومناصرين لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر.
صدامات دامية: ويوم الجمعة الفائت أصيب رضا الركابي برصاصة في الرأس في صدامات بين أنصار مقتدى الصدر ومتظاهرين في ساحة الحبوبي في مدينة الناصرية، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
قضى الركابي يوم أمس الإثنين متأثراً بجراحه، ما رفع حصيلة ضحايا أعمال العنف التي سجّلت الجمعة إلى ثمانية قتلى وعشرات الجرحى، وقد شارك الآلاف في تشييعهم.
كان أنصار الصدر قد استخدموا في هجومهم أسلحة نارية وأخرى بيضاء وعِصياً وهراوات، لتتحول ساحة الحبوبي والمنطقة المحيطة بها إلى ساحة صدامات عنيفة، وفق شهود عيان نقلت عنهم وكالة الأناضول.
من جانبها، وبعد صدامات الأسبوع الماضي فرضت السلطات إغلاقاً في محاولة لوضع حد للتظاهرات في المدينة العراقية الجنوبية، وأقالت قائد الشرطة المحلية وفتحت تحقيقاً في الأحداث.
كذلك أوفد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي وعدداً من كبار المسؤولين إلى الناصرية للتحاور مع المحتجين، لكن حالة الغليان مستمرة في الناصرية.
مئات القتلى: وقال متظاهر للوكالة الفرنسية: "مرة جديدة، يموت محتجون سلميون على مرأى من الحكومة، والقوات الأمنية تعجز عن معاقبة القتلة".
كانت الناصرية مركزاً رئيسياً للحركة الاحتجاجية المناهضة للحكومة، التي انطلقت في تشرين الأول/أكتوبر 2019، وتعتبر أن السلطات فاسدة وغير كفؤة ومرتهنة لإيران.
كذلك فإن نحو 600 شخص في العراق قضوا في أعمال عنف على صلة بالاحتجاجات، من دون محاسبة فعلية للمسؤولين.
وتزامنت أعمال العنف التي سجّلت الأسبوع الماضي مع الذكرى السنوية الأولى للأحداث الدامية التي سجّلت خلال انتفاضة العام 2019 والتي قضى فيها أكثر من ثلاثين شخصاً على جسر الزيتون في الناصرية في 28 تشرين الثاني/نوفمبر.
كانت احتجاجات 2019 قد تسببت في الإطاحة بالحكومة السابقة برئاسة عادل عبدالمهدي، ولا تزال الحركة الاحتجاجية متواصلة على نحو محدود للضغط على رئيس الحكومة الكاظمي، لمحاسبة قتلة العشرات من المتظاهرين خلال الأشهر الماضية وإجراء إصلاحات حقيقية في البلاد ومحاربة الفساد.