نددت كل من الأردن والإمارات والعراق، الأحد 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، بمقتل العالِم النووي الإيراني الكبير محسن فخري زادة، إذ دعت عمّان إلى تضافر الجهود من أجل تجنب تصعيد التوتر في منطقة الشرق الأوسط، فيما طالبت الإمارات جميع الأطراف بضبط النفس، أما العراق فعبّر عن إدانته لهذه الأعمال التي قال إنها لا تساهم بدعم الاستقرار.
وكالة الأنباء الأردنية قالت إن وزارة الخارجية وشؤون المغتربين أدانت اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زادة في طهران.
وأضافت أن الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير ضيف الله الفايز شدد على ضرورة تكاتف جميع الجهود لخفض التوتر والحؤول دون التصعيد في المنطقة وحماية الأمن والاستقرار.
بدورها ذكرت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية على تويتر أن أبوظبي أدانت اغتيال العالِم الإيراني، وقالت إنها "تدين جريمة الاغتيال المشينة التي طالت السيد محسن فخري زادة، والتي من شأنها أن تقود إلى حالة من تأجيج الصراع في المنطقة… وتدعو جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتجنب انجراف المنطقة إلى مستويات جديدة من عدم الاستقرار وتهديد السلم".
العراق بدوره أعرب عن استنكاره لعملية اغتيال العالم الإيراني، إذ قالت وكالة الأنباء العراقية إن وزير الخارجية فؤاد حسين أعرب، في اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني، عن تنديده باغتيال العالم النووي الإيراني الكبير محسن فخري زادة.
فيما قال المتحدث باسم الوزارة أحمد الصحاف، في بيان، إن الوزير "أعرب خلال اتصاله عن تعازيه ومواساته.. معبراً عن الإدانة لهذه الأعمال التي لا تساهم بدعم الاستقرار".
مقتل فخري زادة: وأعلنت إيران الجمعة "استشهاد" فخري زادة متأثراً بجروحه بُعيد استهدافه من قبل "عناصر إرهابية" هاجموا سيارته واشتبكوا بالرصاص مع مرافقيه، في مدينة آب سرد بمقاطعة دماوند شرق طهران.
وكان العالِم الإيراني يشغل منصب رئيس منظمة الأبحاث والإبداع في وزارة الدفاع الإيرانية. ووصل جثمان الراحل مساء السبت إلى مدينة مشهد في شمال شرق إيران، للطواف والصلاة عليه في العتبة الرضوية، بحسب وكالة الأنباء الرسمية "إرنا".
كذلك ففي يوم الأحد، نُقل الجثمان إلى العتبة الفاطمية في مدينة قم جنوب طهران، وبعدها إلى مرقد الإمام الخميني في العاصمة الإيرانية، وفق ما أظهرت وسائل الإعلام المحلية الإيرانية.
تساؤلات في إيران: وأثار اغتيال فخري زادة عاصفة من التساؤلات والتكهنات في إيران، عما إذا كان الموساد الإسرائيلي يقف فعلاً خلف اغتيال العالم النووي الإيراني؟ وعما إذا كان الجهاز الإسرائيلي هو الذي اغتاله، ولماذا؟ وكيف يمكن أن تنتقم إيران من تل أبيب؟
يُعد فخري زادة أحد أهم العلماء في إيران، وكانت تتهمه إسرائيل بالوقوف خلف برنامج نووي "عسكري" تنفي طهران وجوده.
كانت إسرائيل قد حصلت في عام 2018 على آلاف الوثائق "السرية" الإيرانية، وحينها أعرب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن ارتياحه للحصول على الوثائق، موضحاً أنها تكشف تفاصيل خطة إيرانية تهدف، على حد قوله، لصنع خمسة رؤوس نووية، وقال خلال مؤتمر صحفي: "تذكروا هذا الاسم"، متحدثاً عن فخري زادة.
وبينما لم ترد إيران بعد على اغتيال فخري زادة، قال القائد السابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية آموس يادلين في مكالمة هاتفية مع صحفيين: "هذه المرة لم تعلن أي جهة مسؤوليتها. كل هذا يندرج في سياق حرب سرية: وهم (الإيرانيون) قد يرجئون الرد حتى الأيام الأخيرة من إدارة (الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد) ترامب حتى لا يتسنى له استخدام هذا الرد لشن هجوم" مباشر على إيران.