أدرجت الولايات المتحدة، الأربعاء 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، إحدى الجماعات الليبية المسلحة الداعمة لحفتر على قائمتها السوداء، وذلك بعد أن منعت روسيا الأسبوع الماضي لجنة تابعة لمجلس الأمن الدولي من فرض عقوبات على هذه الجماعة تتعلق بانتهاكات لحقوق الإنسان.
قرار الولايات المتحدة بإدراج جماعة الكانيات المسلحة، وزعيمها محمد الكاني، على القائمة السوداء جاء في إطار قانون ماغنيتسكي الذي يسمح للحكومة الأمريكية بملاحقة منتهكي حقوق الإنسان حول العالم عن طريق تجميد أصولهم وحظر تعامل المواطنين الأمريكيين معهم تجارياً.
من جانبه، أشار وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين في بيان إلى أن أمريكا تعتقد أن "محمد الكاني وجماعة الكانيات عذبوا وقتلوا مدنيين خلال حملة قمع قاسية في ليبيا".
إفشال روسيا لخطوة أممية: كانت الولايات المتحدة وألمانيا اقترحتا هذا الشهر على لجنة العقوبات بمجلس الأمن المكونة من 15 دولة تجميد أصول جماعة الكانيات وفرض حظر للسفر عليها وعلى زعيمها.
لكن مثل هذه الخطوة كانت تتطلب موافقة بالإجماع، في حين قالت روسيا إنها لا تستطيع الموافقة على العقوبات، لأنها تريد الحصول على المزيد من الأدلة أولاً على أنهم قتلوا مدنيين.
وكانت الولايات المتحدة وألمانيا قد قدمتا في اقتراحهما الخاص بالعقوبات، أن مجموعات حقوق الإنسان الدولية والبعثة السياسية للأمم المتحدة في ليبيا، المعروفة باسم بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، "تلقت تقارير عن مئات الانتهاكات لحقوق الإنسان التي ارتكبتها ميليشيا الكانيات ضد أفراد ومسؤولين حكوميين، وضد المقاتلين الأسرى ونشطاء المجتمع المدني في ترهونة".
كما أكد الاقتراح الخاص الذي قدمته الدولتان أن "تقارير أفادت بأن ميليشيا الكانيات ارتكبت تحت قيادة محمد الكاني عمليات إخفاء قسري وتعذيب وقتل"، في الوقت الذي "تحققت فيه بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا من ارتكاب ميليشيا الكانيات للعديد من عمليات إعدام بلا محاكمة في سجن ترهونة، في 13 سبتمبر/أيلول 2019".
قبور جماعية: وكانت مدينة ترهونة الليبية، التي استعادتها حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً، في يونيو/حزيران 2020، تحت سيطرة ميليشيا الكانيات التي تديرها عائلة كاني المحلية، والتي قاتلت إلى جانب قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) بقيادة خليفة حفتر.
خلال الأسبوعين الماضيين، أخرجت السلطات الليبية 12 جثة من أربعة قبور أخرى مجهولة في ترهونة، لتضاف إلى مئات الجثث التي تم اكتشافها بالفعل منذ تحرير ترهونة، في يونيو/حزيران.
كانت الهيئة العامة للمفقودين في ليبيا تحدثت سابقاً عن انتشال نحو 230 جثة من مقابر جماعية أغلبها في ترهونة.
ووفق مصادر ليبية، فإن العديد من الضحايا الذين عثر على جثثهم في المقابر الجماعية بترهونة أعدموا رمياً بالرصاص، ودفن بعضهم أحياء، في حين تعرض آخرون لتعذيب مروع من قبل المسلحين الموالين لحفتر.
وفي الشهر الماضي، اتفق الطرفان الرئيسيان في الحرب في البلاد، وهما حكومة الوفاق الوطني والجيش الوطني الليبي، على وقف لإطلاق النار.