قالت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في إفريقيا، الخميس 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، إنه من المستبعد أن تشهد القارة بدء حملات تطعيم على نطاق واسع للوقاية من كوفيد-19، قبل منتصف العام المقبل، كما أن إبقاء لقاح كورونا في درجة مبردة قد يكون تحدياً كبيراً.
إذ إنه من المتوقع أن تبدأ بعض الدول الأوروبية حملات تطعيم في يناير/كانون الثاني المقبل، على أقرب تقدير، بعد أن وقَّعت مجموعة من الدول الغربية عقوداً للاستفادة من شحنات لقاح كورونا في أقرب وقت.
إفريقيا في آخر الصف
لكن نشطاء في مجال الصحة عبَّروا عن قلقهم من أن إفريقيا ستجد نفسها قرب آخر الصف فيما يتعلق بالحصول على لقاح كورونا بعد أن وقعت الدول الأغنى اتفاقات ثنائية مع شركات الأدوية للحصول على اللقاحات.
إذ قال جون نكنجاسونج مدير مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها التابعة للاتحاد الإفريقي: "نحن قلقون للغاية كقارة من أننا لن نتمكن من الحصول على اللقاحات في وقت مناسب".
أضاف في مؤتمر صحفي: "في رأيي لن نبدأ حقاً في الحصول على لقاح كورونا بإفريقيا قبل منتصف العام المقبل".
كما قال إن هناك أيضاً مشكلات لوجيستية في إفريقيا، وهي قارة ترتفع بها درجات الحرارة وتعاني من صعوبات دائمة في إمدادات الكهرباء.
بينما أظهر إحصاء لـ"رويترز"، أن القارة سجلت أكثر من 2.1 مليون إصابة مؤكدة بفيروس كورونا بين عدد سكانها البالغ 1.3 مليار نسمة، فضلاً عن 50 ألف حالة وفاة.
بينما أشار نكنجاسونج إلى أن هدف المراكز هو تطعيم 60% من سكان القارة في النهاية، وقال إن اللقاح المحتمل من شركة أسترازينيكا "يقدم أفضل خيار للتوزيع في إفريقيا"، لأن درجات الحرارة المطلوبة لتخزينه أقل من لقاحات الشركات الأخرى مثل فايزر وموديرنا، التي يجب حفظها في درجات شديدة البرودة.
سيطرة الدول الغنية على لقاح كورونا
استحوذت الدول الغنية على حصة الأسد من إنتاج شركة "فايزر" الأمريكية، الخاص بجرعات لقاح كورونا، ما يصعّب بالمقابل حصول الدول الفقيرة عليه، وهو ما يمثل أحد أبرز التحديات في وصول اللقاح إلى جميع البشرية.
موقع "سالون" الأمريكي، في تقرير نشره السبت 14 نوفمبر/تشرين الثاني، قال إن "نشطاء في بريطانيا حذّروا من أن شراء كميات كبيرة من لقاح الشركة من قِبل الدول الغنية ترك 85% من سكان العالم، من أفقر الدول، من دون إمكانية للحصول عليه".
كذلك كشف التقرير أن "الشركة أعلنت إمكانية إنتاج 1.35 مليار جرعة من اللقاح قبل نهاية عام 2021، وقد تم بالفعل شراء أكثر من مليار من هذه الجرعات، تمثل 82% من العرض، من قِبل البلدان الغنية".
الشركة باعت للولايات المتحدة 100 مليون جرعة، مع خيار لشراء 500 مليون أخرى، فيما اشترت المملكة المتحدة 40 مليون جرعة، والاتحاد الأوروبي 200 مليون جرعة، مع خيار لشراء 100 مليون جرعة أخرى.
في السياق نفسه، قالت مجموعة الحملة البريطانية "العدالة العالمية الآن"، في بيان، إن "شريك شركة فايزر في تطوير لقاح كورونا، الشركة الألمانية المصنعة بيونتيك، تلقت تمويلاً بقيمة 375 مليون يورو (441 مليون دولار) من الحكومة الألمانية و100 مليون يورو (117 مليون دولار) من بنك الاستثمار الأوروبي".
أشارت الحملة إلى أن "الشركة تستفيد من الإعفاءات الضريبية، ومن الممكن أن تقدم بعض الجرعات للبلدان النامية من خلال منظمة الصحة العالمية، إلا أن ذلك قد يكون جزءاً صغيراً فقط من إنتاجها، ولن يكون كافياً لمليارات الأشخاص في البلدان الفقيرة".
تعهد دولي بالعدالة في توزيع اللقاح
وجاء في مسودة البيان الختامي لقمة مجموعة العشرين التي عُقدت مؤخراً في السعودية افتراضياً، أن زعماء دول أكبر 20 اقتصاداً في العالم سيتعهدون بتمويل توزيع عادل للقاحات الوقاية من كورونا، فضلاً عن الأدوية والفحوص في أنحاء العالم، حتى لا تحرم منها الدول الفقيرة. كما تعهدوا بمد تخفيف أعباء الديون عن هذه الدول.
حيث قال الزعماء في مسودة البيان التي اطلعت عليها رويترز: "لن ندخر جهداً حتى نضمن وصولها (اللقاحات) لجميع الناس بشكل عادل وبسعر يمكن تحمله، بما يتسق مع التزامات الأعضاء بتحفيز الابتكار".
أقر الزعماء بأن دولاً في إفريقيا ودولاً نامية صغيرة تواجه تحديات، ما يشير إلى أن بعض الدول متوسطة الدخل قد تحتاج تخفيف أعباء الديون بسبب الوباء.
في إطار الحرص على الاستعداد بشكل أفضل لأي وباء آخر في المستقبل، قال الزعماء أيضاً إنهم سيلتزمون بـ"تعجيل الاستعداد العالمي لأي وباء وسبل الوقاية والرصد والتعامل معه".
يتألف تكتل مجموعة العشرين أو ما تعرف اختصاراً بـ"G20″، من تركيا، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة، السعودية، الأرجنتين، فرنسا، ألمانيا، الهند، إندونيسيا، إيطاليا، اليابان، المكسيك، روسيا، جنوب إفريقيا، كوريا الجنوبية، أستراليا، البرازيل، كندا، الصين، الاتحاد الأوروبي المكمل لمجموعة العشرين، بجانب صندوق النقد والبنك الدوليين.