تتأهب مصر لموجة ثانية من جائحة فيروس كورونا، بينما تكتظ المتاجر بالمتسوقين والمقاهي بالرواد، ووسائل النقل العام بالركاب في العاصمة القاهرة التي تضج بالحركة والحياة، ويتجاهل كثيرون من مواطنيها قواعد التباعد الاجتماعي التي تستلزم الحفاظ على مسافة متر بين كل شخصين مع استخدام الكمامات.
كورونا في مصر: وهناك حالة من الرفض على نطاق واسع للتحذيرات الرسمية من موجة ثانية من فيروس كورونا، إذ انحسرت الموجة الأولى من مرض كوفيد-19 في مصر في أشهر الصيف، وجرى تخفيف القيود المفروضة على الحركة تدريجياً.
البلاد التي يزيد سكانها عن 100 مليون نسمة، نجت فيما يبدو حتى هذه اللحظة من الزيادات الهائلة التي تحدث في الدول الأوروبية، وفقاً لوكالة رويترز.
ولا توضح الإصابات المعلنة بشكل رسمي سوى جزء من الصورة بسبب محدودية اختبارات فيروس كورونا (بي.سي.آر) وعدم الاعتداد بنتائج الاختبارات الخاصة.
مع ذلك ارتفعت الإصابات بشكل طفيف في الأيام الأخيرة، وبلغت حوالي 350 إصابة يومياً، مما دفع الحكومة إلى التشديد مرة أخرى على ضرورة استخدام الكمامة والالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي.
خوف من القادم: علاء عادل، وهو مهندس يبلغ من العمر 26 عاماً كان يشتري كمامة في وسط القاهرة بعد أن نسي كمامته في المنزل، يقول "بصراحة الناس لابساها (الكمامة) عشان (بسبب) خايفين من الغرامات والمخالفات بس (فقط).. كل واحد حاطط الكمامة في جيبه وساعة الظابط (الضابط) لما يعدي (يمر) ولا (أو) في أي كمين يلبسوها لكن الناس من جواها مش قلقانة من الموضوع دا".
في مارس/آذار 2020، أُغلقت المطارات والفنادق ومراكز التسوق والمقاهي، مما أصاب قطاعي السياحة والفنادق الحيويين بالشلل، ولا تزال بعض القيود مفروضة على ساعات العمل والطاقة الاستيعابية.
ردّت مصر ببرنامج تحفيز بقيمة 100 مليار جنيه مصري (6.4 مليار دولار) لدعم اقتصادها الذي تمثل العمالة غير الرسمية القسم الأكبر من العاملين فيه.
ورغم مخاطر الفيروس، فإنه على أرض الواقع يبدو الالتزام بالإجراءات ضعيفاً جداً، ففي مقهى بحي المقطم في القاهرة، يبدو الإشغال أقل بكثير من الطبيعي، لكن نصف الزبائن فقط هم الذين يستخدمون الكمامات ولا يتبع أي منهم قواعد التباعد الاجتماعي. وقال محمد صبري صاحب المقهى إنه ليس بمقدوره تغيير هذا الوضع.
صبري أضاف: "مفيش حد ملتزم أوي إنهم يبعدوا عن بعض، متر والكلام دا، تلاقي أربع أنفار على ترابيزة واحدة خمس أنفار على ترابيزة واحدة (…) بس همّا قاعدين يتكلموا في شغل مينفعش أقول لهم ابعدوا عن بعض". ومضى قائلاً إن الفقراء لا يهتمون بهذه الأشياء و"الناس يعيشون يوماً بيوم".
فعلى الرغم من التهديد بفرض غرامة قيمتها 4000 جنيه مصري (255 دولاراً) كعقوبة في حالة عدم الالتزام بالقواعد، لا يزال كثيرون في المتاجر والمصالح العامة والحافلات وعربات المترو بلا كمامات.
في هذا السياق، قال محمد محمود (45 عاماً) وهو موظف حكومي، وأحد الزبائن القلائل الذين يستخدمون الكمامة في مقهى بوسط القاهرة: "إلى حد ما فيه ناس كتير ملتزمة وفيه ناس غير ملتزمة مش عارف ليه (…) مع إن المرض خطير المفروض يلتزموا (…) لكن معظم الناس مش حاطة الموضوع في دماغها ومش مقدرة خطورة المرض".
يأتي ذلك بينما أعلنت الحكومة عن تسجيل 111955 إصابة بالمرض بينها 6508 حالات وفاة.