قال الرئيس الأمريكي المنتخب، جو بايدن، الثلاثاء 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، إن الولايات المتحدة ستكون "مستعدة للقيادة" مجدداً على الساحة العالمية، ليطوي صفحة سياسات "أمريكا أولاً" التي اتبعها الرئيس دونالد ترامب، فيما تعهد بالعمل مع حلفاء واشنطن في الخارج.
سياسة بايدن الخارجية: وفي معرض تقديمه لفريقه للسياسة الخارجية والأمن القومي، أشار بايدن إلى نيته بعد تولي السلطة في 20 يناير/كانون الثاني 2021 إبعاد الولايات المتحدة عن النهج الوطني الأحادي النزعة الذي تبناه ترامب.
إذ أزعج الرئيس الجمهوري المنتهية ولايته خلال السنوات الأربع لرئاسته كثيراً من حلفاء بلاده لا سيما في أوروبا، وذلك باتباعه نهجاً عدائياً تجاه حلف شمال الأطلسي والعلاقات التجارية، وتخليه أيضاً عن اتفاقات دولية، فضلاً عن علاقاته الوطيدة مع زعماء مستبدين.
في هذا السياق، قال بايدن إن فريقه الذي يضم أنتوني بلينكن مرشحه لتولي وزارة الخارجية ومساعده الذي يحظى بثقته، سينأى بنفسه عما أسماه الرئيس المنتخب "الفكر العتيق والأساليب القديمة" في منهجه للعلاقات الخارجية.
بايدن أضاف في لقاء في مسقط رأسه بمدينة ويلمنغتون في ولاية ديلاوير: "إنه فريق يجسد حقيقة أن أمريكا عادت ومستعدة لقيادة العالم، وليس الانسحاب منه، وسيجلس مرة أخرى على الطاولة وهو مستعد للتصدي لخصومنا وتقبل حلفائنا والدفاع عن قيمنا".
نهج جديد لأمريكا: وتغير العالم كثيراً منذ آخر مرة كان فيها الديمقراطيون في البيت الأبيض قبل أربع سنوات، فالصين في حالة صعود وتزداد جرأة، وروسيا تسعى لتعزيز سطوتها، فيما ضعف النفوذ الأمريكي مع انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقيات مختلفة وتقلصت السلطة الأخلاقية الأمريكية بسبب اضطرابات في الداخل.
لذا من المرجح أن تركز السياسة الخارجية في عهد بايدن على نهج أكثر تعددية ودبلوماسية، بهدف إصلاح علاقات واشنطن مع حلفاء رئيسيين، وتبني توجهات جديدة بخصوص قضايا مثل تغير المناخ، وفقاً لوكالة رويترز.
وقال بايدن إنه فوجئ في اتصالات مع زعماء نحو 20 دولة "بمدى تطلعهم إلى عودة الولايات المتحدة لتأكيد دورها التاريخي كزعيمة للعالم".
وعدُ بايدن باحتضان تحالفات من بينها تحالفات في منطقة آسيا والمحيط الهادي، يأتي بعد تدهور في العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم، والذي أعاد إلى الأذهان فترة الحرب الباردة.
فخلال العام الأخير لإدارة ترامب شهد تقريعاً متكرراً للصين، إذ دب خلاف بين القوتين حول معالجة الصين لجائحة فيروس كورونا، وتدهور الحريات في هونغ كونغ والخلافات الإقليمية في بحر الصين الجنوبي.
لكن بينما من غير المرجح أن تجد الصين في بايدن بديلاً أكثر مرونة من ترامب، يتوقع دبلوماسيون ومحللون نبرة أكثر حذراً، وجهوداً أكبر لتقوية التحالفات للتصدي لبكين.
في هذا السياق، قال بايدن إن العمل مع الحلفاء يساعد في جعل أمريكا آمنة دون الانخراط في "حروب غير ضرورية"، ولم يشر إلى الحرب في أفغانستان، أطول الحروب التي خاضتها الولايات المتحدة، فيما يتحرك ترامب لتقليص القوات الأمريكية هناك.
الانتقال يمضي قدماً: ويتحرك بايدن حالياً على عجل، لتشكيل فريقه واختيار مرشحين لحكومته، بعد أن هزم ترامب الذي خاض معركة قانونية فاشلة في مسعى لتغيير نتائج الانتخابات، زاعماً دون أدلة أن الانتخابات سُرقت منه عبر تلاعب واسع النطاق في التصويت.
بايدن قال إن فريقه قادر على بدء التنسيق مع إدارة ترامب في الأمن القومي وجائحة فيروس كورونا، وخطط توزيع اللقاح، منذ أن حصل على الضوء الأخضر لبدء نقل السلطة رسمياً يوم الإثنين.
من جانبهم، قال منتقدون إن رفض ترامب قبول نتائج الانتخابات يقلص قدرة الإدارة القادمة على مكافحة جائحة كورونا الآخذة في التصاعد، والتي أودت بحياة نحو 259 ألف أمريكي وتسببت في فقد ملايين آخرين لوظائفهم.
وفي لفتة أخرى على أن ترامب سلم بهزيمته في الانتخابات، أعطي البيت الأبيض الضوء الأخضر لتلقي بايدن تقارير المخابرات اليومية للرئيس، وقال بايدن إنه حصل على أحد هذه التقارير، الإثنين، لكن يتوقع أن يحصل عليها بشكل منتظم.
كذلك حث بايدن مجلس الشيوخ، عند تقديم فريقه للأمن القومي، على أن يحدد "جلسة استماع عاجلة" لمرشحيه الذين يحتاجون إلى تصديق من المجلس، وعبر عن أمله في أن يتمكن من العمل مع الجمهوريين "بحسن نية للمضي قدماً"، وأضاف: "دعونا نبدأ ذلك العمل… لرأب الصدع وتوحيد أمريكا والعالم أيضاً".