قال ناصر بوريطة، وزير الخارجية المغربي، الثلاثاء 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، إن الهدف من الاجتماع التشاوري لمجلس النواب الليبي، الذي انعقد في في مدينة طنجة المغربية "تذويب الجليد بين مختلف المكونات بعد مدة من التباعد، وتحديد تاريخ لعقد جلسة في ليبيا".
مناسبة هذا الحديث، هو انطلاق الاجتماع التشاوري الرسمي لأعضاء البرلمان الليبي بشقيه في العاصمة طرابلس ومدينة طبرق (شرق)، في مدينة طنجة (شمال المغرب).
توحيد المواقف والرؤى
لفت وزير الخارجية المغربي إلى أن "الهدف من الاجتماع أيضاً توحيد المواقف والرؤى بشأن مخرجات الحوار السياسي، بالإضافة إلى تزكية مخرجات بوزنيقة (أوائل الشهر الجاري بالمغرب) المتعلقة بالمناصب السياسية".
كما تابع أن: "الاجتماع يهدف إلى تهيئة مجلس النواب ليلعب دوره كاملاً خلال الفترة المقبلة".
وقال إن "هذا الاجتماع عرف حضور 110 نواب، وقريباً سيرتفع العدد إلى 120 (بعد وصول بعض منهم) يمثلون جميع المناطق، فيما يشكل سابقة نوعية وطفرة في مسار الجهود المبذولة لتوحيد المجلس وإعادة روح التضامن والتماسك لأسمى مؤسسة منتخبة في ليبيا".
خلافات سياسية
البرلمان الليبي جرى انتخابه في 4 أغسطس/آب 2014، وكان مفترضاً أن يضم 200 عضو، لكن تم انتخاب 188 عضواً فقط بعدما تعذر انتخاب 12 عضواً في مناطق كانت تشهد تدهوراً أمنياً آنذاك.
جراء الخلافات السياسية المتواصلة في البلاد منذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، انقسم البرلمان إلى مجلسين، الأول يضم أعضاء داعمين لميليشيا الانقلابي خليفة حفتر، ويعقد جلساته في طبرق (شرق) والثاني يضم نواباً داعمين للحكومة المعترف بها دولياً ويعقد جلساته في طرابلس.
دعوة مغربية
يأتي الاجتماع التشاوري لأعضاء البرلمان الليبي في طنجة؛ استجابة إلى دعوة من البرلمان المغربي بهدف "توحيد البرلمان الليبي المنقسم".
كما شارك عدد من هؤلاء الأعضاء، الإثنين 23 نوفمبر/تشرين الثاني، في اجتماعات مصغرة وجانبية، استباقاً للاجتماع الموسع الذي انطلق اليوم.
فيما لا يعرف على وجه الدقة عدد البرلمانيين في ليبيا؛ حيث إن بعضهم استقال وبعضهم وافته المنية.
انفراجة وشيكة
ومنتصف الشهر الجاري، اختتمت أعمال الجولة الأولى لملتقى الحوار الليبي في تونس بإعلان 24 ديسمبر/كانون الأول 2021 تاريخاً لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية.
كما توافق المجتمعون آنذاك على تحديد صلاحيات المجلس الرئاسي والحكومة، لكن ملفات لا تزال عالقة، أبرزها تحديد شروط الترشح للمناصب السيادية.
فيما عقدت جولة ثانية من ملتقى الحوار، الإثنين، عبر الإنترنت، على أن تعقد الثالثة الأربعاء.
وتعاني ليبيا، منذ سنوات، انقساماً في الأجسام التشريعية والتنفيذية؛ ما نتج عنه نزاع مسلح، أودى بحياة مدنيين، بجانب دمار مادي هائل.