أعلنت منظمة "اليونيسيف" التابعة للأمم المتحدة، الإثنين 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، توزيع قرابة 2 مليار من لقاح كورونا للدول الفقيرة مطلع العام القادم في عملية وصفتها بـ"العملاقة".
اليونيسيف قالت إنها تعمل رفقة أكثر من 350 شركة طيران وشحن لإيصال اللقاحات وأكثر من مليار إبرة إلى الدول الفقيرة، على رأسها اليمن وأفغانستان وبوروندي، كجزء من برنامج كوفاكس (COVAX) العالمي لمكافحة الوباء.
ويهدف برنامج كوفاكس إلى منع حكومات العالم من احتكار اللقاحات والتركيز على منح اللقاح أولاً للأكثر عرضة في كل دولة.
ويعد دور اليونيسيف أساسياً في برنامج "كوفاكس" كونها أكبر هيئة مسؤولة عن شراء اللقاحات في العالم، إذ تعمل روتينياً على شراء قرابة 2 مليار جرعة من لقاحات المناعة سنوياً نيابة عن حوالي 100 دولة.
أزمة في اليمن: وفي وقت سابق حذَّرت الأمم المتحدة من أن كورونا قد ينتشر بشكل أسرع وأوسع في اليمن، ويمكن أن يُسقط عدداً أكبر من الوفيات مقارنة مع العديد من الدول الأخرى، إذ أصبح مدى تفشي وباء كورونا في اليمن لغزاً مثيراً للرعب في البلد.
وفقاً لتحليل أجراه عبدالله بن غوث، أستاذ علم الأوبئة في جامعة حضرموت، الذي يقدم المشورة لوزير الصحة في عدن، إذ يشير الارتفاع الكبير في عدد الوفيات إلى أن العدد الرسمي للوفيات بالفيروس أقل بكثير من الحقيقة.
منذ عام 2015، تسبب الصراع الدائر في تدمير اليمن وحرم الملايين من الحصول على الرعاية الصحية المناسبة والمياه النظيفة أو الصرف الصحي، وهي أمور بالغة الأهمية لتجنب انتشار الفيروس.
وثمة قيود على توفير الإمدادات الغذائية والطبية والإنسانية جرّاء الحصار الجزئي المفروض من جانب التحالف بقيادة السعودية. كما أعاق المتمردون الحوثيون عمليات لتوزيع المساعدات ومع غياب حكومة مركزية تتولى المسؤولية عن عموم البلاد، يصعب احتواء فيروس كورونا.
الحرب دمرت منظومة الصحة: فيما دمرت الحرب المنظومة الصحية في البلاد، وهو ما يجعلها عاجزة عن التصدي للوباء العالمي، إذ كان يوجد في اليمن حوالي 3500 منشأة طبية، دمر العديد منها جراء الغارات الجوية. ويعمل نصفها فقط بشكل كامل.
وتفيد التقارير بأن العيادات مزدحمة وبأن الأدوية والمعدات الأساسية غير متوفرة.
وتوجد مئات قليلة من أجهزة التنفس التي تُستخدم لمساعدة المرضى على التنفس في الحالات التي يؤدي فيها فيروس كورونا إلى فشل رئوي.