وافق البرلمان التركي، الثلاثاء 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، على مذكرة رئاسة الجمهورية، بشأن إرسال قوات إلى أذربيجان، بعد توقيع اتفاق بين الأخيرة وأرمينيا بعد أسابيع من الحرب التي دارت بينهما في إقليم قره باغ، وبموجبه استعادت أذربيجان السيطرة على مناطق عدة.
تأييد للقرار: جاء ذلك في تصويت جرى على المذكرة في الجمعية العامة للبرلمان التركي، وقبيل التصويت أدلى ممثلو الأحزاب بتعليقاتهم على المذكرة الرئاسية، حيث حظيت المذكرة بتأييد أحزاب "العدالة والتنمية" و"الحركة القومية" و"إيي" و"الشعب الجمهوري".
في حين اعترض حزب الشعوب الديمقراطي على المذكرة، بحجة أنه "يعارض أي حراك عسكري ويؤيد لغة الحوار بين الشعوب والدول"، وفقاً لما ذكرته وكالة الأناضول التركية الرسمية.
كانت الرئاسة التركية قد قدمت، الإثنين 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، مذكرة إلى البرلمان، للموافقة على إرسال جنود إلى أذربيجان، في إطار ضمان وقف إطلاق النار الموقع مع أرمينيا.
ورد في المذكرة الموقعة من قِبل الرئيس رجب طيب أردوغان، أن "عناصر القوات المسلحة التركية ستؤدي مهامها في المركز المشترك الذي ستقيمه تركيا وروسيا سويًا بالمكان الذي تحدده أذربيجان، وفي أنشطة هذا المركز"، وأن أفراداً مدنيين سيشاركون في المهمة "حسب ما تقتضي الحاجة".
الرئيس التركي أضاف أن هذه الأنشطة "تتوافق مع التزامات بلادنا بموجب اتفاقية الشراكة الاستراتيجية والمساعدة المتبادلة بين جمهوريتي تركيا وأذربيجان الموقعة في 16 أغسطس/آب 2010".
كذلك شددت مذكرة الرئاسة على أن هذه المهام "تنسجم مع القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن الدولي ومبادئ منظمة الأمن والتعاون في أوروبا التي توثق وحدة الأراضي الأذربيجانية، وستعود بالنفع على أمن وازدهار شعوب المنطقة، فضلاً عن كونها ضرورية لمصالحنا الوطنية".
كما ذكرت أن هذه القوات ستعمل على "اتخاذ كافة أشكال الإجراءات لإزالة المخاطر والتهديدات وفق الأسس التي يحددها رئيس الجمهورية، واتخاذ الترتيبات التي تمكنها من ذلك وفقاً للأسس التي يحددها الرئيس".
وأوضحت أن "الرئيس سيحدد حدودها وشمولها ومقدارها ومدتها، لحماية وصون المصالح العليا لتركيا بشكل فعال، بهدف الإيفاء بالتزاماتنا النابعة من أحكام اتفاقية الشراكة الاستراتيجية والمساعدة المتبادلة بين جمهوريتي تركيا وأذربيجان، وتأسيس وقف إطلاق النار، ومنع الانتهاكات، وضمان السلام والاستقرار في المنطقة".
لقاءات تركية روسية: في سياق متصل، أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، الثلاثاء، عقد لقاءات فنية بين الوفدين العسكريين التركي والروسي بالعاصمة أنقرة، لبحث الإجراءات التي يُنوى تنفيذها عقب وقف إطلاق النار في إقليم قره باغ.
أكار أكد في اجتماع مع قادة من الجيش، عبر تقنية الاتصال المرئي، أن العمل المشترك مستمر مع الجانب الروسي بخصوص التطورات في قره باغ، معرباً عن استيائه جراء إحراق أرمينيا للمنازل والغابات عقب انسحابها من الأراضي الأذربيجانية التي كانت تحتلها.
يُذكر أنه، في 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين توصل أذربيجان وأرمينيا إلى اتفاق ينص على وقف إطلاق النار في قره باغ، مع بقاء قوات البلدين متمركزة في مناطق سيطرتها الحالية.
فيما اعتبر الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف الاتفاق بمثابة نصر لبلاده، مؤكداً أن الانتصارات التي حققها الجيش أجبرت رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان على قبول الاتفاق مكرهاً.
علييف بيّن أن الاتفاق ينص على استعادة أذربيجان السيطرة على 3 محافظات تحتلها أرمينيا، خلال فترة زمنية محددة، وهي كلبجار حتى 25 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، وأغدام حتى 20 من الشهر نفسه، ولاتشين حتى 1 ديسمبر/كانون الأول المقبل.