أفادت مجلة Motherboard المتخصصة في التكنولوجيا، الإثنين 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، بأنَّ الجيش الأمريكي اشترى بيانات خاصة بالمواقع الجغرافية لملايين المسلمين في أنحاء العالم، الذين يستخدمون تطبيق صلاة شهيراً وتطبيق مواعدة.
حسب تقرير لموقع Middle East Eye البريطاني، الثلاثاء 17 نوفمبر/تشرين الثاني، فإن الجيش الأمريكي استخدم طريقتين منفصلتين للحصول على بيانات مواقع المستخدمين: الأولى تتضمن منتجاً يسمى Locate X، بمعنى تحديد موقع X.
تفاصيل العملية
وفقاً لمجلة Motherboard، اشترت قيادة العمليات الخاصة الأمريكية، وهي فرع من الجيش مُكلَّف بمكافحة الإرهاب ومكافحة التمرد والاستطلاع الخاص، صلاحية الوصول إلى Locate X للمساعدة في عمليات القوات الخاصة في الخارج.
أما الطريقة الثانية للحصول على البيانات فتضمنت شركة تسمى X-Mode، التي تحصل على بيانات الموقع مباشرة من التطبيقات، ثم تبيع تلك البيانات للمقاولين، وبالتالي إلى الجيش الأمريكي.
وجد التقرير أنَّ تطبيق Muslim Pro، وهو تطبيق يعطي مواعيد الصلاة اليومية بدقة ويُوجِّه المستخدمين أيضاً للقبلة في موقعهم الحالي، يرسل بيانات المستخدم إلى X-Mode.
"التطبيق الإسلامي الأكثر شهرة!"
هو الوصف الذي يصف به نفسه موقع Muslim Pro، ويتضمن أيضاً مقاطع وقراءات صوتية من القرآن.
وفقاً لمتجر Google Play، تجاوز عدد مرات تحميل التطبيق أكثر من 50 مليون مرة في جميع أنحاء العالم على أجهزة أندرويد، وأكثر من 95 مليون مرة على منصات أخرى بما في ذلك iOS، وفقاً لموقع Muslim Pro.
فيما لم يكن بعض مطوري التطبيق، الذين تحدثت إليهم مجلة Motherboard، على دراية بمن تصل إليهم بيانات مواقع مستخدميهم في النهاية.
كما تواصل موقع Middle East Eye مع Muslim Pro للتعليق، لكن لم يتلقَّ رداً حتى وقت النشر.
شركة X-Mode تبيع بيانات مواقع المستخدمين من هواتف أمريكية
هناك تطبيق آخر توصلت مجلة Motherboard إلى أنه أرسل بيانات خاصة بالمستخدمين إلى X-Mode وهو Muslim Mingle، وهو تطبيق مواعدة وصل عدد مرات تحميله إلى أكثر من 100000 مرة.
لاحظت مجلة Motherboard أنَّ العديد من مستخدمي التطبيقات المتورطة في سلسلة إمداد البيانات كانوا مسلمين، وهي إشارة جديرة بالاهتمام بالنظر إلى عقود من الحرب الأمريكية على البلدان ذات الأغلبية المسلمة، بما في ذلك أفغانستان والعراق وباكستان.
في هذا السياق، صرَّح السيناتور رون وايدن، لمجلة Motherboard، بأنَّ شركة X-Mode كانت تبيع بيانات مواقع المستخدمين المُجمَّعة من هواتف أمريكية إلى عملاء من الجيش الأمريكي.
أضاف السيناتور: "في مكالمة مع مكتبي في سبتمبر/أيلول، أكد محامو وسيط البيانات X-Mode Social أنَّ الشركة تبيع البيانات التي جُمِعَت من هواتف في الولايات المتحدة للعملاء العسكريين الأمريكيين، عبر مقاولي الدفاع. وأشارت الشركة إلى اتفاقيات سرية في رفضها تحديد هوية متعهدي الدفاع أو الوكالات الحكومية التي تشتري البيانات منها".
في مقابلة مع شبكة CNN في أبريل/نيسان، قال الرئيس التنفيذي لشركة X-Mode، جوشوا أنتون، إنَّ الشركة تتعقب 25 مليون جهاز داخل الولايات المتحدة كل شهر، و40 مليوناً في أماكن أخرى، بما في ذلك في الاتحاد الأوروبي وأمريكا اللاتينية ومنطقة آسيا والمحيط الهادي.
كما أخبر كريس هوفناغل، مدير هيئة التدريس في مركز بيركلي للقانون والتكنولوجيا، موقع Motherboard أنه بينما تضمن التطبيق معلومات حول الخصوصية في بيانات الكشف عن المعلومات الخاصة بالمستخدمين، فإنَّ العديد منهم سيشعرون بالقلق من فكرة بيع بياناتهم للجيش الأمريكي.