تلقى عقار ريمديسيفير لعلاج مرضى كوفيد-19 الذي طورته شركة Gilead الأمريكية ضربة قوية وذلك بعد أن قال رئيس إحدى أكبر الهيئات التي تمثل أطباء العناية المركزة في العالم إنه لا ينبغي استخدام العقار ريمديسيفير لعلاج مرضى كوفيد-19 في عنابر العناية المركزة.
لقاح ريمديسيفير المعروف أيضاً باسم Veklury، وديكساميثازون الستيرويد العقاران يعدان الوحيدين المصرح بهما لعلاج مرضى كوفيد-19 على مستوى العالم. لكن أكبر دراسة أجريت على فعالية عقار ريمديسيفير، التي أشرفت عليها منظمة الصحة العالمية، أظهرت في 15 أكتوبر/تشرين الأول أن تأثيره كان ضئيلاً أو معدوماً، على عكس التجارب السابقة، وفق تقرير شبكة CBC Radio الكندية.
في ضوء البيانات الأولية الجديدة التي نتجت عن تجربة سولدارتي التي تنظمها منظمة الصحة العالمية، "يُصنَّف دواء ريمديسيفير الآن على أنه دواء لا يجب استخدامه بشكل روتيني لعلاج مرضى كوفيد-19″، وفقاً لما قاله رئيس الجمعية الأوروبية لطب العناية المركزة (ESICM)، جوزيف كيسجيوغلو في مقابلة مع وكالة رويترز.
Gilead تشكك في النتائج: شركة Gilead، التي شككت في النتائج التي توصلت إليها منظمة الصحة العالمية قالت في بيان مُرسل بالبريد الإلكتروني: "إننا واثقون من أن الأطباء في الخطوط الأمامية يدركون الفائدة السريرية لعقار Veklury بناءً على أدلة قوية من دراسات عشوائية متعددة ومحكومة".
الجمعية الأوروبية لطب العناية المركزة يُشار إلى أنها تمثل الآلاف من أطباء التخدير وأطباء الجهاز التنفسي والممرضين والممرضات وغيرهم من خبراء الرعاية الحرجة في أكثر من 120 دولة. ورغم أن الأطباء والمستشفيات ليسوا ملزمين باتباع توجيهاتها، فقد تحد توصيتها من استخدام الريمديسيفير.
نهاية أكتوبر/تشرين الأول، خفضت Gilead من توقعاتها للإيرادات لعام 2020، متعللة بالطلب الأقل من المتوقع وصعوبة توقع مبيعات ريمديسيفير.
عقار مستخدم على نطاق واسع: لكن الدواء ما يزال مستخدماً على نطاق واسع في المستشفيات. وتم ترخيصه أو اعتماده للاستخدام في أكثر من 50 دولة وكان أحد الأدوية التي تناولها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حين ثبتت إصابته بفيروس كورونا في أكتوبر/تشرين الأول.
الاتحاد الأوروبي وقع صفقة بحوالي مليار دولار مع شركة Gilead لشراء 500 ألف برنامج علاجي من ريمديسيفير بسعر 2449.9 دولار لكل منها، قبل أيام من ظهور نتائج تجربة سولدارتي.
هذه الصفقة لا تُلزم الدول الأوروبية بشراء عقار ريمديسيفير، لكن بعض الحكومات قررت طلب كميات كبيرة حتى بعد نتائج تجربة سولدارتي، حيث اشترت ألمانيا مخزوناً كبيراً منه في نوفمبر/تشرين الثاني، قائلة إن الدواء مفيد، خاصة في وقت مبكر من المرض.
كيسجيوغلو قال إنه لا توجد بيانات كافية عن الوقت الذي قد يكون فيه عقار ريمديسيفير فعالاً أو المرضى الذي يكون فعالاً معهم، وهو ما أدى إلى قرار التوجيه بعدم استخدامه بشكل روتيني في العناية المركزة. وهذا يعني أنه يتعين على الأطباء استخدام ريمديسيفير لعلاج مرضى كوفيد-19 من حين لآخر فقط وليس بشكل روتيني.
كما أضاف أنه بسبب الفوائد غير الواضحة لريمديسيفير، لم يستخدمه قسم الرعاية الحرجة في مركز أوتريخت الطبي الجامعي في هولندا، الذي يعمل به كيسجيوغلو، لعلاج مرضى كوفيد-19.
الآثار الجانبية المحتملة: بعد مرور عشرة أشهر على انتشار الجائحة، ما يزال الجدل محتدماً في صناعة الأدوية عن أفضل العقاقير لعلاج مرضى كوفيد -19 في المستشفيات.
يسبب الريمديسيفير آثاراً جانبية محتملة على الكلى، وفقاً للبيانات التي شاركتها شركة Gilead مع وكالة الأدوية الأوروبية، التي تقيم أضراره المحتملة.
أرنود هوت، كبير الأطباء بمستشفى إدوارد هيريوت في مدينة ليون الفرنسية قال لوكالة رويترز إن بعض المرضى في مستشفاه تعرضوا لإصابة في الكلى، ولذا توقف عن استخدام دواء ريمديسيفير، إلا في حالات نادرة.