في ظل الفوضى السياسية والعسكرية التي تشهدها ليبيا بسبب خليفة حفتر تطفو على السطح مشكلة جديدة لم يكن ليتوقعها السياسيون، وهي خروج نجل خليفة حفتر "صدام" آمر اللواء 106 عن طوع أبيه بعد اختطافه صهر أبيه "محمد عدلي أحنيش" البالغ من العمر قرابة 44 عاماً من بيته مساء يوم الخميس 1 أكتوبر/تشرين الأول 2020 على خلفية زواج أبيه من شقيقة الثاني بعد أن تعرف عليها خلال مشكلة استيلاء على عقارات ومحلات تجارية بمنطقة أرض بلعون في بنغازي من قبل هيئة الاستثمار العسكري.
ووفق مصدر مقرب من عائلة أحنيش قال لـ"عربي بوست" "إن القصة بدأت عندما قامت "رانيا عدلي أحنيش" بتقديم شكوى إلى رئيس الأركان التابع لحفتر- عبد الرزاق الناظوري- ضد عدد من المستأجرين بمحلات أرض بلعون في بنغازي ادعت أنها ملك لعائلتها وقد استولى عليها النظام السابق دون تعويضهم ونقل ملكيتها لجهاز الاستخبارات العسكرية.
وأكد المصدر أن الناظوري قام بإرسال قوة عسكرية أجبرت كل المستأجرين على إخلاء المحلات وإرجاعها إلى أحنيش وتوقيع تعهد لمن بقي أن يقوم بدفع الإيجارات للعائلة حسب الاتفاق الجديد، الأمر الذي لم يلق قبولاً عند آمر الكتيبة 55 صاعقة والمطلوب لدى محكمة الجنايات الدولية "محمود الورفلي" والذي قام بالاستيلاء على المحلات من جديد وتهديد "محمد عدلي أحنيش" بعدم التعرض للمستأجرين لتلك المحلات ودفع الإيجار لهيئة الاستثمار العسكري بحجة أن تلك المحلات قد قام النظام السابق بتعويض أصحابها- عائلة أحنيش.
وأضاف المصدر أن "رانيا عدلي أحنيش" مواليد 1978 شقيقة "محمد عدلي أحنيش" قابلت رئيس الأركان التابع لحفتر للإبلاغ عن الواقعة واسترجاع العقار محل النزاع من قبل هيئة الاستثمار العسكري والذي بدوره قام بترتيب لقاء بين رانيا أحنيش وخليفة حفتر كونه لا يملك حلا لهذه المشكلة.
حفتر يتدخل لحل المشكلة
وأشار المصدر إلى أن خليفة حفتر قام بتشكيل قوة عسكرية مهمتها حماية العقار وإرجاعه إلى أصحابه وإلغاء قرار ضم العقار إلى هيئة الاستثمار العسكري، موضحاً أن هذا اللقاء فتح باب رغبة حفتر بالارتباط بـ"رانيا عدلي أحنيش" والزواج منها.
وتابع المصدر أنه عندما علم "صدام خليفة حفتر" بعزم والده الزواج من "رانيا أحنيش" قام باختطاف شقيقها محمد أحنيش من منزله وإخفائه في معتقل سري لأكثر من شهر، مضيفاً أنه عندما علم مكان اختطاف "محمد عدلي أحنيش" تواصلت العائلة مع خليفة حفتر غير أنه قال "أنا لم أعد أملك السيطرة عليه".
اشترط صدام خليفة حفتر على الوفد الذي أرسله أبوه لإطلاق سراح صهره طلاق أبيه من زوجته الجديدة- رانيا عدلي أحنيش- وخروج عائلة أحنيش بالكامل من ليبيا إضافة إلى إرجاع كافة العقارات محل النزاع لهيئة الاستثمار العسكري مقابل إطلاق سراح "محمد عدلي أحنيش".
لم تكن شروط صدام خليفة حفتر لإطلاق سراح صهر أبيه هي المغزى المطلوب بل كانت وسيلة ضغط للحصول على موافقة والده على الزواج من ابنة أخ وزير الداخلية بالحكومة المؤقتة- غير المعترف بها دولياً- المدني الفاخري والتي كان صدام ينوي الزواج منها قبل حادثة زواج أبيه.
وبحسب مصدر مقرب من عائلة خليفة حفتر أكد أن صدام أرسل مجموعة من أقاربه على رأسهم عمه بالقاسم حفتر لطلب الموافقة على زواجه من "جميلة عبدالرحمن الفاخري" ابنة أخ المدني الفاخري وزير الداخلية بالحكومة المؤقتة وقوبل الطلب بالرفض بسبب أنها مطلقة وأم لأربعة أطفال.
استغل صدام خليفة حفتر زواج أبيه من رانيا أحنيش وخطف صهره وقايض أباه بالموافقة على طلب زواجه مقابل إطلاق سراح صهره، وبالفعل تحصل صدام خليفة حفتر على الموافقة، حيث أقام حفل عقد القران في دبي، وخلال الأسبوع القادم ستقام مراسم الزفاف في ليبيا بمدينة إجدابيا- 160 كم غرب مدينة بنغازي- لتكتمل الصفقة ويطلق سراح محمد عدلي أحنيش.