قالت مصر إنها ستشرع في تطوير مدينة سانت كاترين في محافظة جنوب سيناء، إذ سيشمل تطوير المدينة عدداً كبيراً من المشاريع التي تهدف إلى وضع سانت كاترين على خريطة السياحة الدولية للمرة الأولى تقريباً، وفقاً لما نشره موقع Middle East Eye البريطاني.
من ديرها الأقدم في العالم الذي لا يزال قيد الاستخدام في وظيفته الأولية، إلى الجبال المقدسة في المدينة، بما في ذلك جبل سيناء وينابيع موسى التي لا مثيل لها، لدى سانت كاترين الكثير لتظهره لهذا العالم.
أحمد إدريس، عضو لجنة السياحة في البرلمان المصري، قال لموقع Middle East Eye: "لدى سانت كاترين ما تقدمه لمعتنقي جميع الديانات السماوية. ويمكن أن تكون المدينة رمزاً للتسامح والتعايش بين جميع الأديان والثقافات".
خطة شاملة: على الجانب الآخر، كشف الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي عن خطة تنمية مدنية سانت كاترين في أواخر سبتمبر/أيلول 2020 وجاءت تعليمات الرئيس بشأن تطوير المنطقة بعد شهرين من قيام رئيس الوزراء مصطفى مدبولي بجولة في أنحاء مختلفة من المدينة.
فيما أمر السيسي الجهات المعنية داخل حكومته بوضع خطة للتنمية الكاملة للمدينة، تحافظ على خصوصيتها الدينية وتتناسب مع أهميتها الدينية والثقافية والسياحية على الرغم من أهميتها لأتباع جميع الديانات التوحيدية، فقد أغفلت الحكومات المصرية المتعاقبة سانت كاترين لعقود.
يذكر أن المدينة تقع على بعد حوالي 200 كيلومتر شمال غرب شرم الشيخ، وهي أكثر منتجعات مصر تطوراً وشهرة. إلا أن موقعها فشل في إقناع الحكومات المتعاقبة بتخصيص بعض الأموال لتنميتها.
في سانت كاترين يوجد عدد قليل من الفنادق، ومطارها في حالة سيئة، وطرقها بحاجة إلى إصلاح علاوة على ذلك، فإن الافتقار لأماكن إقامة في المدينة يحرم زوارها من فرصة الإقامة الطويلة بها.
كما أن الحالة المتداعية لمطارها تجعل من الصعب على الزوار الدوليين السفر إلى المدينة مباشرة من بلدانهم الأصلية إذ هناك طرق قليلة تربط بين سانت كاترين وبقية جنوب سيناء، ناهيك عن باقي أنحاء مصر، مما يخفيها عن أعين الزوار الذين يسعون إلى القيام بجولات بعيداً عن المسار المطروق.
سامي سليمان، رئيس قسم السياحة بجمعية مستثمري طابا ونويبع، قال لموقع Middle East Eye "إن الافتقار إلى الفنادق والبنية التحتية الملائمة في هذه المدينة أثار مخاوف السائحين وأثر على مستوى الخدمات التي تستطيع المدينة تقديمها لزوارها".
تجديد المدينة من أجل السياحة: مصر أطلقت على خطة التنمية الخاصة بسانت كاترين اسم "التجلي الأعظم" وتشمل الخطة تحديث مطار المدينة حتى يتمكن من استقبال الرحلات الدولية، بحسب البيانات الصادرة عن مجلس الوزراء المصري حول المشروع.
فيما سيجري تشغيل رحلة واحدة يومياً إلى المدينة من العاصمة المصرية القاهرة. وستكون هناك أيضاً رحلات أسبوعية من العاصمة اليونانية أثينا إلى المدينة.
كما سيجري ترميم دير سانت كاترين، أحد مواقع التراث العالمي منذ عام 2002. وستكون مكتبة الدير، وهي ثاني أكبر مكتبة بعد مكتبة الفاتيكان، أيضاً جزءاً من مشروع الترميم هذا. تحتوي المكتبة على آلاف المخطوطات القديمة والنادرة كذلك سيتم إزالة أعمدة الإنارة القديمة على طريق الدير واستبدالها بنظام إضاءة حديث.
وعند مدخل الدير، سيجري إنشاء بوابة أمنية جديدة لمراقبة الداخلين.
أما حديقة الدير التي تحتوي على بعض أقدم الأشجار في العالم فسيعاد تنظيمها بشكل يعزز جمالها الطبيعي. كما سيجري ترميم الينابيع القديمة وآبار المياه في الحديقة.
خارج الدير وفي أجزاء أخرى من سانت كاترين، سيجري إنشاء فنادق جديدة لتناسب أذواق وميزانيات أولئك الذين سيزورون المدينة.
سيكون هناك أيضاً عدد من البازارات التي تعرض البضائع التي ينتجها السكان البدو في سانت كاترين، والمطاعم التي تقدم المأكولات البدوية المحلية بالإضافة إلى الأطعمة الأخرى، والمنافذ التجارية التي تلبي احتياجات أولئك الذين يزورون المدينة.
عبدالرحيم ريحان، رئيس قسم البحوث والدراسات بوزارة السياحة والآثار في جنوب سيناء، قال: "يهدف هذا المشروع التنموي إلى مساعدة سانت كاترين في احتلال المكانة التي تستحقها على خريطة السياحة الدولية".
تجدر الإشارة إلى أن سلطات السياحة المصرية وضعت العديد من المخططات الخاصة بالمنطقة، بما في ذلك تقديم عرض صوتي وضوئي في محيط دير سانت كاترين، مستفيدةً من الجبال والطبيعة الجغرافية الفريدة للمدينة.
كما ترغب السلطات في إنشاء مصعد جوي فوق جبال المواقع المختلفة في سانت كاترين.
كذلك جرى تخصيص مسجد كبير يسمى مسجد التجلي للمنطقة. وخصصت وزارة الأوقاف وسلطات جنوب سيناء بالفعل 30 مليون جنيه مصري (حوالي 1.8 مليون دولار) لبناء الموقع.
قطاع لا غنى عنه: تأتي خطة التنمية الجديدة لسانت كاترين في الوقت الذي تحاول فيه مصر زيادة الإيرادات من قطاع السياحة والاستفادة من المنتجات المختلفة التي يمكن أن يقدمها النمو في هذا القطاع.
جدير بالذكر أن السياحة ذات أهمية قصوى للاقتصاد المصري، فهي تساهم بنسبة 11.9% من الناتج المحلي الإجمالي لمصر وتوظف 12% من القوى العاملة الوطنية البالغة 29 مليون شخص وتأمل سلطات السياحة في أن التركيز على السياحة الدينية يمكن أن يجذب أنواعاً مختلفة من الزوار.
قال علاء الغمري، خبير السياحة المستقل، لموقع Middle East Eye: "إن تنويع العروض السياحية سيجعلنا قادرين على جذب المزيد من السياح".
مصر تحاول منذ فترة طويلة الآن الاستفادة من مواقعها الدينية الوفيرة، بما في ذلك تلك الموجودة في سيناء وقد أطلقت مصر ملتقى سانت كاترين للتسامح الديني لجمع أتباع جميع الأديان معاً.
منطقة سانت كاثرين تمثل كنزاً لمصر: سانت كاترين هي كنز ديني دفين يضم قائمة طويلة من المواقع التي يجب زيارتها، بما في ذلك دير سانت كاترين القديم ومكتبته وحديقته.
وقال سامي سليمان، رئيس قسم السياحة بجمعية مستثمري طابا ونوبيع، إن الخطة الجديدة ستسمح لمصر بجذب السياح من قريب وبعيد.
وفي عام 2019، زار أكثر من مليون سائح من إسرائيل أجزاء مختلفة من سيناء.