تلقى الناخبون في ولايات أمريكية عديدة مكالمات آلية غامضة تحثهم على البقاء في منازلهم يوم الانتخابات، وفقاً لمسؤولي الولايات ومسؤولين حزبيين، لكن في منتصف النهار بتوقيت شرق الولايات المتحدة، ومع الإدلاء بالفعل بأكثر من نصف العدد المتوقع من الأصوات الأمريكية، لم تكن هناك مؤشرات تذكر على التدخل الإلكتروني الذي كان يخشاه المكلفون بالحفاظ على سلامة التصويت منذ فترة طويلة.
وبدأ الأمريكيون الإدلاء بأصواتهم، الثلاثاء 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، في انتخابات غير مسبوقة، ليواجهوا خطر عدوى كوفيد-19 واحتمالات العنف والترويع، بعد واحدة من أكثر السباقات الانتخابية استقطاباً في تاريخ الولايات المتحدة.
خطر الاختراق
كريستوفر كريبس، المسؤول الكبير بوزارة الأمن الداخلي الذي أصبح أحد المتحدثين الحكوميين البارزين بشأن أمن الانتخابات، صرح قائلاً: "ما زلنا في خطر".
المسؤول نفسه أضاف في مؤتمر صحفي في وقت سابق، الثلاثاء 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2020 "اليوم بشكل ما هو منتصف الطريق. قد تكون هناك أحداث أو أنشطة أو جهود أخرى للتدخل في الانتخابات أو تقويض الثقة فيها".
يحدث هذا بالتزامن مع مخاوف من أن تسعى قوة أجنبية للتدخل في انتخابات 2020، وهي منتشرة منذ الانتخابات السابقة في 2016 عندما بعث متسللون روس عشرات الآلاف من رسائل البريد الإلكتروني عبر الإنترنت لتوجيه التصويت نحو الجمهوري دونالد ترامب على حساب منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون.
لكن هذه المخاوف لم تتبلور مع إدلاء أكثر من 99 مليون أمريكي بأصواتهم في موجة لم يسبق لها مثيل من التصويت المبكر، فيما يمثل جانباً كبيراً من 160 مليوناً توقعها الخبراء.
وقال تشاد وولف القائم بأعمال وزير الأمن الداخلي، متحدثاً إلى جانب كريبس: "ليس لدينا مؤشرات على أن جهة أجنبية نجحت في تقويض أي أصوات في هذه الانتخابات أو التلاعب بها".
مشكلات تقنية
على صعيد آخر أبلغت بعض الولايات الأمريكية عن مشكلات فنية تواجه الناخبين الذين يتدفقون على مراكز الاقتراع، للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية.
في ولاية أوهايو التي تعتبر واحدة من الولايات المتأرجحة بين الرئيس دونالد ترامب ومنافسه الديمقراطي جو بايدن، تجمع الناخبون في طوابير طويلة للإدلاء بأصواتهم وسط قلق كبير من مخاطر تفشي وباء كورونا.
مع ذلك لجأ العاملون إلى الأسلوب القديم لتسجيل أصوات الناخبين بشكل ورقي بعد أن أدركوا أن نظام التسجيل الإلكتروني الخاص بهم فشل بسبب نقص التحديثات.
بسبب الصعوبات الفنية، بدأ العاملون باستخدام بطاقات الاقتراع الورقية في مقاطعة فرانكلين الأكثر اكتظاظًا بالسكان في أوهايو، وفقًا لتقاريرإعلامية محلية.
في ولاية جورجيا، التي تعتبر ساحة معركة جديدة بين ترامب وبايدن، أجبرت بعض المشكلات الفنية العاملين على جعل الناخبين يستخدمون بطاقات الاقتراع الورقية في مقاطعتي "مورغان" و"سبالدينج" بالقرب من مدينة أتلانتا.
كما أكد تقرير مبكر عن مواجهة مشاكل فنية بآلية التصويت في مقاطعة بروكلين التابعة لولاية نيويورك، لكن أحد المسؤولين غرد بأن المشاكل التقنية في بورو بارك قد تم حلها في تمام الساعة 8:11 صباحاً بالتوقيت المحلي.
في حين أدلى حوالي 3.9 ملايين شخص بالفعل بأصواتهم عبر البريد في مدينة "بيتش" في ولاية "داكوتا" الشمالية، طُلب من بعض الناخبين العودة لاحقاً إلى مراكز الاقتراع بسبب صعوبات فنية.
كما شهدت ولاية بنسلفانيا، وهي ولاية رئيسية أخرى متأرجحة، مشاكل فنية قبل 4 سنوات خلال انتخابات 2016 باستخدام نظام التصويت.
في حين زادت العديد من المقاطعات في ولاية "كيستون" من سرعة فرز الأصوات باستخدام نظام التصويت الخاص بها، فإن هذا خلق مشكلة أخرى حيث لا يحصل الناخبون على الوقت الكافي لطي أوراق الاقتراع بأيديهم.
تشير تقارير إعلامية إلى أن خوادم الكمبيوتر في العديد من المقاطعات في أنحاء "كيستون" تحمل خطر عدم الاتصال بالإنترنت مؤقتاً، ما قد يؤدي إلى فقدان عدد الناخبين والمعلومات.
بالتالي قد تؤدي الصعوبات الفنية في التصويت في أنحاء الولايات المتحدة إلى إنشاء طوابير طويلة، وتمنع الناخبين أو تثنيهم عن الإدلاء بأصواتهم، فضلاً عن احتمال ادعاء المسؤولين لاحقاً بتزوير الانتخابات.