أفاد مسح أجرته شبكة CNN الأمريكية، بالتعاون مع مؤسَّستَي Research وCatalist، أن أكثر من 100 مليون أمريكي أدلوا بأصواتهم في جميع أنحاء البلاد، وذلك قبل يوم الثلاثاء 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، أي قبل يوم واحد من إجراء الانتخابات، التي يتنافس فيها الجمهوري والرئيس الحالي دونالد ترامب والديمقراطي جو بايدن.
حسب تقرير للشبكة، الثلاثاء، فإن هذا الرقم يعكس إقبالاً كبيراً على التصويت، بحكم أنه يمثل أكثر من 47% من مجموع الناخبين المسجلين في اللوائح على مستوى كل الولايات الأمريكية، فيما أكدت أيضاً نتائج المسح أن أكثر من نصف سكان 21 ولاية أمريكية أدلوا فعلاً بأصواتهم، من بينها العاصمة واشنطن.
الأرقام أكدت أيضاً ارتفاع معدل التصويت المبكر مقارنةً بانتخابات عام 2016، وذلك في جميع الولايات الأمريكية، رغم انتشار فيروس كورونا، فيما تجاوز معدل التصويت المبكر في ولايات أمريكية على غرار تكساس وهاواي ونيفادا وواشنطن وأريزونا ومونتانا ما تم تسجيله في الانتخابات الماضية لعام 2016.
هذه الدراسة، ووفق ما أكدته الشبكة الأمريكية، أثبتت أيضاً أن نسبة التصويت المبكر وصلت 90% على الأقل من إجمالي الأصوات المحصلة في الانتخابات الماضية في 7 ولايات أمريكية، ويتعلّق الأمر بكل من: نورث كارولينا وأوريغون وكولورادو ونيومكسيكو وجورجيا وفلوريدا وتينيسي.
أما النسبة العامة من إجمالي عدد الأصوات، التي أدلت بأصواتها إلى حدود اليوم، فقد أوضحت الدراسة أنها بلغت 73% في عموم البلاد، أي أن 100.2 مليون شخص قد شاركوا بالفعل في التصويت، لتقترب بذلك من تحطيم إجمالي الرقم السابق الذي تم تسجيله في الانتخابات الماضية، والذي وصل إلى 136.5 مليون صوت.
الولايات الأكثر تنافسية، والتي تحسم عادةً سباق الوصول إلى البيت الأبيض، وهي تكساس وجورجيا ونورث كارولينا ونيفادا وفلوريدا وأريزونا وكولورادو وويسكنسن وماين وأيوا وميشيغان ومينيسوتا ونبراسكا وأوهايو، قد قطعت نصف الطريق وبدأت تحدد أصواتها معالم ساكن البيت الأبيض الجديد.
يوم التصويت
بدأ الأمريكيون الإدلاء بأصواتهم، الثلاثاء 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، في انتخابات غير مسبوقة، ليواجهوا خطر عدوى كوفيد-19 واحتمالات العنف والترويع، بعد واحدة من أكثر السباقات الانتخابية استقطاباً في تاريخ الولايات المتحدة.
في الأماكن المخصصة للاقتراع على مستوى البلاد، ستُجرى الانتخابات في عام خيّمت عليه جائحة كورونا والقلاقل والولاءات الحزبية الشديدة، رغم إدلاء أكثر من 90 مليون ناخب بأصواتهم بالفعل، في ظل إقبال على التصويت المبكر لم يسبق له مثيل.
سيضع كثير من الناخبين الكمامات عند ذهابهم للتصويت، سواء طواعية أو التزاماً بالقيود الرسمية، حيث لا تزال عدوى فيروس كورونا تنتشر بكثرة في أنحاء البلاد.
احترازات المحال التجارية
كما حرصت بعض المتاجر في مدن أمريكية رئيسية على تغطية نوافذها كإجراء احترازي، تحسباً لأعمال تخريب ذات دوافع سياسية، وهو مشهد استثنائي في يوم الانتخابات بالولايات المتحدة التي تُجرى فيها عملية التصويت في أجواء سلمية عادة.
في مدينة أتلانتا بولاية جورجيا، اصطفَّ حوالي 12 ناخباً قبل شروق الشمس. وكانت ناخبة تُدعى جيني هاوس أول الواقفين في الصف انتظاراً لتصويتها لصالح المرشح الديمقراطي جو بايدن.
جيني هاوس قالت "لن أفوت فرصة هذه الانتخابات". وفي إشارة للمرشح الجمهوري الرئيس دونالد ترامب، قالت "إنه يُحدث انقساماً في بلادنا".
أما في ضاحية بمدينة ميامي في ولاية فلوريدا، فقال ناخب يُدعى ماركوس أنطونيو فاليرو (62 عاماً)، إنه سيصوت لترامب مثلما فعل في عام 2016، وإنه طلب إجازة من عمله للحضور شخصياً والإدلاء بصوته لأنه لا يثق في التصويت عبر البريد.
ورداً على سؤال عن المرشح الذي ستختاره الولاية المتأرجحة، قال فاليرو "إنه سر، لغز… لا أحد يدري كيف سينتهي الأمر".
أجواء متوترة من تايمز سكوير إلى تكساس
يقول الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية وجماعات حقوقية أخرى، إنها تراقب الموقف عن كثب لرصد أي مؤشرات على ترويع الناخبين.
فرع الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية في ولاية جورجيا نشر حوالي 300 محام في نحو 50 "نقطة ساخنة" محتملة على مستوى الولاية، لرصد أي مشاكل في عملية التصويت اليوم.
أندريا يانج، المديرة التنفيذية للاتحاد في جورجيا، قالت "لدينا مراقبو انتخابات لرصد أي ترويع للناخبين". وأضافت "لا ندري ماذا سيحدث بالتحديد لكننا نود أن نكون مستعدين قدر الإمكان".
كما أرسل قسم الحريات المدنية بوزارة العدل الأمريكية أفراداً من العاملين فيه إلى 18 ولاية، خشية أي ترويع أو قمع للناخبين، بما في ذلك بعض المقاطعات المتأرجحة، وفي المدن التي شهدت اضطرابات أهلية هذا العام.
الشرطة وأصحاب متاجر قالوا إنهم يتخذون إجراءات احترازية لحماية الممتلكات، بينما لا تزال ذكريات المظاهرات التي خرجت هذا الصيف للمطالبة بالمساواة بين الأعراق وشابها العنف أحياناً عالقة في الأذهان.