حذفت إدارة النسخة الأوروبية من صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية مقالاً يحمل عنوان "الدين العلماني الخطير في فرنسا"، نُشر السبت 31 أكتوبر/تشرين الأول 2020، ينتقد العلمانية الفرنسية وتحوُّلها إلى وسيلة لتغذية التطرف.
ستيفن براون، رئيس تحرير "بوليتيكو أوروبا"، قال الثلاثاء، إن التقرير تم حذفه لـ"عدم تلبيته معايرنا التحريرية".
المقال كتبه فرهاد خسروخافار، المدير بمدرسة الدراسات العليا في العلوم الاجتماعية، في العاصمة الفرنسية باريس، وجاء فيه أن "العلمانية في فرنسا تطوّرت إلى وسيلة للاضطهاد من قِبل شريحة معينة، وكادت أن تتحول إلى دين مدني".
خسروخافار أضاف أن فرنسا تدفع ثمناً باهظاً لعلمانيتها الأصولية، داخل حدودها وخارجها، موضحاً أن دولاً مثل الدنمارك، حين نُشرت رسوم كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد (ص) لأول مرة "لم تلق مثل ردود الأفعال هذه".
الكاتب برَّر الأمر بأنَّ السبب بسيط، وهو "الشكل المتطرف للعلمانية في فرنسا وتمسكها بالتجديف، الأمر الذي غذَّى التطرف داخل أقليات مهمَّشة".
وبينما تتطلَّب العلمانية الفرنسية من الدولة أن تكون محايدة، وأن تحترم الأديان في المجال العام، شدَّد المقال على أنَّها تحوَّلت اليوم إلى وسيلة لـ"عدم التسامح والاستخدام المفرط للرسوم الكاريكاتورية باسم الحق في التجديف يقوض النقاش العام في نهاية المطاف: فهو يوصم ويهين حتى أكثر المسلمين اعتدالاً أو علمانية".
كما لفت إلى أن تطرّف العلمانية الفرنسية أدّى لـ"تضاعُف عدد الهجمات الجهادية في البلاد".
كانت فرنسا شهدت نشر رسوم كاريكاتيرية مسيئة للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، على واجهات مبانٍ، واعتبرها الرئيس إيمانويل ماكرون "حرية تعبير"، لكن أوضح في لقاء مع قناة الجزيرة، أن بلاده تحتوي الجميع، وأن الرسوم لا تعبّر عن توجه الدولة.
لكنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اعتبر السبت، 31 أكتوبر/تشرين الأول 2020، أن ردود الفعل الغاضبة على قضية الرسوم المسيئة للنبي التي تم نشرها في بلاده، وتصريحاته المتعلقة بها مردّها "أكاذيب"، وأن "الناس فهموا أنه مؤيد لتلك الرسوم".
جاءت تصريحات ماكرون لقناة "الجزيرة"، بعد أيام من غضب عارم اندلع في بلدان عربية وإسلامية، هاجمت باريس على سماحها بنشر رسوم مسيئة لنبي المسلمين، وتسببت في إطلاق حملة واسعة لمقاطعة البضائع الفرنسية.
ماكرون قال إنه "يتفهم مشاعر المسلمين إزاء الرسوم الكاريكاتيرية"، معتبراً أن تلك الرسوم "ليست مشروعاً حكومياً، بل هي منبثقة من صحف حرة ومستقلة غير تابعة للحكومة".
كذلك اعتبر ماكرون أن ردود الأفعال الغاضبة من فرنسا "مردّها أكاذيب وتحريف كلامي، ولأن الناس فهموا أنني مؤيد لهذه الرسوم"، مضيفاً: "هنالك أناس يحرّفون الإسلام وباسم هذا الدين يدّعون الدفاع عنه".
ماكرون أضاف في تصريحاته أن "ما يُمارس باسم الإسلام هو آفة للمسلمين بالعالم، وأكثر من 80% من ضحايا الإرهاب هم من المسلمين".