أدانت كل من روسيا وتركيا عملية الطعن التي وقعت الخميس، 29 أكتوبر/تشرين الأول 2020، في مدينة نيس الفرنسية، في الوقت الذي حذَّر فيه الكرملين مما قال إنها "المخاطر الناجمة عن الإساءة لمشاعر المؤمنين".
وزارة الخارجية التركية أدانت، الخميس، في بيان، بشدة الهجوم المميت الذي وقع في مدينة نيس الفرنسي، مؤكدة تضامنها مع الشعب الفرنسي في مواجهة العنف والإرهاب.
فيما وصفت الرئاسة الروسية عملية الطعن بأنها "مأساة مروعة على الإطلاق".
المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أكد في تصريح للصحفيين أنه "ليس من المقبول الإساءة لمشاعر المؤمنين، ولا قتل الناس، كلا الأمرين غير مقبولين إطلاقاً".
كما أعرب بيسكوف عن قناعته بأن مجلة مثل "شارلي إيبدو" الفرنسية لم تكن ستؤسس في بلده، مشيراً إلى أن روسيا يمكن اعتبارها "دولة إسلامية جزئياً"، وأن عدد المسلمين بين مواطني روسيا يصل إلى 20 مليوناً.
حادثة نيس: كانت الشرطة الفرنسية قد أعلنت في وقت سابق اليوم، مقتل 3 أشخاص وإصابة آخرين بجروح متفاوتة، في هجوم بسكين في محيط كنيسة في مدينة نيس جنوبي البلاد، مشيرة إلى أن واحداً على الأقل من الضحايا قُتل ذبحاً.
عمدة مدينة نيس الفرنسية، كريستيان إستروزي، أكد في تصريح صحفي، أن من بين ضحايا هجوم الطعن الذي استهدف كنيسة نوتردام امرأة قُطع رأسها داخل الكنيسة، وأن المنفذ استمر في ترديد التكبير حتى بعد اعتقاله.
تفاصيل الحادث: من جانبه، قال رئيس البلدية بشكل مقتضب عن تفاصيل الحادث: "يبدو مما ظهر في التحقيقات الأولية للشرطة أن امرأة كانت داخل الكنيسة قطع رأسها، أما باقي الضحايا فلا يمكننا الإدلاء بأي شيء عنهم في الوقت الحالي".
وفي تصريح منفصل، قال رئيس بلدية نيس للصحفيين: "إن المشتبه به في الهجوم ظل يردد "الله أكبر"، حتى بعدما ألقت الشرطة القبض عليه".
في خضمّ تصريحاته قال إستروزي: "طفح الكيل… حان الوقت الآن لكي تتبرأ فرنسا من قوانين السلام من أجل القضاء نهائياً على الفاشية الإسلامية في أراضينا"، كما وصفها.
فيما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصادر في شرطة نيس أن الهجوم وقع في محيط كنيسة "السيدة العذراء" وسط المدينة، عند الساعة التاسعة صباحاً بالتوقيت المحلي، وأشارت إلى أنه تم اعتقال المنفذ، وأنه يجري استجوابه، بعد نقله إلى المستشفى.
وتشهد فرنسا منذ مطلع الشهر حالةً من الاحتقان والتوتر، إثر سلسلة من الأحداث شملت مقتل مدرس على يد شاب شيشاني، لتعرضه للرسول محمد عليه الصلاة والسلام، تبعها نشر رسوم مسيئة للنبي في إحدى الصحف الفرنسية، وتصريحات لرئيس الدولة إيمانويل ماكرون وُصفت بالعدائية، ونالت الرسوم حملة واسعة من الانتقادات ودعوات المقاطعة الشعبية والاقتصادية.