في أول تعليق للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الأربعاء 28 أكتوبر/تشرين الأول 2020، على الرسومات المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، التي نشرتها صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية، قال إن الإساءة للرسل استهانة بقيم دينية رفيعة، مضيفاً أن حرية التعبير يجب أن تتوقف عندما يصل الأمر إلى جرح مشاعر أكثر من مليار ونصف المليار شخص.
أضاف الرئيس السيسي أثناء زيارة لمقر احتفالية وزارة الأوقاف بذكرى المولد النبوي الشريف: "نحترم جميع الرسل ونوقرهم، لأنهم المختارون من قِبل الله". مضيفاً أن "تبرير التطرف تحت ستار الدين هو أبعد ما يكون عن الدين، بل إنه مُحرّم ومُجرّم" وتابع الرئيس قائلاً: "كفى إيذاء لنا".
أضاف السيسي قائلاً: "يا ترى في المليار ونصف المليار مسلم، فيه كام واحد متطرف، 1% مثلاً، يعني 15 مليون إرهابي، تفتكروا ممكن يعملوا إيه؟".
كلمة السيسي جاءت بعد كلمة شيخ الأزهر أحمد الطيب، والتي دعا فيها المجتمع الدولي إلى إقرار تشريع عالمي يُجرّم معاداة المسلمين، كما أعلن إطلاق منصة عالمية للتعريف بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم بلغات متعددة.
تشريع عالمي يُجرّم معاداة المسلمين: شيخ الأزهر عاد للحديث عن الرسوم المسيئة للنبي الكريم، ووصفها بأنها عبث وتهريج وانفلات من كل قيود المسؤولية والالتزام الخلقي والعرف الدولي والقانون العام، كما قال إنها عداء صريح لهذا الدين الحنيف وللنبي صلى الله عليه وسلم.
كما أوضح أحمد الطيب أن الأزهر يرفض وبقوة، وكل دول العالم الإسلامي، هذه البذاءات التي تسيء للمسلمين والإسلام، وقال: "ندعو المجتمع الدولي لإقرار تشريع عالمى يُجرّم معاداة المسلمين، والتفرقة بينهم وبين غيرهم في الحقوق والواجبات، كما ندعو المسلمين في الدول الغربية إلى الاندماج الإيجابي الواعي في هذه المجتمعات".
الطيب أضاف أيضاً أنه على المسلمين أن يتقيدوا بالتزام الطرق السلمية والقانونية والعقلانية في مقاومة خطاب الكراهية، والحصول على حقوقهم المشروعة اقتداء بنبيهم الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.
موجة غضب في العالم الإسلامي: أثارت الرسوم وتصريحات ماكرون موجة غضب في أنحاء العالم الإسلامي، وأُطلقت في معظم الدول الإسلامية والعربية حملات مقاطعة للمنتجات والبضائع الفرنسية.
المغرب: في المغرب تتواصل دعوات نشطاء مغاربة لمقاطعة المنتجات الفرنسية، عقب نشر رسوم مسيئة لنبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، مؤخراً، على واجهات بعض المباني في فرنسا.
وتصدّر وسم (هاشتاغ) "مقاطعة المنتجات الفرنسية" قائمة الترند على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" في المغرب، منذ الجمعة، وتفاعل معه الآلاف، بينهم مثقفون ومفكرون وأكاديميون.
كما غيّر آلاف النشطاء صورَهم الشخصية على موقعي تويتر وفيسبوك وغيرهما، وأضافوا إليها عبارة "إلَّا رسول الله"، في تعبير عن رفض الإساءة للنبي محمد والدين الإسلامي.
تونس: أما في تونس، فتظاهر المئات، الأحد، جنوب شرقي البلاد، منددين بتصريحات للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تدعم إعادة نشر الرسوم المسيئة إلى نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم.
وانضم أردنيون إلى حملة مقاطعة البضائع الفرنسية، رداً على سماح باريس بنشر رسوم مسيئة للنبي محمد، وتصدّر هاشتاغ "#إلا_رسول_الله_يا_فرنسا" قائمة التغريدات الأكثر تداولاً في المملكة، الأحد 25 أكتوبر/تشرين الأول 2020.