نصحت فرنسا مواطنيها المقيمين في عدة دول ذات غالبية من المسلمين أو المسافرين إليها، الثلاثاء 27 أكتوبر/تشرين الأول 2020، بأخذ احتياطات أمنية إضافية بسبب تصاعد موجة الغضب من عرض الرسوم الكاريكاتيرية للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في مدرسة فرنسية.
إذ شدد المسؤولون الفرنسيون على حقهم في عرض الرسوم بعد أن ذبح طالب شيشاني عمره 18 عاماً مدرساً بمدرسة إعدادية لعرضه الصور على تلاميذه في الفصل، فيما شهد عدد من الدول الإسلامية تصريحات تهاجم القيادات الفرنسية وتتهمها بمعاداة الإسلام وتدعو إلى مقاطعة المنتجات الفرنسية.
تحذيرات في أكثر من بلد: فقد نشر الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية الفرنسية، الثلاثاء، نصيحة جديدة للمواطنين في إندونيسيا وبنغلاديش والعراق وموريتانيا بتوخِّي الحذر.
كما أصدرت السفارة الفرنسية في تركيا نصيحة مماثلة لمواطنيها المقيمين في البلاد. وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أشد المنتقدين للحكومة الفرنسية.
فيما قالت التوجيهات الفرنسية إن على المواطنين الفرنسيين الابتعاد عن أي احتجاجات على الرسوم وتحاشي التجمعات الشعبية.
كما أصدرت السفارة الفرنسية في أنقرة، في وقت متأخر الإثنين، تحذيراً للمواطنين الفرنسيين الذين يعيشون في تركيا أو يسافرون إليها، ودعتهم إلى توخِّي "الحذر الشديد" بسبب الوضع "المحلي والدولي" وحثتهم على تجنب أي تجمع أو مظاهرة في الأماكن العامة.
مقاطعة المنتجات الفرنسية: كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دعا الأتراك، الإثنين، إلى عدم شراء البضائع الفرنسية وحثَّ زعماء دول الاتحاد الأوروبي على وضع حد لأجندة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "المعادية للإسلام".
قال أردوغان: "كما يقولون (لا تشتروا البضائع التي تحمل علامات تجارية تركية) في فرنسا، أدعو كل المواطنين من هنا إلى عدم مساعدة العلامات التجارية الفرنسية أبدا أو شرائها".
تعتبر فرنسا هي عاشر أكبر مُصدر إلى تركيا وسابع أكبر سوق للصادرات التركية، وفقاً لمعهد الإحصاءات التركية. وتعد السيارات من بين الواردات الفرنسية الرئيسية وهي من بين الأكثر رواجاً في السوق التركي.
فيما تراجعت أسهم الوحدة التركية لشركة معدات الاتصالات الفرنسية الأمريكية ألكاتل لوسنت بنسبة 10% في بورصة إسطنبول بعد تصريحات أردوغان.
كما قال أردوغان، في تصريحات أدلى بها في خطاب في بداية أسبوع من الفعاليات في تركيا لإحياء ذكرى المولد النبوي: "على الزعماء الأوروبيين الذين لديهم بُعد نظر وأخلاق كسر جدران الخوف". وتابع قائلاً: "عليهم أن يضعوا حداً للأجندة المعادية للإسلام وحملة الكراهية التي يقودها ماكرون".
مواجهة تركية-فرنسية: من جهة أخرى، نهى وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان، الثلاثاء، تركيا عن التدخل في الشؤون الداخلية لبلاده وذلك بعدما دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لمقاطعة بضائع فرنسا، مشيراً إلى أن لرئيسها إيمانويل ماكرون أجندة "معادية للإسلام".
جاءت تصريحات أردوغان، الإثنين، تعبيراً عن غضب بالعالم الإسلامي من صور نُشرت في فرنسا للنبي محمد عليه الصلاة والسلام ويراها المسلمون مسيئة. وشكك أردوغان أيضاً في صحة ماكرون العقلية، مما دفع باريس لاستدعاء سفيرها في أنقرة.
قال دارمانان لإذاعة إنتر فرانس: "من الطبيعي أن يشعر كل واحد منا بالصدمة حين تتدخل قوى أجنبية فيما يجري بفرنسا"، مضيفاً أنه يشير إلى تركيا وإلى باكستان، حيث وافق البرلمان على قرار يحث الحكومة على استدعاء مبعوثها من باريس. وأضاف دارمانان: "يجب ألا تتدخل تركيا في الشؤون الداخلية لفرنسا".