دعا عشرات البرلمانيين الأمريكيين، الأربعاء 21 أكتوبر/تشرين الأول 2020، إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى مقاطعة قمة مجموعة العشرين المقرر عقدها في العاصمة السعودية الرياض أواخر شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، إذا لم تتخذ الرياض بشكل فوري إجراءات لتحسين سجلها في مجال حقوق الإنسان.
تأتي هذه الرسالة بعد عريضة وقّعها 65 نائباً أوروبياً وطالبوا فيها الاتّحاد الأوروبي بعدم المشاركة في قمّة الرياض التي ستعقد عبر الفيديو يومي 21 و22 تشرين الثاني/نوفمبر، أو على الأقلّ بخفض تمثيله في القمّة، معلّلين طلبهم بأنّ "انتهاكات سافرة لحقوق الإنسان تُرتكب" في المملكة.
المطالبة بإصلاحات فورية: وكالة الأنباء الفرنسية أوضحت أن أعضاء الكونغرس الأمريكي الـ45 قالوا في رسالتهم إلى وزير الخارجية مايك بومبيو إنّه "بصفتها رائدة عالمية في الديمقراطية ومروّجة لحقوق الإنسان، يتعيّن على حكومتنا أن تطالب بتغييرات جذرية في سجلّ المملكة العربية السعودية السيّئ" في مجال حقوق الإنسان.
كما أكد أعضاء الكونغرس في رسالتهم أنه إذا لم تتّخذ الحكومة السعودية إجراءات فورية لمعالجة هذا السجل، فعلينا الانسحاب من قمّة مجموعة العشرين والتعهّد بجعل إصلاحات حقوق الإنسان شرطاً لجميع التعاملات المستقبلية مع الحكومة السعودية.
بينما لم تعلّق الإدارة الأمريكية ولا الحكومة السعودية في الحال على دعوة هؤلاء البرلمانيين.
رسالة أوروبية سابقة: قبل ذلك وقّع 65 نائباً أوروبياً عريضة تطالب الاتحاد الأوروبي بخفض تمثيله في قمة مجموعة العشرين المقررة الشهر المقبل في الرياض، وذلك على خلفية مخاوف مرتبطة بانتهاك حقوق الإنسان في المملكة، وفق وثيقة نُشرت الإثنين 19 أكتوبر/تشرين الأول، حيث وصفت بأنها "أعنف رسالة سياسية إلى الآن" يوجّهها المجلس إلى المملكة.
تأتي العريضة الموقّعة من النواب الأوروبيين، عقب توصية واسعة النطاق صدرت في وقت سابق من الشهر الحالي تطالب بخفض التمثيل في قمة الرياض، وذلك من أجل "تجنّب إضفاء شرعية على حكومة ترتكب انتهاكات فاضحة لحقوق الإنسان عبر السماح لها باستضافة واحد من أبرز اجتماعات القمة في العالم".
ماذا يعني خفض التمثيل؟ من شأن خفض التمثيل في القمة أن يحولَ دون مشاركة رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال في القمة التي ستعقد عبر الفيديو، في حال قررا الاستجابة لمناشدة النواب.
كما جاء في الرسالة الموجّهة إلى ميشال وفون دير لايين: "يجب ألا نضفي شرعية على استضافة حكومة ترتكب انتهاكات سافرة لحقوق الإنسان لأحد أهم اجتماعات القمة في العالم".
تابعت الرسالة: "نناشدكم أن تعيدوا النظر في مشاركتكم في قمة مجموعة العشرين هذا العام، وأن تنظروا في عدم المشاركة، وإلا الاستعاضة عنها بخفض مشاركة الاتحاد الأوروبي إلى مستوى وفد رسمي رفيع".
من شأن اتّخاذ الاتحاد الأوروبي قراراً بخفض مستوى تمثيله في القمة أن يشكّل إحراجاً كبيراً للرياض في حدث يعتبر الأبرز على مستوى الدبلوماسية الدولية.