كشف تقرير نشره موقع Axios الأمريكي، الأربعاء 21 أكتوبر/تشرين الأول 2020، أن إسرائيل تمارس جهوداً دبلوماسية سرية في البحرين منذ أكثر من عقد، من خلال شركة واجهة وهمية مدرجة كشركة استشارات تجارية.
كذلك أشار التقرير إلى أن وجود البعثة الدبلوماسية السرية في العاصمة البحرينية المنامة يُظهر عمق العلاقة السرية التي خرجت إلى العلن مع احتفالية أقيمت بالبيت الأبيض في سبتمبر/أيلول 2020.
حيث ظل وجود المكتب الدبلوماسي السري خاضعاً لطيّ الكتمان من قِبل الحكومة الإسرائيلية لمدة 11 عاماً، لكن ظهر تقرير قصير عنه في أخبار القناة 11 الإسرائيلية في الأيام القليلة الماضية، حيث كشف العديد من التفاصيل.
مفاوضات بين البحرين وإسرائيل
التقرير أشار إلى أن المفاوضات بدأت حول مهمة دبلوماسية سرية محتملة في الفترة بين عامي 2007 و2008، من خلال سلسلة من الاجتماعات السرية بين تسيبي ليفني، وزيرة الخارجية الإسرائيلية آنذاك، ونظيرها البحريني خالد بن أحمد آل خليفة.
حيث قال مسؤولون إسرائيليون، إن علاقتهما الوثيقة، إلى جانب قرار قطر، الخصم الإقليمي للبحرين، إنهاء مهمة البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية في الدوحة، أقنعت البحرينيين بالموافقة على افتتاح بعثة إسرائيلية سرية في المنامة.
كذلك قال التقرير، إنه في 13 يوليو/تموز 2009، جرى تسجيل مؤسسة باسم "مركز التنمية الدولية" في البحرين، وكانت واجهة وهمية، توفر غطاءً للبعثة الدبلوماسية الإسرائيلية، ووفقاً للسجلات العامة البحرينية، قدَّمت الشركة خدمات التسويق والترويج التجاري والاستثمار.
خدمات استشارية للشركات الغربية
إضافة إلى ذلك فقد غيّرت الشركةُ الواجهةُ اسمها في عام 2013. ووفقاً لموقع الشركة الإلكتروني، فإنها تقدم خدمات استشارية للشركات الغربية المهتمة بالاستثمارات غير النفطية بالخليج، خاصة في مجالات التكنولوجيا الطبية والطاقة المتجددة والأمن الغذائي وتكنولوجيا المعلومات.
إلى جانب أن الشركة الواجهة كانت في الواقع توظف نوعاً محدداً جداً من الموظفين، ألا وهم دبلوماسيون إسرائيليون يحملون جنسية مزدوجة، وأحد المساهمين المدرجين في السجلات العامة هو بريت جوناثان ميلر، وهو مواطن جنوب إفريقي عُيِّن في عام 2013 قنصلاً عاماً لإسرائيل في مومباي.
لكن في عام 2018 عينت الشركة رئيساً تنفيذياً جديداً، وهو مواطن أمريكي لا يمكن الكشف عن اسمه. استُبدل مؤخراً بدبلوماسي إسرائيلي آخر يحمل جنسية مزدوجة، فيما حظي كل الدبلوماسيين الإسرائيليين بقصص تغطية تحمي حقيقة وجودهم، مدعومة بملفات شخصية غير مُقنعة متاحة على موقع Linkedin.
التقرير كشف أنه كانت هناك مجموعة صغيرة من المسؤولين البحرينيين على علم بالمهمة السرية، فيما روَّجت البعثة السرية بالفعل لمئات الصفقات التجارية التي أبرمتها الشركات الإسرائيلية في البحرين. كما عمِلت كقناة اتصالات سرية للحكومة الإسرائيلية.
جدير بالذكر أنه وبعد دقائق من التوقيع على بيان مشترك بشأن إقامة علاقات دبلوماسية، يوم الأحد 18 أكتوبر/تشرين الأول 2020، في المنامة، سلَّم مسؤول إسرائيلي إلى وزير الخارجية البحريني مذكرة مرفقة بطلب فتح سفارة إسرائيلية حقيقية في المنامة.
حيث يقول المسؤولون الإسرائيليون، إن البنية التحتية موجودة بالفعل إلى حد كبير، بفضل المهمة السرية. وقال أحدهم لموقع Axios: "كل ما علينا فعله هو تغيير اللافتة على الباب".