أعلن ضابط رفيع بالجيش السوداني، الثلاثاء 20 أكتوبر/تشرين الأول 2020، "إحباط محاولة انقلاب" جرت الأسبوع الماضي، بتدبير من ضباط متقاعدين وعناصر من "قوات الدفاع الشعبي"، للاستيلاء على السلطة. فيما لم يصدر إعلان رسمي من السلطات عن هذه المحاولة الانقلابية.
تفاصيل "المحاولة الانقلابية": إذ أوضح الضابط، لـ"الأناضول"، طالباً عدم الكشف عن هويته؛ لكونه غير مخول له التصريح للإعلام، أن "المحاولة الانقلابية جرت بقيادة العميد ركن معاش (متقاعد)، محمد إبراهيم عبدالجليل، الشهير بـ(ود إبراهيم)".
بحسب المصدر، فإن "ود إبراهيم" دبَّر محاولة الانقلاب مع "عدد من الضباط المعاشيِّين، وعناصر من قوات الدفاع الشعبي، والمجاهدين السابقين". وأكد اعتقال عدد (لم يحدده) من الضباط، لكنهم "ليسوا من الرؤوس الكبيرة التي خططت للانقلاب"، دون تفاصيل أخرى عن هؤلاء.
كما أوضح أن المجموعة التي حاولت الانقلاب "راهنت على الرأي العام والشارع، وحماسة كتائب الدفاع الشعبي والمجاهدين السابقين؛ بسبب الأوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية المعقدة".
تابع المصدر أن "انقلاباً بالوكالة (لم يحدد جهة معينة) لن ينجح ما لم يؤمِّن العتاد الكافي"، معتبراً أنها "لا تشبه المحاولات الانقلابية في تاريخ السودان من حيث التدابير والخطط لتسلُّم السلطة"، في إشارة إلى ضعفها.
فيما أشار إلى أن "الجيش لن يقبل أي محاولة انقلابية، كل جهة تريد أن تحقق أهدافها بالانقلاب، مكشوفةٌ ومعروفةٌ لدينا"، دون أن يذكر أياً منها. وأضاف: "حتى لو تم الانقلاب فلن يجد اعترافاً من المجتمع الدولي، وسيواجه مُدبِّروه ومُنفِّذوه مقاطعة شاملة من دول الجوار".
إحباط محاولات سابقة: في 12 يوليو/تموز 2019، أعلن المجلس العسكري الانتقالي إحباط محاولة انقلاب فاشلة بالبلاد، والتحفظ على قائدها، وضُبط على أثرها 7 ضباط في الخدمة و5 آخرون متقاعدون، و4 ضباط صف، بينهم قائد محاولة الانقلاب.
في يونيو/حزيران من العام الماضي، أعلن المتحدث باسم المجلس العسكري (المحلول) شمس الدين الكباشي، إفشال محاولتي انقلاب، شارك فيها عدد من الضباط وآخرون متقاعدون، ومجموعات سياسية.
إذ قال وقتها رئيس أركان القوات المسلحة الفريق أول ركن هاشم عبدالمطلب أحمد بابكر، في بيان، إن التحرك لم يصل إلى مرحلة المحاولة الانقلابية، وتم إحباطه في مهده.
أضاف البيان: "هناك إجراءات قانونية وفق النظم واللوائح العسكرية، وتحقيقات جارية حوله".
"قوات الدفاع الشعبي": أسسها الرئيس المعزول عمر البشير، بعد أشهر من تسلُّمه السلطة في انقلاب 1989، ويقدَّر عدد عناصرها بـ30 ألفاً. وبعد عزل البشير خيَّرت قيادة الجيش أفرادها بين الاستمرار في الخدمة تحت إمرتها أو التسريح وتسلُّم مستحقاتهم.
أما المجاهدون السابقون فقد شاركوا في الحروب الأهلية الداخلية بجنوب السودان قبل الانفصال عام 2011، وفي ولايات دارفور (غرب) والنيل الأزرق (جنوب شرق) وجنوب كردفان (جنوب).