الشائعات تُبعد الأمريكيين عن لقاحات الإنفلونزا.. دراسة: يعتقدون أنها تزيد من خطر الإصابة بكورونا وتؤدي للوفاة

عربي بوست
تم النشر: 2020/10/17 الساعة 17:13 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/10/17 الساعة 17:14 بتوقيت غرينتش
فيروس كورونا في أمريكا /رويترز

أصبحت الأخبار الزائفة التي تنتشر بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، أبرز ما يهدد جهود مسؤولي الصحة في الولايات المتحدة من أجل حث السكان على تلقي اللقاح المضاد للإنفونزا؛ لتخفيف الضغط خلال الشتاء عن المستشفيات المنشغلة أساساً بمكافحة كوفيد-19.

حسب تقرير لوكالة "أ.ف.ب" الفرنسية، السبت 17 أكتوبر/تشرين الأول 2020، فإن معلومات مضللة تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصاً تلك التي تشير إلى أنَّ تلقي لقاح الإنفلونزا يزيد من خطر الإصابة بكورونا المستجد أو قد يؤدي إلى ظهور نتيجة إيجابية بفحص كوفيد-19.

دراسة تؤكد ذلك: ويشير ادعاء مضلل تم تداوله على فيسبوك وإنستغرام، إلى أن تلقّي لقاح الإنفلونزا يزيد احتمال الإصابة بكوفيد-19 بنسبة 36%، فيما يشير آخر انتشر على إنستغرام، إلى أن لقاح الإنفلونزا الذي تنتجه شركة "سانوفي" ويسمى "فلوزون"، مميت أكثر بـ2.4 مرة من كوفيد-19.

إذ توصلت دراسة أجرتها جامعة ميشيغان، إلى أنَّ ولي أمر من كل ثلاثة قرر التخلي عن إعطاء أبنائه لقاح الإنفلونزا هذا العام، حيث أرجع آباء وأمهاتٌ السبب إلى معلومات مضللة، من ضمنها تلك التي تشير إلى أنه غير فعال.

في هذا السياق، قالت سارة كلارك، وهي أخصائية لدى مركز ميشيغان الطبي للأبحاث وتقييم صحة الأطفال، والتي أشرفت على الدراسة، إن "لدى مقدمي الرعاية الأولية دوراً مهماً حقاً، عليهم القيام به في موسم الإنفلونزا الحالي".

وأضافت: "عليهم إيصال رسالة واضحة وقوية للآباء بشأن أهمية لقاح الإنفلونزا".

لكن مع ارتفاع عدد الإصابات اليومية بكوفيد-19 إلى مستويات قياسية في عدة ولايات أمريكية، تشكل المعلومات المضللة حاجزاً في طريق تطعيم السكان.

روايات متعددة: من جهتها، أفادت جانين غايدري، الأستاذة المساعدة في جامعة فيرجينيا كومونويلث، التي تدرس الرسائل الصحية المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي، بأن "هناك كثيراً من المعلومات المضللة المرتبطة بكوفيد، وأعتقد أنها تمتد كذلك إلى الإنفلونزا".

وتتفق الباحثة في المعلومات المضللة وطالبة الدكتوراه بجامعة جونز هوبكنز، أميليا جيميسون، مع هذه الرؤية وتقول: "باتت الإنفلونزا جزءاً من الروايات التي نشهدها عن فيروس كورونا المستجد".

تعثر اللقاحات في 2020: إذ تفيد مراكز الولايات المتحدة للسيطرة على الأمراض بأن 49.2% فقط من الناس تلقوا لقاح الإنفلونزا في موسم 2018-2019.

وفضلاً عن المعلومات المضللة، تسببت الإجراءات الرامية إلى احتواء تفشي كوفيد-19 في خفض الزيارات الوقائية الشخصية للعيادات، والتي يتلقى كثيرون خلالها اللقاح. كما توقفت جرعات لقاح الإنفلونزا التي عادةً ما توفرها جهات العمل والكنائس والمدارس.

بقي ملايين الأمريكيين دون تأمين صحي؛ إثر ارتفاع عدد العاطلين عن العمل، من جرّاء التداعيات الاقتصادية للوباء، ما يعني أن الولايات ستضطر إلى تحمُّل تكاليف اللقاحات عن مزيد من المرضى.

وبينما بإمكان فاعلية لقاح الإنفلونزا أن تتبدَّل بناء على مسألة ما إذا كانت سلالة الإنفلونزا المنتشرة تتطابق مع تلك التي يحملها اللقاح، قالت مراكز السيطرة على الأمراض إنها تجنّب ملايين الإصابات كل عام.

وتوصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بتطعيم جميع الأطفال الذين تتجاوز أعمارهم ستة أشهر.

وقالت الخبيرة في لقاحات الإنفلونزا لدى مركز "كولومبيا البريطانية" للسيطرة على الأمراض، دانوتا سكورونسكي: "لم نرَ أي رابط في أوساط الأطفال أو البالغين بين تلقي لقاح الإنفلونزا و(زيادة) خطر فيروس كورونا المستجد".

 رد وسائل التواصل الاجتماعي: بينما تترك وسائل التواصل الاجتماعي الإمكانية لانتشار المعلومات المضللة فيها، تتحرّك في الوقت ذاته لنشر إرشادات يمكن الوثوق بها بشأن اللقاحات.

فيسبوك أعلن هذا الأسبوع، أنه سيبدأ توجيه المستخدمين في الولايات المتحدة إلى معلومات بشأن الأماكن التي سيتعيّن عليهم التوجه إليها للحصول على تطعيم من الإنفلونزا، وتعهّد برفض الإعلانات التي تحض على عدم تلقي اللقاحات.

قبل الوباء، وضع كل من تويتر وبنتيريست سياسات لإعادة توجيه عمليات البحث التي تتم باستخدام كلمات مفتاحية معينة تتعلق باللقاحات إلى منظمات الصحة العامة.

لكن آدم دان، مدير نظم المعلومات المرتبطة بالطب الحيوي والصحة الرقمية في جامعة سيدني، أشار إلى أن ذلك غير كافٍ.

كما قال إن الأساليب التي تم تطويرها لتشجيع انخراط المستخدمين على وسائل التواصل الاجتماعي، "يمكن أن تُستخدم بطريقةٍ أكثر حكمة، لإرشاد الناس إلى المعلومات ذات المصداقية والمبنية على الأدلة".

وطالب أيضاً بإنشاء مزيد من "المجتمعات المدافعة عن اللقاحات الصادقة والمتوائمة مع تنوع وجهات النظر حول العالم".

أما الأستاذة المساعدة في كلية برديو للتمريض لبي رتشاردز، فقالت إن الحصول "على لقاح الإنفلونزا أهم من أي وقت مضى، هذا العام"، محذِّرةً من أن حالات الإصابة الأشد بكوفيد-19 والإنفلونزا تتطلب المعدات نفسها لإنقاذ حياة المصابين.

إذ شددت على أنَّ "تلقي لقاح الإنفلونزا لن يوفر حماية صحية شخصية فحسب، بل سيساعد كذلك في تخفيف عبء الأمراض التنفسية عن منظومتنا الصحية المضغوطة أساساً".

وشجّعت رتشاردز الناس على أخذ وقتهم للتأكد من صحة المعلومات.

وقالت إن "هناك عديداً من الأساطير المرتبطة بلقاح الإنفلونزا التي يمكن دحضها بوضوح، بقليل من القراءة".

تحميل المزيد