في جريمة بشعة هزت الأردن وتابعها ملك البلاد عبدالله الثاني، مساء الثلاثاء 13 أكتوبر/تشرين الأول 2020، أقدم مجموعة من الأشخاص على بتر يدي فتى أردني يبلغ من العمر 16 عاماً وفَقْء عينيه، في مدينة الزرقاء شرق العاصمة عمان، ثأراً من والده، إثر جريمة قتل سابقة.
تفاصيل الجريمة: وسائل إعلام محلية قالت، نقلاً عن مصدر أمني، إن بلاغ ورد إلى غرفة العمليات يفيد بوجود شخص مبتور اليدين في منطقة الشرق بمحافظة الزرقاء وملقى بالشارع العام.
فيما هرعت القوات الأمنية للمكان، وعند الوصول للموقع تبين أنه حدث يبلغ من العمر 16 عاماً، ويعاني من بتر في يديه الاثنتين، وفقء عينيه الاثنتين على إثر جريمة قتل سابقة في مخيم الزرقاء.
فيما تم إسعاف الفتى إلى مستشفى الزرقاء الحكومي من قبل الدفاع المدني، وهو في حالة الإصابة سيئة فيما بدأت السلطات تحقيقاتها للوقوف على ملابسات القضية وإلقاء القبض على الجاني.
أما المجني عليه فقال، وفقاً للناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام الأردنية، إن مجموعة من الأشخاص وعلى إثر جريمة قتل سابقة قام بها أحد أقاربه اعترض مجموعة من الأشخاص طريقه واصطحبوه إلى منطقة خالية من السكان وقاموا بالاعتداء عليه بالضرب والأدوات الحادة، فيما تم إلقاء القبض على مرتكبي الجريمة.
تفاعل على تويتر: جريمة الزرقاء أحدثت ضجة واسعة في الأردن، وانتشر فيديو الجريمة بشكل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، وتعتذر عربي بوست عن نشره نظراً لبشاعة المشهد فيه، كما أصدرت السلطات الأردنية قراراً عاجلاً يمنع تداول المقطع وفقاً لما تداولته وسائل إعلام محلية.
وتفاعل الناشطون على وسائل التواصل مبدين صدمتهم من الجريمة، فيما طالب بعضهم بتنفيذ حكم "الإعدام" بحق مرتكبي الجريمة البشعة. المغردة الأردنية روعة قالت: "ما بعرف شو بدي أحكي، بس حتى ما قدرت أعرف القصة بدون ما اتأثر وأبكي، عنجد شي بيحرق القلب، يعني معقول يلي عمل هيك إنسان! مستحيل يكون هيك هاد حجر حيوان أي شي بس مستحيل يكون بشر، كيف طاوعو قلبو يعمل هيك بطفل عمره 16 سنة، بس ما إلو ذنب بشي! هاد لازم يموت حرق هو و هيك أشكال".
فيما كتب الصحفي خير الدين الجابري: "عاجز منذ ساعات عن الكلام أو وصف مشاعري، والله، كعجز ذاك الطفل الجالس على الرصيف مفقوء العينين ودامي الساعدين المبتورين.. عاجزون، لا حول لنا ولا قوة والله، في هذه الغابة الضائعة التي يأكل القوي فيها الضعيف دون رادع".
أما الإعلامية العربية علا الفارس فتساءلت في تغريدة قائلة: "إن صحت الرواية أن مرتكبي جريمة الزرقاء أصحاب سوابق ومن شملهم العفو العام يوماً، أوجه سؤالاً بريئاً.. كيف يُسجن العاقل والمثقف على إبداء وجهة نظر مختلفة بتهم دخيلة علينا؟ ويطلق سراح أصحاب الجنايات والفكر الإجرامي والقيود والسوابق خريجي السجون؟".
فيما قال المغرد نايف: "من أمِن العقوبة أساء الأدب.. يعني بالله هذا قانون عقوبات عادل؟ الولد ضاع مستقبله وراح يضل طول عمره هيك لا يقدر يدرس ولا يشتغل ولا أي شيء، غير نفسيته اللي صارت تحت الصفر.. واللي سوا فيه هيك ماكل شارب نايم ع حساب الدولة ومو فارقة معه، لأنه بالأخير راح يطلع ولا كأنه في شي".
الملك يتابع: كما أفادت وسائل إعلام محلية بأن ملك البلاد عبدالله الثاني تابع تفاصيل العملية الأمنية التي نفذها الأمن العام للقبض على الأشخاص الذين ارتكبوا جريمة الزرقاء.
كما أكد الملك ضرورة اتخاذ أشد الإجراءات القانونية بحق المجرمين الذين يرتكبون جرائم تروّع المجتمع، لافتاً إلى أهمية أن ينعم المواطنون بالأمن والاستقرار، ووجه الملك أوامر بتوفير العلاج اللازم لفتى تعرض لجريمة بشعة في محافظة الزرقاء.
كما أمر بإحاطة الفتى البالغ من العمر 16 عاماً العناية الصحية اللازمة، عقب الاعتداء عليه.