مهاجرون مُشردون ينامون بطرقات دبي.. أزمة التوظيف حرمتهم أعمالهم وألقت بهم إلى الشوارع

تشهد دبي ارتفاعاً نادراً في حالات التشرّد، في ظل لجوء العمال المهاجرين الذين تسببت جائحة كورونا في خسارة وظائفهم، إلى النوم في الحدائق أسفل ناطحات السحاب المبهرة، ليواجهوا ظروفاً حياتية صعبة وحدهم.

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/10/12 الساعة 10:20 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/10/12 الساعة 10:38 بتوقيت غرينتش
عمال مهاجرون يعانون في دبي بعد فقدان وظائفهم - رويترز

تشهد دبي ارتفاعاً نادراً في حالات التشرّد، في ظل لجوء العمال المهاجرين الذين تسببت جائحة كورونا في خسارة وظائفهم، إلى النوم في الحدائق أسفل ناطحات السحاب المبهرة، ليواجهوا ظروفاً حياتية صعبة وحدهم. 

مهاجرون بلا مأوى: صحيفة The Telegraph البريطانية، ذكرت الجمعة 9 أكتوبر/تشرين الأول 2020، أن عمال الياقات الزرقاء (أصحاب العمل اليدوي) من آسيا وإفريقيا، قالوا إنهم عالقون بعد خسارتهم وظائفهم ونفاد أموالهم، وإنهم لا يستطيعون العودة إلى أوطانهم.

زعم العمال المهاجرون الذين تحدثوا إلى الصحيفة أنهم تُركوا بلا مأوى بعد فقدانهم وظائفهم في ظل الظروف الصعبة التي يواجهها الاقتصاد.

تشير الصحيفة إلى أن كثيرين تجمّعوا بعد فقدانهم وظائفهم وانتهاء صلاحية تأشيراتهم في حدائق منطقة السطوة الفقيرة في دبي، مناشدين المساعدة في إعادتهم إلى الوطن.

كانت وظائف الياقات البيضاء (أصحاب الوظائف الإدارية) قد تأثرت بظروف الجائحة في الإمارات أيضاً، حيث عاد العديد من المغتربين البريطانيين إلى بلادهم منذ بدأ فيروس كورونا.

في هذا السياق، أشارت مؤسسة أكسفورد إيكونوميكس، إحدى مؤسسات التوقعات في المملكة المتحدة، إلى أن 900 ألف وظيفة مهددة بين سكان يقل عددهم عن 10 ملايين نسمة.

أجور قليلة: والعمال المهاجرون من أصحاب العمل اليدوي القادمون من البلدان الفقيرة، يتقاضون أجوراً منخفضة ويعملون ساعات طويلة، وغالباً ما يعيشون في شقق سكنية ضيقة تتحول إلى بؤر لفيروس كورونا.

من هؤلاء سوسيل كومارا، أحد السريلانكيين في حديقة السطوة الذين ينتظرون إعادتهم إلى بلدهم، الذي كان يعمل "ساعياً" بشركة في دبي لمدة خمس سنوات قبل أن يفقد وظيفته في يوليو/تموز 2020، وبعد انتهاء مدة تأشيرة إقامته ومسكنه، انضم إلى آخرين في الحديقة قبل أسبوعين.

ينام مهاجر آخر، هو مصمم الغرافيك بوذيما إيغالا، على مرتبة متسخة في الحديقة مع رجلين آخرين منذ أيام، وقد جاء إلى دبي بحثاً عن عمل بتأشيرة سياحية مدتها ثلاثة أشهر جددها مرتين قبل أن تنفد أمواله.

وعلى الرغم من أن الإمارات عرضت عفواً عن الغرامات الباهظة المفروضة على تجاوز مدة الإقامة، لا يتمكن كثيرون من تحمّل تكاليف تذاكر الطيران أو رسوم الخروج.

كما أنه وفي ظل تواني السفارات والسلطات، يُعوَّل على الجهات المانحة من القطاع الخاص في تقديم تذاكر الطيران، فيما تصحب شرطة دبي آخرين إلى معسكرات الإقامة المؤقتة، إذا وُجد بها مكان.

تشير الصحيفة البريطانية إلى أنه عند الاتصال بالمكتب الإعلامي لحكومة دبي، لم يجب عن أسئلة متعلقة بترك العمال المهاجرين دون مأوى، لكنه قال إنهم "يقدمون مساعدات كبيرة" للعمال العاطلين عن العمل، وشرطة دبي تساعد في توفير أماكن إقامة طارئة.

يُذكر أن أكثر من 480 ألف هندي و60 ألف باكستاني و40 ألف فلبيني أعيدوا إلى أوطانهم منذ بدء تفشي المرض، وفقاً لقنصلياتهم

غير أنه لا توجد تقديرات موثوقة عن عدد العمال المهاجرين العاطلين عن العمل، لكن القنصلية الفلبينية في دبي تقول إن نحو 30 ألف فلبيني فقدوا وظائفهم، لكن آخرين كثر ظلوا في الإمارات على أساس "لا أجر بغير عمل" في الشركات التي يعملون بها.

تحميل المزيد