أعلن الديوان الملكي في الأردن، الأربعاء 7 أكتوبر/تشرين الأول 2020، أن العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، كلف الدبلوماسي المخضرم بشر الخصاونة تشكيل حكومة جديدة، بعد أيام من قبوله استقالة رئيس الوزراء السابق عمر الرزاز.
وكان الملك قد أعلن حل البرلمان مع انتهاء فترته التي استمرت أربع سنوات، في خطوة تستوجب طبقاً للدستور استقالة الحكومة بغضون أسبوع.
تكليف ملكي: وقال العاهل الأردني، في كتاب تكليف رئيس الحكومة الجديدة، إنه "بعد استقالة حكومة دولة الدكتور عمر الرزاز، فإنني أعهد إليك برئاسة وتشكيل حكومة جديدة، على أن تضم قيادات كفؤة ومتميزة، قادرة على حمل المسؤولية الموكولة إليها بموجب الدستور".
كما أشاد الملك عبدالله بمؤهلات الدبلوماسي المخضرم، الذي وصفه بـ"الرجل الوطني، النزيه والكفء، وصاحب رؤية وإنجاز في جميع مواقع المسؤولية التي تبوأتها في مختلف مؤسسات الدولة، وما نتج عنها من خبرات كبيرة خلال خدمته الممتدة في الدولة منذ عقود".
وأبدى ثقته بكونه سيكون "على قدر الأمانة والمسؤولية الوطنية الكبيرة الملقاة على عاتقك".
جاء في رسالة التكليف أيضاً، إشارة العاهل الأردني إلى الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد والعالم، بسبب تداعيات انتشار فيروس كورونا المستجد، وما يرتبط به من تحديات اقتصادية وصحية.
وشدد على أن قطاع التأمين الصحي، والتغطية الاجتماعية الشاملة، إضافة إلى الزراعة، تعتبر من أهم التحديات التي تنتظره في ترؤسه للحكومة الجديدة.
من هو الخصاونة؟ نشرت صحيفة "الغد" الأردنية، الأربعاء، السيرة الذاتية لرئيس الوزراء المكلف، والتي عرضت فيها مسرته الحافلو سواء العلمية منها أو العملية.
فالخصاونة ولد سنة 1969، وهو متزوج وله من الأبناء ثلاثة
بخصوص مؤهله العلمي، فقد حصل على دكتوراه في القانون لندن سكول اوف ايكونومكس لندن، ماجستير في العلاقات الدولية والدبلوماسية والاقتصاد كلية سواس جامعة لندن، ماجستير في القانون الدولي سكول اوف ايكونومكس لندن، ودبلوم تنفيذي في الإدارة العامة كلية جون اف كينيدي جامعة هارفرد، بالإضافة إلى عدد من الشهادات الجامعية الأخرى.
أما بخصوص أهم المناصب التي شغلها، فتتمثل في شغله منصب مستشار الملك للسياسات 18/ 8 / 2020، ثم مستشار الملك للاتصال والتنسيق 2019-2020،كما شغل مهمة مندوب الأردن الدائم في منظمة اليونسكو 2018-2019، وسفير المملكة الأردنية الهاشمية لدى فرنسا 2018 -2019، ووزير دولة للشؤون الخارجية 2016-2017، ثم سفير المملكة الأردنية الهاشمية لدى جمهورية مصر العربية 6/6/2012-28/9/2016
تمهيداً للانتخابات: السبت 3 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قبِل الملك الأردني استقالة رئيس الوزراء عمر الرزاز، لكنه طلب منه الاستمرار قائماً بأعمال رئيس الوزراء إلى حين اختيار خلف له، للإشراف على الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في العاشر من نوفمبر/تشرين الثاني.
وسوف يمهد تشكيل حكومة جديدةٍ الطريق أمام الانتخابات في نوفمبر/تشرين الثاني، في وقت شهد فيه الأردن انتشاراً سريعاً لمرض كوفيد-19 خلال الشهر الماضي؛ وهو ما تسبب في توجيه انتقادات واسعة للحكومة السابقة.
كان الملك عبدالله قد عيّن رئيس الوزراء عمر الرزاز، في صيف عام 2018؛ لاحتواء أكبر احتجاجات منذ سنوات، على زيادة الضرائب التي فُرضت بناءً على توصية صندوق النقد الدولي لخفض الدين العام الكبير للأردن.
دروس كورونا: وقال العاهل الأردني للرزاز، في رسالة قبِل فيها استقالته، إن هناك أخطاء حدثت في التعامل مع وباء كورونا، مردداً مخاوف طبية من أن نظام الرعاية الصحية في المملكة قد يكون على شفا الانهيار إذا خرج تفشي العدوى عن السيطرة.
وأضاف الملك عبدالله في رسالته: "على الرغم مما بذلته الحكومة من جهود في وضع الخطط والبرامج، ومساعيها الكبيرة في تنفيذ الأولويات، فإنه من الضرورة بمكان، أخذ العبر والاستفادة من كل الدروس والأخطاء، التي اعترضت بعض الاجتهادات في التعامل مع كورونا، باعتباره تحدياً لم يواجه العالم له مثيلاً منذ عقود".
ويأمل العاهل الأردني أن يؤدي إجراء تغيير كبير وانتخاب برلمان جديد، إلى تخفيف الغضب الشعبي الناجم عن المصاعب الاقتصادية التي تفاقمت بفعل جائحة كورونا والقيود التي فُرضت على الحريات السياسية والمدنية بموجب قوانين الطوارئ.