قالت صحيفة The New York Times الأمريكية، الأربعاء 7 أكتوبر/تشرين الأول 2020، إن البيت الأبيض الذي استيقظ فيه الرئيس ترامب صباح الثلاثاء بعد عودته من المستشفى العسكري الذي نُقل إليه بعد إصابته بكورونا، كان في حالة فوضى عارمة، حتى بمعايير الفوضى في عهد ترامب.
حالة استنفار بالجناح الغربي: قال مساعدون إن صوت الرئيس أصبح أقوى بعد عودته من المستشفى مساء يوم الإثنين 5 أكتوبر/تشرين الأول، لكنه يظهر في بعض الأحيان كأنه يحاول التقاط الهواء.
أما الجناح الغربي فأصبح شبه خالٍ بعد مغادرة المستشارين، الذين إما أصيبوا بفيروس كورونا وإما طُلب منهم العمل من المنزل.
فيما كان الموظفون في مقر الإقامة بالبيت الأبيض يرتدون معدات حماية شخصية كاملة، من الزي الأصفر والكمامات الجراحية إلى أغطية العين الواقية غير القابلة لإعادة الاستخدام.
هذا وأثبتت الفحوصات إصابة أربعة مسؤولين آخرين في البيت الأبيض، منهم ستيفن ميلر كبير مستشاري ترامب، وهو ما يرفع عدد الأشخاص المصابين بالفيروس في البيت الأبيض أو المقربين من الرئيس إلى 14 شخصاً.
محاولات لإخفاء التوتر: غير أن بعض المساعدين حاولوا إظهار الثقة، إذ قالت أليسا فرح، مديرة الاتصالات بالبيت الأبيض، في مقابلة على قناة فوكس نيوز: "نشعر بالراحة ونحن نعمل هنا، من ما يزال يعمل منا هنا"، لكن كثيرين يرون أن الوضع يخرج عن السيطرة.
يبدو أن الجائحة التي تعامل معها ترامب بعجرفة لأشهر، قد أحكمت قبضتها على البيت الأبيض. ويشعر المساعدون العاملون في الجناح الغربي، الذين تقلقهم استطلاعات الرأي التي تشير إلى تخلُّف الرئيس عن جوزيف بايدن بفارق ضخم، بأنهم يعيشون الأيام الأخيرة لإدارة ترامب.
لكن الواقع مغاير: امتدت الفوضى إلى واشنطن في الوقت نفسه، حيث دخل معظم العاملين في هيئة الأركان المشتركة، ورئيسها، الجنرال مارك ميلي، الحجر الصحي، الثلاثاء؛ بعد مخالطتهم للأدميرال تشارلز راي، نائب رئيس خفر السواحل، الذي ثبتت إصابته بفيروس كورونا.
في وقت متأخر من الثلاثاء، تراجعت البورصة بعد إلغاء ترامب الفجائي للمحادثات المتعلقة بمشروع قانون الإغاثة من فيروس كورونا في الكونغرس، إثر تصريح رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، باشتداد الحاجة إلى مثل هذه التحفيزات.
اعتراض على عودة ترامب المبكرة: قال موظفون إن الرئيس كان سعيداً بالعودة إلى البيت الأبيض بعد قضائه أربعة أيام وثلاث ليالٍ في مستشفى والتر ريد العسكري، وهو ما قال مساعدوه إنه أشعره كأنه في قفص.
إذ ظل ميدوز وبوبي بيدي، مدير فريق البيت الأبيض التحضيري، برفقته هناك لساعات. واستدعى ترامب مساعداً آخر، ماكس ميلر، يوم الأحد؛ للمكوث معه.
كما قال مساعدون، إن ترامب أجرى مكالمات من البيت الأبيض يوم الثلاثاء، وتفقد الأجزاء المجهزة له في المقر الرئاسي. ورغم إشارة البعض إلى أنه متلهف للعودة إلى المكتب البيضاوي وإظهار أنه يتولى المسؤولية، دارت مناقشات حول إلقاء خطاب على الهواء للبلاد، لكن الفكرة أُلغيت واستقر الرأي على بث خطاب مسجل ومُعد مسبقاً.
غير أن مؤيدين بارزين للإدارة قالوا إن ترامب كان يجب أن يمكث في المستشفى حتى يشفى أو أن يظل ملتزماً بمقر إقامته.
إذ قال آري فلايشر، السكرتير الصحفي السابق للرئيس جورج بوش الابن: "حين يأتي مسؤول مصاب بكوفيد، سواء كان ذلك المسؤول رئيساً أو مديراً تنفيذياً، أو مدير مدرسة، أو رئيس نقابة، ويظهر هذا المسؤول لمباشرة عمله، فإن ذلك يرسل رسالة مقلقة للغاية لمن يعملون مع هذا المسؤول. يوجد مجتمع من الناس يعملون في البيت الأبيض، لا مسؤولين سياسيين فحسب. والمسؤول الصالح يعتني دوماً بموظفيه".