أعلن كل من لبنان وإسرائيل، الخميس الأول من أكتوبر/تشرين الأول 2020، توصلهما إلى اتفاق من أجل إجراء محادثات رسمية لحل نزاع الحدود البحري بين البلدين، بوساطة أمريكية، ومن المنتظر أن تنطلق المباحثات خلال شهر أكتوبر الحالي، وفق ما ذكرته وكالة "رويترز".
إذ تُعدّ قضية الحدود البحرية المشتركة مسألة شائكة، خصوصاً بسبب النزاع القائم حول حقوق التنقيب الساحلي. كما أعلنت الحكومة الإسرائيلية عام 2019 أنها وافقت على إجراء محادثات مع لبنان، بينما قال رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري إن المحادثات مع الأمريكيين في ملف ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل تشارف على الانتهاء.
محادثات بوساطة أمريكية: فقد قال رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، الخميس، إن اتفاق الإطار لإجراء محادثات مع إسرائيل من أجل حل نزاع حدودي تم قبل أن تفرض الولايات المتحدة عقوبات على ساسة لبنانيين بينهم مساعد لبري.
كما أضاف رئيس مجلس النواب خلال مؤتمر صحفي أنه طلب من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الضغط على شركة توتال لعدم تأجيل التنقيب عن الغاز في المنطقة البحرية الممتدة بطول المنطقة المتنازع عليها.
إذ أعلن بري عن المحادثات الحدودية بعد أن فرضت الولايات المتحدة عقوبات على مساعده لمزاعم بالفساد وتمكين جماعة حزب الله مالياً.
من جهته، قال وزير الطاقة الإسرائيلي إن إسرائيل ولبنان سيجريان محادثات بوساطة أمريكية بشأن الحدود البحرية.
كما أضاف وزير الطاقة يوفال شتاينتس في بيان، الخميس، أن إسرائيل ولبنان سيجريان محادثات بوساطة أمريكية لإنهاء نزاع حدودي بحري طويل الأمد بين البلدين اللذين يخوضان حرباً رسمياً.
فيما لفت إلى أنه من المتوقع أن تجري المحادثات بعد عطلة العيد اليهودية، التي تنتهي في 9 أكتوبر/تشرين الأول الحالي.
"موافقة ضمنية" من حزب الله: خلال شهر سبتمبر/أيلول الماضي، ذكرت وسائل إعلام عبرية أن إسرائيل ولبنان اقتربتا من إبرام اتفاقية لترسيم الحدود البحرية بينهما، برعاية أمريكية. وأشارت المصادر إلى أن هذه الخطوة من شأنها تقليل خطر النشاط العسكري ضد منصات الغاز الإسرائيلية على الحدود بين البلدين.
كما ادعت المصادر أن "حزب الله اللبناني وافق بشكل ضمني على هذه الخطوة". وقالت المصادر للقناة الإسرائيلية إن "هذا التقدم في قضية الحدود البحرية بين تل أبيب وبيروت تحقق بعد زيارة مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر للبنان وإسرائيل".
خلاف حول 860 كيلومتراً: بحسب المصادر، فإنه لا توجد حتى الآن علامات نهائية للحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان، حيث يدور الخلاف حول مساحة تبلغ 860 كيلومتراً مربعاً في البحر المتوسط.
لكن المصادر أكدت أن "إسرائيل اعترفت بالفعل بأنها مستعدة لتقسيم الحقوق في المنطقة البحرية على الحدود بنسبة 58:42% لصالح لبنان".
في عام 2019، أعلنت الحكومة الإسرائيلية أنها وافقت على إجراء محادثات مع لبنان بوساطة أمريكية لحل النزاع القائم حول الحدود البحرية.
لا تشهد الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل نزاعات عسكرية على غرار الحدود البريّة. ويسيطر "حزب الله"، على منطقة جنوب لبنان المحاذية للحدود بين إسرائيل ولبنان.
خلال العام الجاري، تشهد الحدود بين البلدين هدوءاً نسبياً مقارنة مع الأعوام السابقة. وانسحبت القوات الإسرائيلية من الجنوب اللبناني عام 2000، ومن ثم وضعت الأمم المتحدة ما عُرف بـ"الخط الأزرق" على الحدود بينهما، لتأكيد هذا الانسحاب، لكن هذا الخط لم يراعِ الحدود الرسمية بشكل دقيق.