كشف تقارير إعلامية بريطانية، الخميس 24 سبتمبر/أيلول 2020، أن لندن ستبدأ خلال شهر يناير/كانون الثاني المقبل، حقن مجموعة من المتطوعين بفيروس كورونا، بعد أن يكونوا قد تلقوا لقاحاً تجريبياً لمواجهة الفيروس، وستقوم بعزلهم في منشأة صحية آمنة في العاصمة البريطانية، لتقييم مدى فعالية اللقاحات التجريبية.
بدء الاختبارات: صحيفة The Financial Times البريطانية قالت إن عدة مصادر مشاركة في المشروع، الذي سيُعلَن عنه الأسبوع المقبل، كشفت أنَّ الدراسات المُموَّلة من الحكومة البريطانية ستبدأ في يناير/كانون الثاني في منشأة عزل صحي آمنة في شرقي لندن.
كما قال الباحثون، الذين لم يرغبوا في الإدلاء بتعليقات رسمية قبل انطلاق التجربة، إنها ستسهم بدور حيوي في تضييق النطاق الواسع للقاحات "كوفيد-19" الواعدة، التي يُحتمَل أن تنتقل إلى مرحلة الاختبارات الإكلينيكية في مطلع العام القادم.
سيُعطَى المتطوعون لقاحاً، وبعدها بشهر أو ما يقرب من ذلك، سيتلقون جرعة "التحدي البشري" من فيروس "سارس-كوف-2" المُسبب لمرض "كوفيد-19" في ظروف تخضع للمراقبة.
الحاجة لآلاف المتطوعين: تقدم نحو 2000 شخص للمشاركة في دراسات التحدي في المملكة المتحدة من خلال منظمة 1Day Sooner -ومقرها الولايات المتحدة- التي تنظم حملات دعم لتجارب عدوى "كوفيد-19″، وبلغ عدد المتطوعين فيها 37000 شخص حول العالم. وتحتاج التجارب الإكلينيكية التقليدية إلى عشرات الآلاف من المشاركين، ويعاني الباحثون لجذب ما يكفي منهم لاختبار لقاحات متعددة.
تشن منظمة 1Day Sooner حملة في بريطانيا هذا الأسبوع، مع تقديم عريضة للبرلمان تطالب بتمويل حكومي لمنشأة احتواء بيولوجي تكفي لعزل ما بين 100 إلى 200 مشارك في التجربة.
فيما تتولى إمبريال كوليدج لندن الإدارة الأكاديمية للمشروع، بينما ستديره شركة hVivo، وهي شركة تابعة لجامعة كوين ماري في لندن، اشترتها في وقت سابق من هذا العام منظمة Open Orphan للأبحاث الدوائية ومقرها دبلن.
لم يُتخَذ قرارٌ نهائي بعد بشأن موقع تجارب التحدي البشري الأولية. فقد تُجرَى في عيادة الحجر الصحي الخاصة بـ hVivo التي تسع 24 سريراً في منطقة وايت تشابل بلندن، أو في مكان آخر أكبر قريب.
في هذا السياق، قال البروفيسور دومينيك ويلكينسون، أستاذ الأخلاقيات الطبية في جامعة أوكسفورد، الذي وقَّع على عريضة 1Day Sooner، إنه عندما نواجه تهديداً عالمياً غير مسبوق من كوفيد-19، فمن الضروري أخلاقياً إجراء دراسات تحدّ خاضعة للمراقبة الجيدة للمساعدة في تطوير لقاح ثم تحديد أفضل اللقاحات. "فمن غير المرجح أن تكون اللقاحات التي اجتازت أولاً من التجارب السريرية هي أفضلها".
تجارب "التحدي البشري": كما ستحتاج أية تجربة عدوى بشرية خاضعة للمراقبة إلى موافقة وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية في المملكة المتحدة ولجنة أخلاقيات البحث المستقلة.
إذ ذكرت وكالة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية البريطانية: "يمكن أن تكون تجارب التحدي البشري مفيدة في تطوير اللقاحات ويمكن أن تقدم أدلة مبكرة على الفعالية الإكلينيكية، خاصة عندما تكون هناك معدلات منخفضة من الإصابة بالفيروس بين السكان".
أضافت الوكالة أيضاً أن سلامة المشاركين في التجربة هي أولويتنا القصوى، وأي اقتراح من مُطوِّر لقاحات لإدراجه في تجارب التحدي البشري ضمن التجربة الإكلينيكية لتطوير لقاح سيُنظَر فيه على أساس المخاطر مقابل الفوائد، مع مراقبة المخاطر وتقليلها إلى الحد الأدنى في تصميم التجربة المقترح".
يتمثل أحد الجوانب الحاسمة لتجارب التحدي البشري في اختيار وتنقية سلالة مناسبة من فيروس كورونا المستجد، الذي يُرمَز لها جينياً بـ"سارس-كوف-2″، واختيار الجرعات التي ستُنقَل بها العدوى للمتطوعين من دون إرهاق جهاز المناعة لديهم.
من الضروري أيضاً وجود "علاج إنقاذ" في متناول اليد لمنع تدهور حالات المشاركين. وستستخدم تجربة لندن مبدئياً عقار ريمديسفير، وهو الدواء الوحيد المضاد للفيروسات الذي ثَبُتَت حتى الآن فعاليته ضد "كوفيد -19".