اضطرت السلطات الإيرانية إلى نقل محامية ناشطة في مجال حقوق الإنسان من محبسها إلى مستشفى في طهران، بعد دخولها في إضراب عن الطعام منذ شهر، ما أدى إلى تدهور صحتها وتراجعها بشكل كبير، وذلك وفق ما قال زوجها في تصريحات لوكالة فرانس برس، السبت 19 سبتمبر/أيلول 2020.
المحامية نسرين سوتوده -الحائزة في عام 2012 على جائزة دولية، وهي جائزة ساخاروف، ويمنحها البرلمان الأوروبي- تُمضي عقوبة السجن لمدة 12 عاماً في سجن إيوين في طهران، وقد سبق أن دافعت سوتوده عن نساء تم توقيفهن لاحتجاجهن على قوانين فرض الحجاب، وقد أوقفت سوتوده في يونيو/حزيران 2018.
دخول المستشفى للعلاج: فيما أفاد زوجها رضا خندان، وكالة فرانس برس، السبت، أن سوتوده أُدخلت وحدة العناية بأمراض القلب في مستشفى طالقاني في العاصمة الإيرانية، بعيد وصولها إلى قسم الطوارئ في وقت سابق.
كما أوضح أن السلطات سمحت لهم بزيارة المحامية ورؤيتها لبعض الوقت، مشيراً أن حالتها ضعفت بشكل حاد، وقد فقدت الكثير من وزنها، وباتت عيناها غارقتين.
كان خندان أفاد في وقت سابق، أن سوتوده بدأت في 11 أغسطس/آب 2020، إضراباً عن الطعام. ونشر بياناً لها تقول فيه إن أوضاع السجناء السياسيين تزداد صعوبة، لاسيما في ظل القلق من انتشار فيروس كورونا المستجد، الذي تعد الجمهورية الإسلامية أكثر الدول تأثراً به في منطقة الشرق الأوسط.
وفاة الآلاف بسبب كورونا: وتسبب "كوفيد-19" في وفاة أكثر من 24 ألف شخص وإصابة نحو 420 ألفاً آخرين، بحسب آخر الأرقام الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة الإيرانية، السبت.
من ناحية أخرى، قالت سوتوده (57 عاماً)، إن إضرابها هو لتأمين إطلاق سراح سجناء سياسيين لم يستفيدوا من الإعفاءات التي أتاحت الإفراج عن عشرات آلاف المدانين الآخرين، إثر انتشار "كوفيد-19″، بعد عدم تجاوب القضاء مع مناشداتها المكتوبة.
في حين أبدى زوج المحامية قلقه إزاء الوضع الصحي لزوجته في المستشفى، معتبراً أن المستشفى ليس مكاناً آمناً فيما يتعلق بفيروس كورونا، ويفتقد إجراءات العزل المناسبة.
كذلك شدد خندان، الذي عاد من المستشفى قرابة منتصف ليل السبت الأحد، على أن ما تعانيه زوجته "صعب جداً"، مشيراً إلى أن السلطات المشرفة على السجن لا تتعاون ولا ترد عليهم بشكل ملائم لدى سؤالهم عن حال السجناء، حتى إنه قال إن السلطات لم تخبرهم بنقل زوجته للمستشفى.
مشيراً أن العائلة علمت بنقل نسرين للعلاج عن طريق إحدى السجينات، التي أبلغت زوجها، وقام بدوره بالتواصل مع خندان وأعلمه بذلك.
في المقابل، يقول نشطاء إن السلطات الإيرانية تستهدف عائلة سوتوده مباشرة بسلسلة من الإجراءات، تهدف إلى جعلها تستسلم، بما في ذلك تجميد الحسابات المصرفية لعائلتها خلال الصيف.
يذكر أنه في أغسطس/آب، اعتقلت ابنتها مهرافي خندان، البالغة من العمر 20 عاماً، بتهمة الاعتداء على أحد حراس السجن أثناء زيارة والدتها، ثم أُطلق سراحها بكفالة، لكنها ما زالت تواجه احتمال محاكمتها.