وجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون السبت 19 سبتمبر/أيلول 2020، دعوة إلى تركيا لفتح باب "حوار مسؤول بنوايا حسنة"، بين الطرفين اللذين علقت بينهما الكثير من المشادات السياسية على خلفية دعمها لأثينا ضد أنقرة في الأزمة القائمة حول الحدود المائية ومصادر الطاقة في شرق البحر المتوسط.
في تغريدة عبر تويتر السبت، أكد الرئيس الفرنسي أنه يرجو من وراء هذه الدعوة معالجة الأزمة القائمة بين باريس وأنقرة على خلفية التنافس الجيوسياسي في شرق البحر الأبيض المتوسط.
قال ماكرون في تغريدته، لقد "بعثنا رسالة واضحة إلى تركيا مفادها، دعونا نعيد فتح حوار مسؤول، بحسن نية، وبدون سذاجة"، مشيراً أن هذه الدعوة أيضاً موجهة للبرلمان الأوروبي، وأنها فرصة للتقدم إلى الأمام.
تأتي هذه الدعوة بعد فترة ليست بالقليلة من الشد بين الطرفين، على خلفية موقف فرنسا الداعم لليونان في أزمة شرق البحر المتوسط، والتي ترفض الخطوات التركية للتنقيب عن مصادر الطاقة في البحر المتوسط.
الخميس، هاجم أردوغان ماكرون بشكل غير مسبوق، وقال إنه حتى لو افترض بأن بلاده استغنت عن كل شيء، فهل ستتخلص فرنسا من سياسة التخبط التي قادها إليها ماكرون والذي وصفه بـ"الطامع غير المؤهل".
أردوغان قال في خطاب أمام رؤساء الولايات في حزبه، أنه بدعم شعبه سيواصل القيام بكل ما يراه الأفضل والأصح من أجل مصلحة تركيا، مشيراً إلى أنه لو تلقى أجوبة واقعية وصادقة لكافة أسئلته بشأن شرق المتوسط لأصبح من الواجب على بلاده "إعادة النظر في سياستها".
تصريحات الرئيس التركي جاءت بعد أيام من دعوة ماكرون للأوروبيين لأن "يكونوا واضحين وصارمين ليس مع الشعب التركي بل مع حكومة الرئيس أردوغان الذي قام بتحركات غير مقبولة"، حسب قوله.
تصريحات الرئيس الفرنسي جاءت خلال قمة لمجموعة "ميد 7" في الاتحاد الأوروبي،الخميس 10 سبتمبر/أيلول، والتي هددت بفرض عقوبات على تركيا بسبب تحركاتها في شرق البحر المتوسط.
يأتي كل هذا التوتر وهذه التصريحات بعدما أرسلت تركيا سفينة تنقيب وسفناً حربية إلى المياه المتنازع عليها في العاشر من أغسطس/آب ومددت هذه المهمة ثلاث مرات، قبل أن تسحبها الأسبوع الماضي "للصيانة" كما أشارت، وهو ما اعتبرته اليونان وأوروبا خطوة إيجابية لإطلاق مفاوضات.