وزَّعت دائرة السياحة والثقافة في أبوظبي رسالة على مديري الفنادق والمديرين السياحيين من أجل الاستعداد لوصول الإسرائيليين، كما طالبت بإضافة طعام الكوشر (المتوافق مع الشريعة اليهودية) إلى قوائم المطاعم وخدمة الغرف لديهم، إذ تنتظر دولة الإمارات موجة من السياحة الإسرائيلية، بعد توقيع اتفاق التطبيع.
وفق تقرير لصحيفة Al-Monitor الأمريكية، الثلاثاء 15 سبتمبر/أيلول 2020، وقعه داني زاكين، وهو صحفي يغطي الشؤون العسكرية والأمنية الإسرائيلية، فإنه جاء في الخطاب أنَّ بعض المطابخ لا بد أن تصبح ملائمة لإعداد الكوشر، وتستعد لمتطلبات القواعد اليهودية المتعلقة بالطعام، وأنَّه ستكون هناك رقابة مستمرة على توافق الطعام مع قواعد الكوشر مثلما هو معتاد في إسرائيل.
لماذا هذه التعليمات؟ وسبب هذه التعليمات/الطلبات، هو أنَّ الكثير من السياح الإسرائيليين وكذلك اليهود من أنحاء العالم قدّموا استفسارات مباشرة للفنادق ووكالات السياحة الإماراتية.
إذ أعلنت إسرائيل أنَّ الإمارات دولة لا يلزم على المواطنين العائدين من زيارتها دخول الحجر الصحي عند عودتهم إلى إسرائيل، وجَعَلَ موسم العطلات المقبل –بدايةً من السنة اليهودية الجديدة في 19 سبتمبر/أيلول- والذي عادةً ما يقضي الإسرائيليون عطلاتهم فيه بالخارج، هذه الوجهة الجديدة جاذبة على نحوٍ خاص، وبدأت شركات السياحة التسويق لتلك البرامج السياحية.
الاستعدادات تشمل أيضاً شركات الطيران، فقد تبدأ شركات الطيران الإماراتية الأربع تسيير رحلات مباشرة، وقدَّمت شركة "إسرائير"، التي تتخذ من تل أبيب مقراً لها، بالفعل، طلباً لبدء تسيير رحلة طيران مباشرة، بل وحددت سعرها بـ299 دولاراً.
تكمن المشكلة في أنَّ حاملي جوازات السفر الإسرائيلية لا يمكنهم في هذه المرحلة الحصول على تأشيرة، ووحدهم الإسرائيليون من حَمَلَة الجوازات الأجنبية يمكنهم دخول البلد الخليجي.
الافتراض السائد هو أنَّ الإسرائيلين من حَمَلة الجنسيات الأجنبية واليهود من أنحاء العالم، خصوصاً الولايات المتحدة، سيسافرون إلى الإمارات في عطلة عيد العرش اليهودي، في منتصف أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
بالإضافة إلى مئات الحجوزات التي تمت بالفعل من إسرائيل، يأمل مسؤولو السياحة الإماراتيون أن يحذو آلاف آخرون حذو هؤلاء، بمجرد أن تصبح المطاعم ملائمة لإعداد الكوشر.
وتبث قنوات التلفزيون الإسرائيلية تقارير عن المواقع السياحية والفنادق الفاخرة في الإمارات الخليجية، بما في ذلك مقارنات للأسعار، على أساس يوميٍّ تقريباً على مدى الأسابيع القليلة الماضية.
مشاريع مشتركة: أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وكذلك المسؤولون في الإمارات، أنَّ الاتفاق الذي توصلوا إليه يدشن حقبة من السلام الدافئ النشط الذي سيزدهر على كافة المستويات، وهو ما سينعكس بأوضح ما يكون في قطاع السياحة.
تتمثل واحدة من تلك المبادرات في مشروع عوفير ومتان بار-نوي، إذ أسَّس الأخوان مؤخراً "مجموعة الإمارات-إسرائيل الاستثمارية". وتأسست بسرعة وخلال وقت قصير بعد الإعلان الخاص بالتطبيع، وتهدف للعمل كحلقة وصل للتوسط ومساعدة الشركات الإسرائيلية الساعية لإقامة علاقات عمل في الإمارات. وقال عوفير، متحدثاً عبر الهاتف لموقع Al-Monitor الأمريكي من دبي، إنَّ هذه المنطقة كانت محط اهتمام بالنسبة لهم حتى قبل الاتفاق، والآن وقد تم التطبيع، من الواضح أنَّ الفرصة جاءت وأنَّ الوقت حان لدخول السوق.
عقد الأخوان سلسلة اجتماعات مع ممثلين عن صناديق استثمارات وبنوك ومستوردين إماراتيين، وعَرَضا عليهم توصيلهم بعدد من الشركات الإسرائيلية الساعية لبيع منتجاتها أو المستثمرين المهتمين. وكانت إحدى الأفكار المثيرة للاهتمام لديهما خلال تلك الاجتماعات تتعلَّق بالسياحة وطعام الكوشر. وأرادت مصادر حكومية ووكالات سياحة أن تراجع معهما المعلومات بخصوص المتطلبات الغذائية للنزلاء اليهود المتدينين في الفنادق.
ويجري متابعة العديد من الأفكار، فيمكن تحويل أجزاء من المطاعم والمطابخ إلى طعام الكوشر، وفي الواقع يمكن تحويل فنادق صغيرة بالكامل إلى طعام الكوشر، تماماً مثلما هو الحال في الفنادق الإسرائيلية.
وبحسب متان، عبَّرت العديد من وكالات السياحة الإسرائيلية الكبيرة عن اهتمام ملموس بجذب السياح الإسرائيليين إلى الإمارات، ومواءمة الخدمات السياحية مع احتياجاتهم، بما في ذلك طعام الكوشر.
لقد كُسِرَت الحواجز: لكنَّ موسم العطلات اليهودية سيبدأ قريباً. ولم يُوقَّع الاتفاق بعد، ويُعَد منح تأشيرات الدخول للإسرائيليين عملية معقدة، والزيارة السياحية ليست حالياً واحدة من الدواعي التي يمكن إصدار تأشيرات للإسرائيليين بسببها، على عكس تأشيرة العمل. وكانت هناك العديد من الاستفسارات لكلٍّ من وزارتي الخارجية الإسرائيلية والإماراتية من أجل السماح بمنح تأشيرات حتى قبل تأسيس البعثات الدبلوماسية الرسمية.
ووفقاً لمتان، يقترح الإماراتيون باقات عطلات مُوجَّهة للسياح الإماراتيين إلى إسرائيل، أبرز ما فيها بالتأكيد بالنسبة لهم القدس، بمسجديها الأقصى والعُمَريّ، إضافة إلى مواقع سياحية أخرى مثل إيلات والناصرة.
وبصفة عامة، فاجأت السرعة التي تمت بها الاتصالات بين الشركات ورجال الأعمال الإسرائيليين والإماراتيين كافة الأطراف. صحيح أنَّ الاتصالات التجارية موجودة منذ أكثر من عقدين، لكن الآن بعد منح الشرعية، كُسِرَت الحواجز.