تحذيرات من خريف قاسٍ بسبب كورونا.. منظمة الصحة العالمية: الوفيات والإصابات ستزداد بشكل لا مثيل له

حذرت منظمة الصحة العالمية من ارتفاع عدد الإصابات بكوفيد-19 في الشهرين المقبلين في أوروبا، حيث تحدثت النمسا عن "موجة ثانية" للوباء كان العالم يخشى وصولها، بينما أعلنت إسرائيل فرض إجراءات حجر من جديد.

عربي بوست
تم النشر: 2020/09/14 الساعة 11:02 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/09/14 الساعة 11:22 بتوقيت غرينتش
تحتل الولايات المتحدة المركز الأول عالمياً من حيث الإصابات والوفيات بكورونا

حذرت منظمة الصحة العالمية من ارتفاع عدد الإصابات بكوفيد-19 في الشهرين المقبلين في أوروبا، حيث تحدثت النمسا عن "موجة ثانية" للوباء كان العالم يخشى وصولها، بينما أعلنت إسرائيل فرض إجراءات حجر من جديد.

حيث قال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا لوكالة فرانس برس، الإثنين  14 سبتمبر/أيلول 2020، إن المنظمة تتوقع ارتفاعاً في عدد الوفيات بكوفيد-19 في أوروبا في تشرين الأول/أكتوبر وتشرين الثاني/نوفمبر اللذين سيكونان "أقسى" في مواجهة الوباء.

ارتفاع وفيات كورونا: وقال هانز كلوغي: "سيصبح الأمر أقسى". وأضاف: "في تشرين الأول/أكتوبر وتشرين الثاني/نوفمبر سنشهد ارتفاعاً في الوفيات"، بينما يسجل عدد الإصابات ارتفاعاً في القارة العجوز لكن عدد الوفيات اليومية مستقر فيها.

كما أضاف: "نحن في وقت لا تريد فيه البلدان سماع هذا النوع من الأخبار السيئة، وأنا أتفهم ذلك". لكنه سعى في الوقت نفسه إلى توجيه "رسالة إيجابية" مفادها أن الوباء "سينحسر في وقت ما".

في حين تنظم منظمة الصحة العالمية في أوروبا اجتماعاً يضم دولها الأعضاء، البالغ عددهم نحو 50، الإثنين والثلاثاء لمناقشة الاستجابة للوباء والاتفاق على استراتيجيتها الخمسية.

29 مليون إصابة: وفي الواقع سجلت في بريطانيا وفرنسا والنمسا وجمهورية التشيك ارتفاعاً كبيراً في أعداد الإصابات بالفيروس، بينما يقترب العالم بسرعة من عتبة 29 مليون إصابة مع أكثر من 921 ألف حالة وفاة نتيجة الإصابة بكوفيد-19، وفقاً لإحصاءات فرانس برس.

ففي إسرائيل يسجل عدد الإصابات ارتفاعاً وبلغ 153 ألفاً و2017، بينها 1103 وفيات لعدد سكان يبلغ تسعة ملايين نسمة. وقد أعلنت أنها ستعيد فرض إغلاق تام اعتباراً من الجمعة لثلاثة أسابيع لمحاربة تفشي فيروس كورونا المستجد.

وبذلك تصبح إسرائيل أول اقتصاد متطور يعيد فرض الإغلاق التام لمنع تفشي الوباء. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: "أعلم أن هذه الإجراءات ستكلفنا جميعاً ثمناً باهظاً".

تسريع رفع الإغلاق: كان عدد الإصابات القليل نسبياً قد سمح مؤخراً للحكومة بتسريع عملية رفع الإغلاق، إذ أعيد فتح الحانات والمطاعم والمقاهي ودور العبادة، كما سمح مجدداً بإقامة الأعراس مع إبقاء إلزامية وضع الكمامات. لكن معدّلات الإصابة عاودت الارتفاع.

في حين سجلت منظمة الصحة العالمية 307 آلاف و930 إصابة جديدة في أنحاء العالم الأحد، وهو أعلى رقم يومي في قاعدة بياناتها منذ بداية تفشي الوباء.

كما أثار الارتفاع المفاجئ في أعداد مصابي المخاوف في أوروبا، حيث حذر المستشار النمساوي سيباستيان كورتز من أن بلاده تواجه "بداية الموجة الثانية".

وتواجه جمهورية التشيك أيضاً زيادة مفاجئة في أعداد الإصابات، بينما حذر أحد علماء الأوبئة خلال عطلة نهاية الأسبوع من أن المعدل الحالي للإصابات سيغرق المستشفيات.

ومن المقرر أن تدخل قيود جديدة حيز التنفيذ الإثنين في جميع أنحاء إنجلترا، حيث ستقتصر التجمعات الاجتماعية على ستة أشخاص فقط.

إذ لا تزال أجزاء أخرى من العالم تكافح أولى موجات فيروس كورونا، بما في ذلك بعض الدول الأكثر اكتظاظاً بالسكان مثل إندونيسيا، حيث دخلت قيود جديدة حيز التنفيذ الإثنين.

تكلفة اقتصادية كبيرة: وتجد الحكومات نفسها مجبرةً على تحقيق توازن بين التكلفة الاقتصادية المدمرة لعمليات الإغلاق وبين الحاجة إلى احتواء الفيروس القاتل.

إلى ذلك فمن المقرر فتح المدارس في بعض الدول الأوروبية الإثنين، مع عودة الملايين إلى الفصول الدراسية في إيطاليا واليونان ورومانيا.

فيما أعلنت السعودية أنها سترفع جزئياً تعليق الرحلات الدولية اعتباراً من 15 أيلول/سبتمبر، بعد ستة أشهر من فرض قيود السفر. وسيتم أيضاً تخفيف قيود فيروس كورونا في كوريا الجنوبية مؤقتاً في منطقة سيؤول الكبرى اعتباراً من الاثنين بعد انخفاض أعداد حالات الإصابة بالفيروس.

كذلك فقد شهد العديد من الدول ردود فعل عنيفة واحتجاجات ضد عمليات الإغلاق.

ففي أستراليا، اعتقلت الشرطة، الأحد، عشرات في مسيرة مناهضة للإغلاق في ملبورن بعد أن تحدت الحشود أوامر البقاء في المنزل.

وجاء هذا التجمع عقب تظاهرات في ألمانيا وبولندا، السبت، شارك بها نشطاء مناهضون للقاح ومؤمنون بنظرية المؤامرة ونشطاء من اليمين المتطرف.

كما تم تنظيم مثل هذه المسيرات بشكل متكرر في الولايات المتحدة، الدولة الأكثر تضرراً من الفيروس في العالم حيث سجلت أكثر من 6,5 مليون إصابة و194 ألف وفاة.

ضغوط على ترامب: ويتعرض الرئيس دونالد ترامب لضغوط بسبب طريقة تعامله مع تفشي المرض، وتعرض لانتقادات لاذعة بسبب عقده تجمعات كبيرة خلال عطلة نهاية الأسبوع، بما في ذلك اجتماع في مكان مغلق الأحد.

فيما كتب حاكم ولاية نيفادا ستيف سيسولاك، وهو من الحزب الديمقراطي المنافس، على تويتر قبل تجمع الأحد: "الليلة، يقوم الرئيس دونالد ترامب بأعمال طائشة وأنانية تعرض أرواحاً لا حصر لها للخطر هنا في نيفادا".

وأضاف: "يبدو أن الرئيس نسي أن هذا البلد لا يزال وسط جائحة عالمية".

أخبار جيدة في بريطانيا: في المقابل أعلنت بعض الأخبار السارة من بريطانيا، حيث أعطى المنظمون الضوء الأخضر لشركة الأدوية "آسترازينيكا" وجامعة أكسفورد لاستئناف تجارب سريرية على أحد لقاحات كوفيد-19 التجريبية الأكثر تقدماً.

كان الباحثون قد "أوقفوا طواعية" تجربة اللقاح بعد أن أصيب متطوع بريطاني بأعراض غير مبررة. وحتى أثناء فترة التوقف، قالت "أسترازينيكا" إنها لا تزال تأمل في أن اللقاح يمكن أن يصبح متاحاً "بحلول نهاية هذا العام، أو مطلع العام المقبل".

فيما يعتبر إيجاد اللقاح أمراً حاسماً في مكافحة الفيروس، الذي استنفد الموارد والبنية التحتية.

تحميل المزيد