سجلت أرقام الإصابات بفيروس كورونا في الولايات المتحدة الأمريكية انخفاضاً ملحوظاً على مدار الأسابيع الثلاثة الأخيرة، وسط أمل كبير يبديه الخبراء وبعض السياسيين في أمريكا بالتزام المواطنين بالانضباط ومعايير السلامة والتباعد الاجتماعي، بهدف السيطرة على انتشار الوباء الذي أنهك الدولة وتسبب في أزمة اقتصادية خانقة.
روبرت ريدفيلد مدير هيئة المراكز الأميكيية للوقاية من الأمراض ومكافحتها (سي دي سي) قال، الجمعة 21 أغسطس/آب 2020، خلال مقابلة عبر الإنترنت مع مجلة "جاما" الطبية: "نأمل الأسبوع المقبل بأن نبدأ في رؤية انخفاض" في معدل الوفيات".
وبعدما بلغت الإصابات في أمريكا ذروتها بأكثر من 70 ألف إصابة يومية في تموز/يوليو، سجلت البلاد 43 ألف إصابة الخميس. وانخفض عدد حالات الاستشفاء بمقدار الثلث منذ الذروة، وفقاً لـوكالة الأنباء الفرنسية، ومن المفترض أن يبدأ عدد الوفيات المستقر عند ألف حالة يومياً منذ نهاية تموز/يوليو، بالانخفاض.
مع ذلك، فإن البلاد لم تخرج من دائرة الخطر. فمعدل الإصابة (عدد الإصابات الجديدة المبلغ عنها) لا يزال أكبر بثلاثة أضعاف من المعدل في فرنسا والمكسيك. والمتوسط الأمريكي يخفي تباينات ضخمة بين المناطق.
يتمثّل خوف السلطات الصحية في تكرار سيناريو الكارثة التي حصلت في الربيع، حيث بضغط من الرئيس دونالد ترامب، رفعت تدابير الإغلاق في العديد من الولايات الجنوبية والغربية التي تأثرت بشكل طفيف خلال الموجة الأولى (فبراير/شباط، ومارس/آذار، وأبريل/نيسان) قبل وصول معدل الإصابة إلى مستوى منخفض ما أدى إلى عودة انتشار الوباء بشكل كبير في يونيو/حزيران ويوليو/تموز.
بداية العام الدراسي: رغم ذلك، في وسط الولايات المتحدة وجنوبها، جازف العديد من المدارس والجامعات بإعادة فتح أبوابها للتلاميذ والطلاب.
حيث ستعيد ولاية ألاباما فتح كل الجامعات لكنها ستخضع جميع الطلاب لفحوص فيروس كورونا أولاً.
وفي نورث كارولاينا، عادت الجامعات الكبرى في تشابل هيل ونوتردام إلى التدريس الافتراضي عبر الإنترنت بعد بداية السنة الدراسية الأسبوع الماضي بسبب تفشي العدوى في مساكن للطلاب.
أما بالنسبة إلى المدارس والمعاهد والمدارس الثانوية، فقد اختارت معظم المدن الكبيرة (واشنطن وشيكاغو وهيوستن ولوس أنجلوس..) بداية العام الدراسي بشكل افتراضي بنسبة 100%، لكن في المناطق الريفية، ظهرت بؤر جديدة للفيروس بعدما عاد التلاميذ إلى الصفوف الدراسية.
وفيما يؤيد دونالد ترامب إعادة فتح المؤسسات التعليمية بشكل كامل والعودة إلى الحياة الطبيعية، تركت الحكومة الفيدرالية للسلطات المحلية لتقييم الأخطار بنفسها. لم يتم تحديد معايير الوباء على المستوى الوطني.
من جانبه، قال الطبيب أنطوني فاوتشي، مدير المعهد الأمريكي للأمراض المعدية في لقاء عبر الفيديو نظمته جامعة جورج واشنطن: "يجب التفكير مرتين قبل إعادة الأطفال إلى المدرسة" في المناطق المصنفة "حمراء" (100 إصابة لكل 100 ألف نسمة أسبوعياً).
ويحذر فاوتشي بشكل متكرر من مزيد من التراخي في إجراءات مكافحة الوباء التي أثبتت بوضوح فعاليتها من نيويورك إلى فينيكس.
وتابع: "لدينا القوة، حتى قبل وصول اللقاح، للسيطرة على هذا الوباء إذا احترمنا قيود الصحة العامة. أود أن أرى كل الولايات المتحدة تتحرك في الاتجاه نفسه".
لكن حتى لو أصبح اللقاح متاحاً في أوائل عام 2021، فإن "العودة إلى الوضع الطبيعي" تستغرق أشهراً، وهو الوقت اللازم لتلقيح السكان.
وارتفع إجمالي الإصابات بفيروس كورونا المستجد في الولايات المتحدة إلى 5 ملايين و618 ألفاً و133 حالة حتى السبت، فيما وصلت الوفيات إلى 175 ألفاً و245، وفقاً لأحدث إحصاء مستقل لجامعة "جونز هوبكنز".