توعَّد حسن نصر الله، الأمين العام لجماعة حزب الله اللبنانية، الجمعة 14 أغسطس/آب 2020، بالرد بقوة على إسرائيل في حال ثبت أن لها علاقة بتفجير مرفأ بيروت، الذي وقع في الرابع من شهر أغسطس/آب الجاري، وأودى بحياة 178 شخصاً وتسبب في إصابة 6 آلاف شخص، بالإضافة إلى 30 مفقوداً على الأقل (حسب الأمم المتحدة)، كما ندد باتفاق تطبيع العلاقات بين الإمارات وإسرائيل ووصفه بأنه خيانة للإسلام والعرب.
"تل أبيب ستدفع الثمن": نصر الله، وفي خطاب تلفزي له، الجمعة، قال إنه إذا "كانت إسرائيل وراء انفجار بيروت فإن حزب الله لا يمكن أن يسكت عن جريمة بهذا الحجم، وستدفع إسرائيل الثمن"
وأضاف: "إذا أثبت التحقيق اللبناني أن هذه عملية تخريبية لها علاقة بإسرائيل، فيجب على الدولة اللبنانية بأكملها أن تردَّ".
وفي الوقت الذي أكد فيه المتحدث نفسه أن حزب الله "ينتظر التحقيق ولا يعرف أي شيء عن التفجير"، فإنه أوضح أن "هناك نظريتين وراء انفجار بيروت: إما أنه حادث أو عمل تخريبي".
حكومة قوية: في الخطاب نفسه، طالب زعيم حزب الله رئيسَ الحكومة "الذي سيُكلَّف أياً كان، بالسعي لتشكيل حكومة وحدة وطنية"، معتبراً أن الحزب "يطالب بحكومة قوية وقادرة ومحميَّة من القوى السياسية".
كما اتهم "بعض القوى السياسية في لبنان بالسعي لإسقاط الدولة اللبنانية لمصالح شخصية وخارجية".
وشدد على أنه "لا يمكن أن يتحمل حزب الله المسؤولية عن الأمن القومي كله في لبنان".
ودفع الانفجار حكومة حسان دياب إلى الاستقالة، بعد أن حلت منذ 11 فبراير/شباط الماضي، محل حكومة سعد الحريري، التي أجبرتها احتجاجات شعبية ترفع مطالب اقتصادية وسياسية على الاستقالة، في 29 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
كما يزيد هذا الانفجار من أوجاع بلد يعاني منذ أشهر، تداعيات أزمة اقتصادية قاسية، واستقطاباً سياسياً حاداً، في مشهد تتداخل فيه أطراف إقليمية ودولية.
أما بخصوص قضية اغتيال رفيق الحريري، فقد أكد المتحدث ذاته أن حزب الله غير معنيٍّ بقرارات المحكمة الدولية، كما أوضح أنه "إذا حُكم على أي من إخواننا بحكم ظالم كما هو متوقع، فنحن متمسكون ببراءة إخواننا".
وكان من المقرر أن تصدر المحكمة، التي تقع خارج لاهاي بهولندا، حكمها في القضية التي يحاكَم فيها أربعة رجال، في السابع من أغسطس/آب، لكن ذلك تأجَّل إثر وقوع انفجار مرفأ بيروت المدمر في الرابع من أغسطس/آب.
"خيانة للعرب والمسلمين": وندد حسن نصر الله، باتفاق تطبيع العلاقات بين الإمارات وإسرائيل ووصفه بأنه خيانة للإسلام والعرب، معتبراً أن هذا الاتفاق جاء من أجل خدمة مصالح خاصة لكل من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والإسرائيلي بينيامين نتنياهو.
وكان ترامب قد أعلن الخميس 13 أغسطس/آب 2020، عن توصل أبوظبي وتل أبيب إلى اتفاق "سلام" أطلق عليه اسم "اتفاق أبراهام"؛ من أجل تطبيع كامل للعلاقات، بعد مكالمة هاتفية جمعته بكل من نتنياهو وبن زايد.
قال نصر الله في خطابه المتلفز، إن ترامب أعلن الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي؛ لأنه يريد إنجازاً قبل الانتخابات الأمريكية، كما أن نتنياهو "الضعيف" سعى وراء ذلك لخدمة مصالحه السياسية الداخلية.
كما أضاف أيضاً أنه يتوقع أن تحذو عدة دول عربية حذو الإمارات؛ من أجل إرضاء واشنطن.