أعلن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، الخميس 13 أغسطس/آب 2020، رفضه التام الاتفاق بين الإمارات وإسرائيل، معبراً عن استنكاره لتطبيع أبوظبي الكامل لعلاقاتها مع تل أبيب، وذلك في بيان للقيادة الفلسطينية، كما أكدت فلسطين استدعاء سفيرها لدى أبوظبي.
وقال نبيل أبو ردينة، المستشار البارز لعباس، وهو يقرأ من البيان خارج مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله بالضفة الغربية المحتلة: "تعلن القيادة الفلسطينية رفضها واستنكارها الشديدَين للإعلان الثلاثي الأمريكي، الإسرائيلي، الإماراتي، المفاجئ… مقابل ادعاء تعليق مؤقت لمخطط ضم الأراضي الفلسطينية وبسط السيادة الإسرائيلية عليها".
كما أضاف أن الاتفاق "خيانة للقدس والأقصى والقضية الفلسطينية، وفي ظل إصرار دولة الاحتلال على تكريس احتلال وضم أجزاء من الأراضي الفلسطينية وبالذات مدينة القدس، وانتهاك حرمة المقدسات الدينية وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك".
نسف للمبادرة العربية: جاء في البيان نفسه، أن القيادة الفلسطينية تعتبر هذه الخطوة نسفاً للمبادرة العربية للسلام وقرارات القمم العربية، والإسلامية، والشرعية الدولية، وعدواناً على الشعب الفلسطيني، وتفريطاً في الحقوق الفلسطينية والمقدسات، وعلى رأسها القدس والدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو/حزيران لعام 1967″.
كما جددت القيادة، وفق البيان الذي نقلته وسائل إعلام فلسطينية، تأكيد أن "ما قامت به دولة الإمارات العربية المتحدة يعتبر خيانة للقدس والأقصى والقضية الفلسطينية، واعترافاً بالقدس عاصمة لإسرائيل، وتطالبها بالتراجع الفوري عن هذا الإعلان المشين".
القيادة الفلسطينية "ترفض مقايضة تعليق ضم غير شرعي بتطبيع إماراتي واستخدام القضية الفلسطينية غطاءً لهذا الغرض، وتحذِّر القيادةُ الأشقاء من الرضوخ للضغوط الأمريكية والسير على خطى دولة الإمارات والتطبيع المجاني مع دولة الاحتلال الإسرائيلي على حساب الحقوق الفلسطينية".
كما "تؤكد القيادة أنه لا يحق لدولة الإمارات أو أية جهة أخرى، التحدث بالنيابة عن الشعب الفلسطيني، ولا تسمح لأي أحدٍ كان بالتدخل بالشأن الفلسطيني أو التقرير بالنيابة عنه في حقوقه المشروعة بوطنه".
الممثل الشرعي: جاء في البيان نفسه، أن تأكيد القيادة الفلسطينية أن "منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وأن الشعب الفلسطيني يقف اليوم في كل مكان موحَّداً وراء قيادته الشرعية، وعلى رأسها الرئيس محمود عباس، في مواجهة هذا الإعلان الثلاثي الغاشم".
يضيف البيان: في مواجهة هذه التطورات الخطيرة، "تدعو القيادة الفلسطينية إلى عقد جلسة طارئة فورية لجامعة الدول العربية، وكذلك لمنظمة التعاون الإسلامي؛ لرفض هذا الإعلان".
كما تدعو القيادة الفلسطينية المجتمع الدولي إلى "التمسك بالقانون الدولي وبقرارات الشرعية الدولية التي تشكل أساساً لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وأن السلام لا يتحقق إلا بالإنهاء الكامل للاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية".
استدعاء السفير: في خطوة غاضبة جديدة، استدعت وزارة الخارجية الفلسطينية، الخميس، السفير الفلسطيني في أبوظبي؛ رداً على الاتفاق الإسرائيلي الإماراتي.
وقالت الخارجية في بيان صحفي، إنه "بناءً على تعليمات الرئيس محمود عباس، وعلى أثر البيان الثلاثي الأمريكي الإسرائيلي الإماراتي، بتطبيع العلاقات الإسرائيلية الإماراتية، تم استدعاء السفير الفلسطيني من دولة الإمارات وبشكل فوري".
وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قد أعلن عن توصل الإمارات وإسرائيل لاتفاق سلام، وصفه بـ"التاريخي".
وقال ترامب في تغريدة نشرها على حسابه بموقع "تويتر": "تقدُّم هائلٌ اليوم، اتفاق سلام تاريخي بين صديقتينا العظيمتين: إسرائيل والإمارات العربية المتحدة".