قالت وزارة الدفاع التركية، الثلاثاء 11 أغسطس/آب 2020، إنها مصممة على الدفاع عن حقوق ومصالح بلادها في مياهها الإقليمية، في إشارة إلى التنقيب عن الغاز في البحر المتوسط، مؤكدة قدرتها على تحقيق ذلك.
الوزارة أكدت في تغريدة نشرتها على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أن تصميمها نابع من تاريخها المجيد، ودعاء ومحبة الشعب التركي الأصيل.
وأرفقت التغريدة بصورة لسفينة "أوروتش رئيس" للأبحاث، التي باشرت أنشطتها شرقي المتوسط، رفقة عناصر من القوات البحرية التركية لحمايتها.
اليونان تصم آذانها: وفق وكالة "الأناضول" للأنباء، فإن اليونان "تواصل إغلاق آذانها عن سماع دعوات تركيا للحوار، متهمة أنقرة بانتهاك جرفها القاري، عقب إرسالها سفينة "أوروتش رئيس" إلى منطقة شرق المتوسط لاستئناف أنشطة التنقيب.
جاء ذلك على لسان وزير الخارجية اليوناني، نيكوس دندياس، في مؤتمر صحفي، عقب لقائه برئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس، داعياً تركيا لسحب سفينتها من المنطقة على الفور.
وفق المصدر نفسه، فإن دندياس زعم أن "تركيا تدير وجهها عن المفهوم العصري للقرن الـ21، وأنها ما زالت تعيش وتتصرف وكأنها في القرن الـ19".
كما هدَّد بأن بلاده "لن تتسامح مع التحديات التركية إطلاقاً"، داعياً إياها "للانسحاب من جرفها القاري على الفور".
من جانب آخر، أوضح التلفزيون الحكومي اليوناني، أن سفينة "أوروتش رئيس" التركية تواصل التمركز شرقي المتوسط، ومراقبة الأسطول البحري اليوناني في المنطقة.
في وقت سابق، الثلاثاء، التقى وزير الخارجية اليوناني مع السفير الأمريكي لدى أثينا، جيوفري بيات، أطلعه خلالها على آخر التطورات شرقي المتوسط.
بينما تواصل أنقرة الدفاع عن مصالحها المشروعة شرقي المتوسط بالوسائل الدبلوماسية والعسكرية، وتدعو من جهة أخرى للتفاوض والحوار مع دول المنطقة بخصوص موارد المتوسط.
يذكر أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، صرّح الإثنين 10 أغسطس/آب 2020، "دعونا نعقد اجتماعاً تحضره كافة دول البحر المتوسط، لإيجاد صيغة مقبولة، تحمي حقوق الجميع"، مؤكداً أن بلاده لا طمع لها بحقوق وأراضي وبحار أو المصالح الشرعية لأي جهة كانت.
تطور خطير: في وقت سابق من الثلاثاء، أعلن خفر السواحل التركي، عن إصابة 3 أشخاص، أحدهم في حالة خطرة، جرّاء إطلاق عناصر من البحرية اليونانية النار على زورق مدني تركي.
يأتي ذلك تزامناً مع تصاعُد التوتر بين أنقرة وأثينا، بسبب استئناف إعلان تركيا أنها ستوسّع نطاق بحثها عن مصادر الطاقة في شرق المتوسط، وطلب اليونان اجتماعاً عاجلاً للاتحاد الأوروبي.
إذ جاء في بيان لخفر السواحل التركية، "إصابة 3 أشخاص أحدهم في حالة خطيرة جراء إطلاق عناصر من البحرية اليونانية النار على زورق مدني"، وأضاف البيان "كان على متن الزورق الذي استهدفته البحرية اليونانية مواطنان تركيان ومواطن سوري".
تركيا ستدافع عن حقوقها: من جهته، قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، إن بلاده ستدافع حتى النهاية عن حقوقها وحقوق القبارصة الأتراك في شرقي المتوسط. جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع نظيره الأذربيجاني جيهون بيراموف، الثلاثاء، في العاصمة التركية أنقرة.
أضاف تشاووش أوغلو: "سندافع حتى النهاية عن حقوقنا وحقوق القبارصة الأتراك في شرقي المتوسط، ولن نتهاون حيال ذلك". وتابع: "عمليات التنقيب ستتواصل من خلال منح تراخيص للحدود الغربية للجرف القاري لتركيا شرق البحر المتوسط".
كما أشار إلى أن تركيا أبدت حسن نية من خلال وقف مؤقت لعمليات التنقيب لسفينة أوروتش رئيس، ولم يكن تراجعاً منها، مستذكراً أن ألمانيا والاتحاد الأوروبي بذلا جهوداً من أجل الحوار.
غياب خطوة إيجابية من اليونان: بينما لفت إلى أنهم أبلغوا ألمانيا أن "تركيا ستقوم بهذه المبادرة إلا أنكم لن تجدوا أي خطوة إيجابية من اليونان ومن الإدارة الرومية في جنوب قبرص بهذا الصدد"، مؤكداً أن ذلك تحقق.
كما بيّن أن تركيا قامت إثر ذلك بتحريك أوروتش رئيس مجدداً إلى المنطقة، لمواصلة كل أنواع التنقيب في الجرف القاري التركي، بنهاية أغسطس/آب الجاري.
لفت أيضاً إلى أنه لا يحق لأحد إلقاء التهم على بلاده، بعد ما أظهرته من حسن نيه بخصوص الحوار حول شرق المتوسط، بل ينبغي اتهام اليونان التي أظهرت سوء نية.