تحصل على 1.3 مليار جرعة.. مخاوف من احتكار الدول الغنية للقاح كورونا وحرمان الفقراء

عربي بوست
تم النشر: 2020/08/02 الساعة 16:28 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/08/02 الساعة 16:28 بتوقيت غرينتش
istock\ لقاح ضد فيروس كورونا

وقّعت الدول الغنية بالفعل على صفقات لأكثر من مليار جرعة لقاحات لفيروس كورونا، مما يزيد المخاوف بأنّ بقية العالم سيقف في مؤخرة الطابور من أجل الحصول على جرعات اللقاح، الذي يتسابق العالم من أجل الوصول إليه، وذلك على الرغم من وعود المجموعات الدولية وبعض الدول بتوفير لقاحات ميسورة التكلفة وفي متناول الجميع.

وفق تقرير لوكالة Bloomberg الأمريكية، الأحد 2 أغسطس/آب 2020، فإن احتمالية احتكار الدول الأغنى للعرض، في سيناريو مُشابه لما حدث إبان جائحة إنفلونزا الخنازير عام 2009، أدت إلى تأجيج المخاوف بين الدول الفقيرة والمُدافعين عن الصحة، خاصة وأن هناك شكوكاً حول إمكانية تلبية الطلب في عالم يسكنه نحو 7.8 مليار شخص. 

الدول الغنية أولاً: نجحت الولايات المتحدة، وبريطانيا، والاتحاد الأوروبي، واليابان حتى الآن في تأمين نحو 1.3 مليار جرعة من تطعيمات كوفيد المُحتملة، بحسب شركة التحليلات البريطانية Airfinity. 

كما ستُضيف خيارات توفير المزيد من الإمدادات، أو إنهاء الصفقات المُعلّقة، نحو 1.5 جرعة إضافية إلى الإجمالي بحسب الأرقام.

بينما تتعاون منظمة الصحة العالمية، وتحالف ابتكارات التأهّب الوبائي، مع التحالف العالمي للقاحات والتحصين (غافي) من أجل توفير وصولٍ عادل وواسع النطاق للتطعيمات.

إذ وضعوا خطةً بقيمة 18 مليار دولار في يونيو/حزيران لطرح التطعيمات وتأمين نحو ملياري جرعة بنهاية عام 2021.

تهدف المبادرة المعروفة باسم كوفاكس Covax إلى منح الحكومات الفرصة للتحوّط من مخاطر دعم اللقاحات المرشحة غير الناجحة، ومنح الدول الأخرى ذات التمويل المحدود إمكانية الوصول إلى التطعيمات التي ستكون بعيدةً عن متناولها في الظروف الطبيعية. وفي حال وضعت الحكومات مصالحها الشخصية قبل كل شيء، فقد يُسفر الأمر عن نتيجة أسوأ للجميع، مما سيسمح للفيروس بمواصلة الانتشار وفقاً لتحذيرات المسؤولين.

صفقاتٌ مُتشابكة: ستحتاج الدول إلى عقد مجموعة من الاتفاقيات المختلفة مع صُنّاع اللقاحات لزيادة فرصها في الحصول على الإمدادات، لأنّ بعض التطعيمات لن تنجح، وهو الموقف الذي قد يُؤدّي إلى المزيد من معارك المزايدة وعدم الكفاءة بحسب تصريحات الرئيس التنفيذي لغافي سيث بيركلي في إحدى المقابلات.

المتحدث نفسه قال إنّ نحو 78 دولة أعربت عن اهتمامها بالانضمام إلى مبادرة كوفاكس. علاوةً على أنّ أكثر من 90 دولة واقتصاداً منخفضاً ومتوسطاً ستحصل على فرصة الوصول إلى لقاحات كوفيد عبر برنامج تُديره غافي. ولكن لا تزال هناك مخاوف من أنّ بقية العالم قد يتخلّف عن الركب.

وأردف بيركلي: "هذا هو ما نحاول تفاديه تحديداً".

أكبر استثمار: صارت شركة AstraZeneca أوّل مُصنّع ينضم إلى برنامج غافي في يونيو/حزيران، بعد أن التزمت بتوفير 300 مليون جرعة، بينما أعربت شركات Pfizer وBioNTech عن اهتمامها بتوريد الجرعات لكوفاكس مستقبلاً.

 في حين توصّلت البرازيل، الدولة ذات ثاني أكبر عدد من الإصابات بفيروس كورونا، إلى اتّفاقية لتأمين جرعات من لقاح جامعة أكسفورد بالتعاون مع AstraZeneca.

ووافقت إدارة ترامب على تقديم 2.1 مليار دولار للشركاء Sanofi وGlaxo. 

بينما يُنهي الاتحاد الأوروبي صفقةً لتوفير 300 مليون جرعة من تطعيمات Sanofi-Glaxo، كما وصل لمرحلةٍ مُتقدّمة من المفاوضات مع العديد من الشركات الأخرى بحسب بيانٍ صادر يوم الجمعة 31 يوليو/تموز.

أما في الصين، موطن مجموعة من أسرع البرامج تقدُّماً، فقد تعهّد الرئيس شي جين بينغ بتحويل أيّ لقاح تُطوّره البلاد إلى منفعةٍ عامة عالمية.

واستثمرت الولايات المتحدة في عددٍ من المشاريع الأخرى كذلك. وأكّد بيركلي أنّ الاستثمارات الأمريكية لتسريع التجارب، وزيادة حجم التصنيع، وتعزيز تطوير اللقاح تُمثّل "أخباراً رائعة للعالم" بافتراض مشاركة اللقاحات.

لكنّه أردف: "هذا يُساعد في دفع عجلة العلم إلى الأمام. وأنا متفاؤلٌ للغاية بهذا الصدد. لكنّني أخشى أنّنا بحاجةٍ إلى إمداداتٍ عالمية".

تحميل المزيد