طالب قاضٍ بالمحكمة العليا البريطانية وزير الدفاع البريطاني، بن والاس، بتقديم تفسير عن حجب الحكومة وثائق عن قضية قائمة بالمحكمة، وذلك بعد أن كشفت وثائق قضائية سرية بأن وحدة "متمردة" من وحدات القوات الجوية الخاصة البريطانية نفذت مهام ليلية قتلت فيها مدنيين في قرى أفغانستان عام 2011.
وفق تقرير لصحيفة Daily Mail البريطانية، الأحد 2 أغسطس/آب 2020، فإن اتصالات بين كبار مسؤولي القوات الخاصة، كشفت عن قلق عميق من قتل أكثر من 33 أفغانياً في 11 غارة ليلة مختلفة في منازلهم، على يد الوحدة نفسها.
تفاصيل الهجوم: كشفت المستندات التي اطلع عليها فريق من صحيفة صنداي تايمز واقعةً كبرى يُزعم مقتل أربعة أشخاص فيها على يد القوات البريطانية، وهي تحتل مركز القضية الآن.
في السادس عشر من فبراير/شباط 2011، وصلت الوحدة المُشار إليها مستقلةً مروحية تشينوك، إلى قرية غواهارغين في ولاية هلمند الجنوبية.
كانت الوحدة تبحث عن شاب يدعى صدام، يُشتبه في كونه عضواً بعصابة تزرع العبوات المفخخة على جوانب الطرق.
وببنادق مزودة بمهداف ليزري، أغار الجنود على منزل عائلته، واصطحبت أفراد عائلته ومن بينهم أخوه البالغ من العمر 19 عاماً، سيف الله، وأخرجتهم إلى العراء ليلاً مرفوعي الأيدي.
قيد الجنود النساء والأطفال، ووضعوا أغطية سوداء على رؤوسهم واحتجزوهم في ركنٍ من المجمع السكني الصغير.
وفي الدقائق التالية، دوى إطلاق نار.
وبعد مغادرة جنود القوات الخاصة، عاد سيف الله إلى المنزل بحثاً عن والده، وعثر عليه، ومن بعده إخوته وأبناء عمومته، مقتولين بالرصاص الحي في رؤوسهم.
اتهام للحكومة: بعد عامين، اتهم عم سيف الله الحكومة البريطانية باحتجازه بصورة غير قانونية وإساءة معاملته، بعد سجنه لمدة عشرين يوماً من الغارة وإطلاق سراحه دون تهمة.
في رسائل عدة من القوات تصف الوقائع، تكررت الحكاية: أرسل الجنود رجلاً من الأربعة إلى المبنى "ليفتح الستائر"، لكنه "خرج بمدفع كلاشنكوف" أو "أمسك بقنبلة وألقاها علينا، ولم تنفجر لحسن الحظ"، وبذلك اضطروا لإطلاق النار عليه.
لكن القيادات العليا لم تقتنع حينها بتلك المبررات. وقال أحد الضباط إنه خاض اجتماعاً "بالغ الصعوبة" مع الكولونيل المسؤول عن وحدة أفغانية شريكة.
جلب الكولونيل تسعة من جنوده، واحدٌ منهم من أقرباء عائلة سيف الله، أكد أن القتلى كانوا مدرسين ومزارعين، وليس من بينهم مؤيدون لطالبان.
وقال الكولونيل إن جنوده يؤكدون عدم إطلاق أي نيران على قوات التحالف، لكن الرجال "قُتلوا على أي حال".
ورداً على قصة صحيفة صنداي تايمز، قالت وزارة الدفاع البريطانية: "هذه ليست أدلة جديدة، والقضية القديمة خضعت لتحقيق مستقل من جانب الشرطة العسكرية الملكية ضمن العملية نورثمور، كما خضعت لأربع مراجعات أجراها فريق تحقيق مستقل".