يؤدي حجاج بيت الله، الأحد 2 أغسطس/آب 2020، طواف الوداع، الذي يُعد آخر مناسك الحج، وذلك وسط استعدادات مكثفة وإجراءات احترازية مُشددة، اتخذتها السلطات السعودية منذ بداية الحج، لتفادي انتشار فيروس كورونا بين العدد القليل من المسلمين الذين يؤدون حج هذا العام.
عزل منزلي للحجاج: وسائل إعلام سعودية، نقلت عن نائب وزير الحج والعمرة عبدالفتاح مشاط، قوله إنه "بعد أن يرمي الحجاج الجمرات سيتوجهون عصر اليوم إلى المسجد الحرام لأداء طواف الوداع".
أشار مشاط في تصريح نشره موقع "أخبار السعودية 24" إلى أنه "بعد انتهاء الحجاج من النسك سيخضعون للفحص الطبي قبل مغادرة مكة المكرمة، وذلك للتأكد من سلامتهم"، مضيفاً أنهم سيعودون للعزل المنزلي، وذلك ضمن الإجراءات الاحترازية الموضوعة لفترة ما بعد الانتهاء من مناسك الحج.
تدابير احترازية للطواف: في سياق متصل، أعلن قائد القوة الخاصة لأمن المسجد الحرام، اللواء يحيى بن عبدالرحمن العقيل، عن اكتمال جميع الاستعدادات والترتيبات اللازمة في المسجد الحرام لاستقبال حجاج بيت الله الحرام لأداء طواف الوداع.
العقيل أضاف في تصريح لوكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس): "نعمل على تنفيذ الخطط المعتمدة لإنجاح حج هذا العام، وفق التدابير الوقائية والإجراءات الاحترازية منذ قدوم حجاج بيت الله الحرام إلى مكة المكرمة، وصولاً إلى أداء طواف الوداع".
أوضح العقيل أنه تم الترتيب لدخول الحجاج من أبواب معينة، وفق مسارات محددة من وقت الدخول حتى النزول إلى صحن المطاف، وتوزيعهم على المسارات التي روعي فيها التباعد المكاني، والبدء بالطواف بشكل جماعي.
كذلك لفت العقيل إلى استعداد قوة أمن الحرم للمشاركة مع جميع الجهات الرسمية لضمان أداء مناسك الحجاج بسلام، وفق الاشتراطات الصحية والتدابير الوقائية، تفادياً لانتشار فيروس كورونا.
وكان أمن المسجد الحرام قد وضع خطة لتنظيم حج هذا العام، تقوم على أربعة محاور، تتمثل في المحور التنظيمي، والمحور الأمني الهادف إلى الحفاظ على أمن وسلامة قاصدي بيت الله الحرام، والمحور الإنساني، والمحور الصحي، حيث وضعت من خلاله آلية تحدد طريقة الدخول والخروج من وإلى المسجد الحرام.
حج استثنائي: ومناسك الحج هذا العام استثنائية، في ظل تغييرات كبيرة فرضتها الجائحة؛ إذ يقتصر عدد الحجاج على نحو 10 آلاف من داخل المملكة فحسب، مقارنة بنحو 2.5 مليون حاج، العام الماضي، من كافة أرجاء العالم.
كانت نسبة الحجاج غير السعوديين من المقيمين داخل المملكة قد تحددت بـ70%، ونسبة السعوديين 30%، وهم من الممارسين الصحيين (الأطقم الطبية) ورجال الأمن، الذين تعافوا من "كورونا"، وذلك تقديراً لجهودهم في خدمة المجتمع.
واستبقت السلطات بدء المناسك بإجراء فحوص "كورونا" لضيوف الرحمن، قبل إخضاعهم لحجر صحي مدته 10 أيام، منها 7 في منازلهم فور ترشيحهم لأداء الشعيرة، و3 في فنادق مكة.
كما تم تزويد كل حاج بأدوات ومستلزمات، بينها إحرام طبي ومعقم وحصى الجمرات وكمامات وسجادة ومظلة، فيما ذكر حجاج أنه طُلب منهم وضع سوار لتحديد تحركاتهم.
إضافة إلى ذلك شددت السلطات السعودية إجراءات التعقيم في المشاعر، والمسجد الحرام، وفرضت تعليمات بمنع الحجاج من لمس كسوة الكعبة.