نشرت صحيفة The Guardian البريطانية، الجمعة 31 يوليو/تموز 2020، تقريراً تناولت فيه أبرز أعراض فيروس كورونا التي ما زال العلماء في حيرة من أمرهم في تأكيد علاقتها بمرض كوفيد-19، وكذلك بعض العوامل التي تساعد على الاصابة بالفيروس المنتشر عالمياً.
الطفح الجلدي: يشكل الطفح الجلدي أكثر الأعراض المشكوك في علاقتها بالفيروس ظهوراً، فقد سجَّل باحثون في إسبانيا خمسة أنواع من الطفح الجلدي المرتبط بالإصابة بكوفيد-19.
يقول الدكتور تيم سبيكتور، الأستاذ في علم الأوبئة الوراثي بكلية كينغز بلندن والباحث الأساسي في دراسة أعراض كوفيد-19: "إن عملهم كَشَفَ عن أن هناك ثلاثة أنواع من الطفح الجلدي المرتبط بالمرض: طفح جلدي خلايا النحل أو الأرتكاريا، ونتوءات حمراء صغيرة للجدري، ونتوءات أرجوانية تشبه البقع على أصابع اليد أو القدم"، مع التأكيد على أن النوع الأخير هو الأكثر تحديداً لكوفيد-19، حسب الصحيفة.
يقول سبيكتور: "يظهر طفحٌ مُعيَّن لدى واحد من كلِّ 12 مصاباً، وقد يكون العدد أكبر ونحن لا نلاحظه، لأن هذا العَرَض خفيٌّ جداً"، ويضيف: "قد يحدث هذا غالباً قبل أيِّ أعراضٍ مُتعارَف عليها أو حتى بدلاً منها".
فقدان السمع: كَشَفَت مراجعةٌ منهجيةٌ لبعض التقارير عن فقدان القدرة على السماع لدى أناسٍ أُصيبوا بكوفيد-19، لكن دقة الدراسات كانت منخفضة، حسب ما أفادت الصحيفة.
مع ذلك، توصَّلَ عملٌ لاحق أجراه الفريق نفسه إلى أن 16 من أصل 21 مريضاً أُدخِلَوا المستشفى لإصابته بكوفيد-19 سجَّلوا تغيُّراتٍ في قدرتهم على السمع بعد ثمانية أسابيع من خروجهم.
قال كيفن مونرو، أستاذ على السمع بجامعة مانشستر البريطانية، الذي قاد البحث، إنه تلقَّى عدداً لا يُحصى من رسائل البريد الإلكتروني من أناسٍ سجَّلوا مشكلاتٍ بالسمع بعد إصابتهم بكوفيد-19.
أضاف: "نظرياً، قد يكون هناك رابطٌ بين الأمرين، لأننا نعرف بعض الفيروس التي قد تسبِّب فقدان السمع، مثل الحصبة والنكاف".
وتابَع قائلاً: "إن كوفيد-19 قد يسبِّب متلازمة غيلان باريه، وهي حالةٌ تؤثِّر على الأعصاب ومرتبطةٌ بالاعتلال العصبي السمعي".
فقدان الشعر: أبلَغَ بعض المُصابين بفيروس كورونا بفقدان شعرهم، لكن هذه كانت تقارير شفهية وليست موثقة في دراسات.
قال تيم سبيكتور، الأستاذ في علم الأوبئة الوراثي بكلية كينغز بلندن: "شهدنا بعض المرضى يبلغون بهذا، لكننا لا نعلم ما إذا كان هذا التأثير كبيراً أم لا".
تقول الدكتورة تانيا بليكر، نائبة رئيس الجمعية البريطانية لأطباء الجلدية: "يمكن أن يؤدِّي شكلٌ من أشكال تساقط الشعر يُسمَّى "تساقط الشعر الكربي – telogen effluvium" إلى تساقط الشعر بصورةٍ مؤقَّتة نتيجةً لعددٍ من العوامل المُحفِّزة لذلك، مثل الحمى والمرض الشديد، ما قد يفسِّر بعض حالات تساقط الشعر المُبلَغ عنها والمرتبطة بالإصابة بكوفيد-19″.
ولكن هل يمكن أن يكون الصلع سبباً؟ تربط عددٌ من الدراسات الصغيرة تمتع الإمسان بميزة الصلع بخطورةٍ أكبر للتعرُّض للإصابة بكورونا، وهو أمرٌ يقول باحثون إنه قد يرتبط بهرمونات جنسية لدى الذكور يُطلَق عليها الأندروجينات، وهي مرتبطة بالصلع لدى الرجال وقدرة فيروس كورونا المُستجَد على الدخول إلى الخلايا البشرية.
لكن خبراءً يحذِّرون بأن هناك حاجةً إلى المزيد من العمل، فيقول سبيكتور: "حين تنظر فقط إلى عددٍ قليلٍ من الأشخاص في وحدات العناية المُركَّزة، سيتولَّد لديك هذا الانطباع لأنك تراهم بشكلٍ عام رجالاً في منتصف العمر أو أكبر سناً ذوي وزنٍ زائد أو إذا كانوا فقدوا شعرهم".
أن تكون طويلاً: وفقاً لإحدى الدراسات التي لم تخضع لمراجعةٍ، فإن الأشخاص الأطول مُعرَّضون أكثر من غيرهم للإصابة بكوفيد-19، وهو أمرٌ يطرح فريق الدراسة أنه يدعم فكرة أن المرض ينتقل عبر الغبار الجوي.
لكن خبراءً يشكِّكون في الطريقة التي أُجرِيَت بها الدراسة. يقول بول هانتر، أستاذ الطب بجامعة إيست أنغليا البريطانية: "من وجهة نظري، لا يقدِّم هذا الدليل ولو حتى دليلاً مُقنِعاً على أن الأشخاص طوال القامة محميون من العدوى، بصرف النظر عمَّا إذا كان هذا يعني أن الفيروس قد ينتقل عبر الغبار الجوي أم لا".