لجأت متطوعة أمريكية في هيئة الخدمات الصحية إلى تصميم شكل جديد من الحجاب يلبي احتياجات العاملات بمجال الرعاية الصحية من المحجبات، وهي الفكرة التي راودتها بعد أن تعرضت لحادث اضطرها للعودة إلى منزلها لتغيير حجابها.
حسب تقرير شبكة CNN الأمريكية، الأربعاء 29 يوليو/تموز 2020، لاحظت هلال إبراهيم خلال مناوبتها في المستشفى، أن دماء أحد المرضى لوَّثت ثوبها. وتحتفظ في المستشفى بأثواب إضافية لتغيّر من بينها، ولكن لم يكن أمامها خيار سوى العودة إلى المنزل، لأن حجابها اتسخ أيضاً.
حجاب خاص بالعاملات الصحيات: ألهمتها هذه الحادثة التي لم تتكرر على مدار أكثر من 10 سنوات قضتها هلال في التطوع والعمل بهيئة Park Nicollet للخدمات الصحية، في مسقط رأسها مينيابوليس، تصميم شكل جديد من الحجاب يلبي احتياجات العاملات في مجال الرعاية الصحية.
قالت لشبكة CNN: "لم أتمكن من العثور على حجاب مناسب يسير التكلفة، ومستدام، وأنيق. لم يكن أحد يصنعه، لذلك كان عليَّ أن أصنعه أنا".
هلال (25 عاماً)، هي أيضاً المؤسِّسة والرئيسة التنفيذية لشركة Henna and Hijabs. وقد أسست هذه الشركة التي تنتج أغطية الرأس بعد تخرجها في المدرسة الثانوية.
أثناء عملها في المستشفى، لاحظت أنه حين تحتاج مريضة أو موظفة إلى تغيير حجابها، يكون الخيار الوحيد بطانية مستشفى بيضاء.
يستجيب لشروط العمل: حين ضربت جائحة فيروس كورونا البلاد، قالت هلال إن زميلاتها في المستشفى كنَّ يخشين أن يتسبب الحجاب الذي يرتدينه أثناء تعاملهن مع المرضى في نقل الفيروس إلى أسرهم.
قالت: "وفضلاً عن الضغط النفسي والجسدي لكل ما يحدث الآن، تضطر المسلمات العاملات في مجال الرعاية الصحية إلى التساؤل: هل سأعود بهذا الفيروس إلى المنزل معي؟".
كما أضافت هلال أنها تشاورت مع طبيبات وممرضات حول تصميمها، وأن حجمه وتفصيلته هما ما يصنعان الفارق الأكبر. إذ حرصت على أن يكون تصميمها كبيراً بما يكفي لتغطية منطقة الرقبة التي تتركها أثواب المستشفى مكشوفة، ولكن دون أن يتسبب في إعاقة عملهن.
تقول هلال: "كانت لدينا ممرضات في قسم الحمل والولادة، وكانت المريضات يجذبن الحجاب أثناء الولادة. وحرصت على أن يكون حجابي فعالاً وثابتاً بحيث تنتفي الحاجة إلى الدبابيس".
حتى الألوان التي اختارتها هلال لحجابها تتطابق مع الألوان التي تستخدمها عديد من المستشفيات لثوبها الرسمي، مثل الأزرق الداكن والبرغندي.
متاح لغير المسلمات: رغم أن هلال صممت حجابها بما يتناسب مع المرأة المسلمة، فإنها لم ترغب في استبعاد من ينتمين إلى ثقافات أخرى.
قالت: "زبوناتنا اللاتي يشترين هذا المنتج الخاص لسن من المسلمات فحسب، ولكن تأتينا أيضاً مريضات في مراكز الرعاية الصحية، ومريضات سرطان، ونساء من اليهود الأرثوذكس، ومريضات من السيخ يستفدن من هذا الوشاح".
منذ أن أطلقت شركة Henna and Hijabs هذا الخط في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، تبرعت بنحو 1000 حجاب لمستشفيات ولاية مينيسوتا. وقالت هلال عن تلقيها طلبات من أرجاء البلاد: "إنني ممتنة لكل هذه الفرص".