قالت الحكومة الإسبانية، السبت 25 يوليو/تموز 2020، إن مجموعة من الجنود الإسبان أرسلوا لبناء مخيم للمهاجرين العاملين في جني محصول الفراولة بعد أن وجه مسؤول بالأمم المتحدة انتقادات للسلطات لسماحها للعمال الزراعيين الموسميين بالعيش في ظروف "غير آدمية".
وضعية مؤسفة: كان أوليفيه دي شوتر مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بملف الفقر المدقع وحقوق الإنسان قد دعا، في بيان صدر الجمعة 24 يوليو/تموز، إلى القيام بإجراء عاجل لتحسين "الظروف المؤسفة" في مستوطنات العمال قبل أن يموت الناس هناك.
إذ اندلعت ثلاثة حرائق في أماكن إقامة المهاجرين المبنية من الصفيح قرب بلدة هيلفا بجنوب غرب إسبانيا الأسبوع الماضي مما أدى إلى إصابة أربعة أشخاص. كما حذر مسؤولو صحة من أن اكتظاظ أماكن إقامة المهاجرين يجعل العمال عرضة للإصابة بفيروس كورونا.
في أعقاب مناشدات من مسؤولين محليين للمساعدة، قالت متحدثة باسم وزارة الدفاع إنه تم إرسال جنود السبت للبحث عن مكان مناسب لبناء مخيم لإيواء المهاجرين ومعظمهم من المغرب.
أضافت المتحدثة "تم إرسال فرق لوجيستية من الجيش للمساعدة في منع تفشي فيروس كورونا في مستوطنات المهاجرين التي تعاني من ظروف مضطربة بعد الحرائق".
ظروف عيش مهينة واعتداءات: على مدى سنوات كانت مثل هذه المستوطنات القذرة والخطرة التي تفتقر إلى المياه والكهرباء ووسائل الصرف الصحي تستخدم أماكن إيواء للعمال الموسميين الذين يعملون في جني الفواكه في إسبانيا.
تعد إسبانيا حتى الآن أكبر مُصدِّر للفراولة في أوروبا، وأصبحت هذه الصناعة التصديرية المزدهرة البالغة قيمتها 580 مليون يورو (حوالي 656.5 دولار) في الوقت الحالي مهمة للغاية للاقتصاد الإسباني الهشّ إذ يُطلق عليها "الذهب الأحمر" للبلاد.
على مدى السنوات القليلة الماضية، ظهرت تقارير تشير إلى انتشار الإيذاء الجنسي والبدني انتشاراً واسعاً واستغلال العاملات المغربيات الموسميات في وسائل الإعلام المحلية والدولية.
قللت الحكومتان من شأن هذه المزاعم، وأنكرتا انتشار هذه المشكلة. ومع أن وسائل الإعلام أوردت العديد من المزاعم المتعلقة بالإساءة والاغتصاب في تقاريرها، أنكرت وزارة العمل المغربية، وهي الجهة المسؤولة عن توظيف وإصدار التأشيرات للعمال المهاجرين، العام الماضي تلقيها أي شكاوى رسمية.
لكن أليسيا نافاسكويس، التي تنتمي لجمعية حقوق المرأة Mujeres 24، قالت إن النساء المغربيات يُستَهدفن عمداً لضعفهن.